"مشتل حشيش بأجواء رومانسية".. تقنيات متطورة تستخدم لأول مرة ونشطاء يسخرون (صور, فيديو)

الحدث- محمد غفري

ما جرى في قرية نعلين غرب رام الله الليلة الماضية، تجاوز مجرد ضبط كميات من أشتال الحشيش من قبل عناصر الشرطة الفلسطينية كما جرت العادة، وإنما الدخول إلى مستنبت شيد بأحدث التقنيات وتستخدم فيه لأول مرة تقنيات "الزراعة المائية".

ليس هذا فحسب!، بل إن مرافقة الصحفيين للعناصر الأمنية في مداهمتها لمشتل المخدرات، ساهم بنقل الأحداث إلى آلاف المواطنين على الهواء مباشرة، ونقلهم لأجود الصور التي سرعان ما انتشرت عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تخلو بطبيعة الحال من تعليقات النشطاء الساخرة، فالمثل يقول "هم بضحك وهم ببكي".

تقنيات تستخدم لأول مرة مصدرها "إسرائيل"

يقول الناطق الرسمي باسم جهاز الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، إن المشتل الذي جرى ضبطه استخدمت فيه تقنيات عالية المستوى في عملية الري، وعملية التحكم في درجة الحرارة والإضاءة، ولأول مرة يستخدم في هذا المشتل تقنية "الزراعة المائية".

وحول الزراعة المائية، أوضح ارزيقات في تصريح لـ"الحدث"، أن هذه الزراعة تعتمد على استنبات الأشتال باستخدام المياه دون الأتربة، ويتم اللجوء إلى ذلك بسبب حاجتهم إلى مكان ضيق دون اللجوء إلى المساحات الواسعة، وتتمثل هذه الزراعة في مد مواسير بلاستيك وعمل فتحات فيها ووضع الأشتال داخل الفتحات، والمياه بدورها تغذي الشتلة، ويتم تنقية المياه من خلال عملية الدوران، وأيضاً يتم وضع بعض الأدوية التي تساعد في الاستنبات.

وأضاف ارزيقات، "ثم يتم نقل الأشتال إلى غرفة أخرى وزراعتها في التربة لاستكمال عملية الاستنبات".

وأكد ارزيقات لـ"الحدث"، أن هناك جهات إسرائيلية تتجه لزراعة المخدرات في الأراضي الفلسطينية وذلك بعد التشديد من قبل سلطات الاحتلال على الزراعة في الداخل وإغلاق الحدود مع سيناء وجنوب لبنان، وبالتالي أصبحت مصادر المخدرات شحيحة في الداخل.

لذلك تتجه الجهات الإسرائيلية الكبيرة بحسب ما أورد الناطق الرسمي في تصريحه لـ"الحدث" إلى الأراضي الفلسطينية، وتستغل حاجة بعض المواطنين للمال، وترسل أشخاصاً من فلسطينيي 48 إلى الأراضي الفلسطينية لاستئجار الأراضي والمنازل ويقومون بإحضار هذه التقنيات الحديثة.

وأكد العقيد لؤي ارزيقات، أن العامل المشترك في ضبط كل هذه المشاتل المتطورة هو اشتراك إسرائيلي فيها وغالبيتها موجودة في مناطق "ج"، دون أن يستبعد وجود مشاتل أخرى شبيهة.

تطور يدعو للسخرية

مدى التقنيات المتطورة في زراعة الحشيش داخل هذا المشتل وآلية الترتيب والنظافة، دفع النشطاء إلى السخرية منها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

الناشط الساخر علاء أبو ذياب طالب بتنصيب صاحب المشتل في منصب رئيس الوزراء قائلاً "صاحب مشتل الحشيش هادا اللي مسكوه مبارح برام الله مش لازم ينحبس، إحنا لو شعب بعرف مصلحته بنحط صاحب هادا المشتل رئيس وزراء، عمري ما شفت اشي مرتب هلقد بالبلد كلها!! أوروبا العادة!"

أما الصحفي فراس الطويل علق على المشتل يقول "فاخر ع الآخر صنع في فلسطين"، أما زميله المذيع محمد الرجوب زف البشرى يقول "بشرى غير سارة، لقد وصلتنا أفضل تقنيات الزراعة في العالم".

الناشط فخر الرنتيسي الذي شارك مراراً بأدوار مسرحية خلال دراسته الجامعية علق يقول "بتحس حالك فايت على صالة أفراح وبدك تنقط العريس، مشتل حشيش بأجواء رومنسية".

أما المواطنة نانسي صادق فذهبت إلى الدين وعلاقته بإتقان العمل عندما علقت عبر صفحتها "إذا عمل أحدكم عملا فليتقنه، هذا مشتل شكله ماخد المواصفة الأوروبية أو التيكن!!! شي بيفتح النَفَس".

داوود عبد الله هو الآخر مواطن علق على الحشيش قائلاً "حشيش نعلين يا جماعة الخير ولا بالخيال بتحشش من منظر الصورة".

وكانت الشرطة والنيابة العامة في محافظة رام الله والبيرة وبإسناد من الأمن الوطني قد ضبطت في ساعات متأخرة من ليلة أمس مشتلا ومستنبتا للمخدرات استخدمت فيه لأول مرة تقنيّة "الزراعة المائية" وضبطت بداخله 600 شتله يشتبه أن تكون أشتال القنب الهندي المهجن "الهايدرو" تراوحت أطوالها ما بين 20 الى 150 سم.

وقال المتحدث باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات في بيان صحفي وصل لـ"الحدث" نسخة منه، بأنه وبعد عمليات جمع استدلالات ومعلومات استخبارية دقيقة من قبل إدارة مكافحة المخدرات في شرطة محافظة رام الله والبيرة توصلت لمعلومات تفيد بوجود مستنبت للمخدرات في بلدة نعلين غرب رام الله.

وأضاف "على الفور تحركت قوات من الشرطة برفقة النيابة العامة وبإسناد من الأمن الوطني للمكان، وعند وصول القوة قامت بمحاصرة المكان وبأمر النيابة العامة تم الدخول إليه وتبين بأنه عبارة عن منزل مكون من طابقين الأول تسكن فيه عائلة والطابق الثاني تم تجهيزه بتقنيات حديثة ومتطورة وعالية المستوى لزراعة المخدرات بطرق هندسية علمية متطورة".