الحدث صورة ومكان
تقع قرية صرعة الفلسطينية على بعد 25 كم من مدينة القدس، على تل ناتئ في السفح الغربي لأحد الجبال، ومن الجائز أن تكون صرعة قد شيدت في موقع مدينة صرعة الكنعانية التي صارت من بلاد الدانيين لاحقا. وقد عرفت باسم صريا في العهد الروماني. وفي سنة 1569؛ كانت صرعة قرية في ناحية الرملة (لواء غزة), وعدد سكانها 94 نسمة، يؤدون الضرائب على عدد من الغلال كالقمح والشعير والزيتون، بالإضافة إلى عناصر أخرى من الإنتاج كالماعز وخلايا النحل. وقد ذكر عالم الكتاب المقدس إدوارد روبنسون أنه مر بالقرية سنة 1841، بعيد مغادرته قرية اللطرون الواقعة على طريق القدس- يافا العام.
في سنة 1875؛ قدر عدد سكان القرية بنحو 400 نسمة، وقد وصف المساحون البريطانيون الذين وضعوا كتاب (مسح فلسطين الغربية)، في أواخر القرن التاسع عشر، صرعة بأنها قرية قائمة على تل من الصخر الطباشيري الإيوسيني الأبيض أجرد قليل الارتفاع. وكان يقع في الجهة الجنوبية من القرية مقام النبي سامات الذي ربما اعتبره البعض شمشون المذكور في التوراة (الذي تقول الأساطير أنه عاش في القرية).
كانت صرعة مقسمة إلى ثلاثة أحياء. وفي كل حي كانت المنازل المبنية بالطين والحجارة متراصفة بعضها قرب بعض، وتفصل بينها أزقة ضيقة متعرجة. وفي الحي الجنوبي، امتد البناء صعودا على سفح التل، بينما توسع في الحي الشمالي على طول السفح الشمالي الشرقي للتل. وكانت بضعة دكاكين تتوسط كل حي من الأحياء الثلاثة.
في منتصف تموز يوليو 1948، تم احتلال بضع قرى تقع على مشارف القدس، وذلك في إطار عملية داني. ووقعت صرعة التي كانت القوات المصرية تدافع عنها، تحت الاحتلال في 13-14 تموز يوليو في أثناء اجتياح سهل اللد- الرملة الواقع إلى الغرب منها. وقد احتلت الكتيبة الرابعة التابعة للواء هرئيل صرعة تمهيدا للهجوم على قرية عرتوف المجاورة التي كانت تدافع عنها (قوات غير نظامية) (ربما كانت وحدات من المجاهدين الفلسطينيين) عاملة تحت قيادة الجيش المصري.
المصدر: كي لا ننسى