الحدث- محمد غفري
عشية تمديد اعتقال المتهم (ع. ع) بقرار من محكمة بداية رام الله بتهمة تسريب أراضي للعدو، شنت أجهزة أمن الاحتلال حملة اعتقالات واسعة ضد نشطاء وكوادر حركة فتح في مدينة القدس المحتلة، وكان على رأسهم محافظ القدس عدنان غيث.
مدد القضاء الفلسطيني توقيف المتهم (ع. ع) مدة 45 يوماً، وهو نفس الشخص الذي يدور الحديث عن علاقته بتسريب منزل في البلدة القديمة في القدس المحتلة، فيما رد الاحتلال بتمديد توقيف كوادر فتح حتى يوم الخميس.
كما أصدرت شرطة الاحتلال الإسرائيلية مذكرة توقيف بحق محافظ القدس عدنان غيث، وجاء في المذكرة أن "غيث متورط في اعتقال إسرائيليين وتسليمهم لأجهزة الأمن الفلسطينية، وهو الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على الأمن الإسرائيلي، ورغم أن غيث مُنع من دخول الضفة إلا أن نشاطه ظل مستمرا".
منذ اعتقال المتهم (ع. ع) لدى جهاز المخابرات الفلسطيني، لاحقت سلطات الاحتلال مراراً محافظ القدس عدنان غيث، كما واعتقلت مدير جهاز المخابرات في ضواحي القدس جهاد الفقيه قبل أن يفرج عنه.
صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قالت في خبر رئيسي، أمس الاثنين، إن "إسرائيل" تمارس ضغوطاً كبيرة على السلطة الفلسطينية للإفراج عن (ع. ع 53 عاماً) المشتبه بتورطه في بيع ممتلكات فلسطينية للإسرائيليين.
(ع. ع) الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية مضى على احتجازه لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية في رام الله منذ شهر ونصف، وذلك بعد الاشتباه ببيعه ممتلكات فلسطينية لجمعيات يهودية، وفق ما ذكرت الصحيفة.
الصحيفة العبرية قالت إن المستوى الأمني الإسرائيلي قرر زيادة وتيرة الاعتقالات بحق كوادر وعناصر وقيادات السلطة الفلسطينية في القدس من أجل الضغط على السلطة للإفراج عن (ع. ع).
وقالت الصحيفة إن قادة فتح يتخوفون من إمكانية اقتحام "إسرائيل" للمكان الذي يحتجز فيه (ع.ع) أي رام الله، خاصة بعد النقاش الذي احتدم في لجنة الداخلية في "الكنيست" الإسرائيلي، والتي طالب بعض أعضائها باقتحام مكان احتجاز المتهم (ع. ع).
ما يجري من استمرار اعتقال المتهم (ع. ع) لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وفي المقابل ملاحقة الاحتلال المستمرة لمحافظ القدس عدنان غيث، وشن حملة اعتقالات واسعة بحق كوادر فتح في القدس، يجرنا إلى الحديث عن سيناريوهين اثنين وفق ما يرى الصحفي المختص بقضايا القدس محمد أبو الرب:
السيناريو الأول هو انتقال المعركة بين أجهزة أمن الاحتلال وأجهزة أمن السلطة إلى أروقة القضاء خاصة بعد تمديد اعتقال محافظ القدس وتمديد اعتقال المتهم (ع. ع).
أما السيناريو الثاني هو أن تنفذ دولة الاحتلال تهديدها باجتياح رام الله وإطلاق سراح المتهم (ع. ع) بالقوة.
بناء على هذه السيناريوهات، إما تقوم السلطة بالإفراج عن المتهم (ع. ع)، وبالمقابل إفراج الاحتلال عن محافظ القدس عدنان غيث وعدم تكرار اعتقاله في مشهد تبدو عليه الصفقة غير مباشرة، أو تكرار مشهد اقتحام رام الله بالقوة العسكرية بدعوى إطلاق سراح محتجز يحمل الهوية الإسرائيلية، ولا يجوز محاكمته في القضاء الفلسطيني وإنما الأصل تسليمه وفق ترتيبات أوسلو، لننتظر ونرى.