الحدث الإسرائيلي
خلافا لمشروع المياه القطري الذي كان ينقل المياه من بحيرة طبرية إلى جنوبي الاراضي المحتلة، تخطط إسرائيل لمشروع مياه معاكس بهدف تزويد بحيرة طبرية بنحو 100 مليون متر مكعب من المياه سنويا، وهي كمية تكفي لرفع مستوى المياه فيها مترا واحدا سنويا.
والمشروع الجديد يهدف لضخ المياه من مركز الاراشي المحتلة إلى البحيرة لمواجهة أزمة النقص في المياه في منطقة الشمال، ومواصلة تزويد الأردن بالمياه من بحيرة طبرية.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، فقد بدأت شركة المياه “مكوروت” أعمال وضع أنبوب ومنشآت ضخ تتيح تدفق المياه إلى البحيرة من منطقة المركز ومن حوض المياه في سهل البطوف المقام قرب قرية كفرمندا، ويطلق عليه “حوض أشكول/ بيت نطوفه”.
وتشير التقديرات إلى أن المشروع سيبدأ العمل خلال سنتين، وأنه في أقصى إنتاجه سيضخ ما بين 100 إلى 120 مليون متر مكعب من المياه سنويا للبحيرة، أي ما يكفي لرفع مستوى المياه فيها بنحو متر واحد.
ومن المقرر أن تعمل منشآت تحلية المياه التي أقيمت على طول البحر المتوسط، وتلك التي ستقام، على تزويد المشروع بالمياه المطلوبة.
وفي حين أنه من المفترض أن يساعد ضخ المياه إلى البحيرة على استقرار مستوى المياه فيها، بما في ذلك استقرار النظام البيئي فيها، فإن مدير سلطة المياه، غيورا شاحام، يشير إلى أن هناك هدفا إستراتيجيا للمشروع، وهو ضمان تزويد الأردن بمياه البحيرة، بموجب التزامات إسرائيل.
وأشار التقرير إلى أن إسرائيل والأردن قد توصلتا إلى اتفاق حول إقامة منشأة لتحلية المياه في العقبة، بحيث تأخذ الأردن حاجتها منها، إضافة إلى الجانب الإسرائيلي في المنطقة. وفي المقابل، تزيد إسرائيل من كمية المياه التي تقدمها للأردن من مياه بحيرة طبرية.
كما أشار إلى أنه من المفترض أن تقوم منشأة تحلية المياه في العقبة بضخ السوائل المالحة المتبقية بعد عملية التحلية إلى البحر الميت، كمرحلة أولى من مشروع “قناة البحرين” لمواجهة استمرار انخفاض مستوى المياه في البحر الميت، والذي يفترض أن يقلل وتيرة انخفاض مستوى المياه فيه بنحو 70 إلى 100 سنتمترا سنويا.
يذكر أن مستوى المياه في بحيرة طبرية يصل اليوم إلى 1.64 متر تحت الخط الأحمر الأسفل، رغم أنه في السنتين الأخيرتين لم يتم ضخ المياه من البحيرة إلى مشروع المياه القطري، وإنما كان ذلك نتيجة لشح الأمطار في منطقة الشمال مدى سنوات متتالية.