الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

البطاقة الحمراء / بقلم: زياد البرغوثي

2018-11-30 06:48:02 AM
البطاقة الحمراء / بقلم: زياد البرغوثي
زياد البرغوثي

بعد أن افتُتِحَ اوتوستراد التطبيع بشكله التجاري، بديلاً عن خط سكة الحديد الحجازي وأصبح يربط بين ما يُسمى بلاد العرب أوطاني..

كان لنا السَبق في وضع أولى الخطوات على هذا الطريق، مع الكثير من الرقص والتصفيق..

وعندما تَشحرت وجوهنا واضطربت رؤيتنا بسواد الأسفلت وضباب الطريق..
أضعنا بوصلتنا، ووحدتنا، وأغلقوا الحواجز علينا وأدخلونا جميعاً في لعبة الأمن والتنسيق..

نستجدي البطاقات الخضراء والزرقاء، بعد أن كانت كل البطاقات الحمراء بأيدينا نرفعها متى نشاء وبوجه من نشاء على مساحة الوطن الكبير..
ويبقى السؤال الأول والأخير إلى متى سنبقى شهود زور على قارعة الطريق؟

لا يوجد اليوم اتفاق سلام!
كل ما نعيشه اليوم، حالة من التطبيع الرخيص، نجترُ فيها كل يوم من تاريخنا، ونستنزف من إرث شعبنا، ونُبَدل قناعاتنا ومفرداتنا، لتنحدر كل يوم بنا إلى الدرك الأسفل تائهين مُشَتتين.

اليوم وبعد عقود من التخبط والإخفاقات وممارسات مُغَلفة بعبارات الصمود والتحرير، لم نتقدم خطوة واحدة على طريق السيادة والاستقلال، وكل ما نراه على خشبة المسرح يُسدل عليه الستار..بلحظة واحدة.. حين انتهاء العرض أو إطفاء الأنوار..

لم يُقَدِر لنا العالم محاربتنا التطرف والإرهاب.. ولَم يحترمنا على الانفتاح والعلمانية..
ولم يكافئنا على التزامنا بالسلام وحماية أمن إسرائيل والإسرائيليين..

فهل سنبقى على قارعة الطريق نُعامل كسماسرة عمال ومأجورين؟

إن هذا الشعب الذي خرج بالآلاف في ميادين الوطن ضد قانون الضمان..
يعرف بوصلته وماذا تعني كرامته وكرامة وطنه ولَم تخدعهُ يوماً، الأكاذيب والأوهام..

إن هذا الشعب ينتظر من القائد اليوم أن يرفع البطاقة الحمراء ويشد اللجام..