الحدث- رام الله
قدّم وفد من اتحاد كتاب فلسطيني الـ48 واجب العزاء بالشهيد القائد زياد أبو عين، وزار اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم وصحيفة الحدث الفلسطيني، خلال زيارته رام الله لمدة يوم واحد.
وكان الوفد الذي حضر إلى رام الله ظهر الخميس الماضي وشمل لفيفاً من الكتاب والشعراء والباحثين وترأسه الكاتب والإعلامي الشاعر سامي مهنا رئيس اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في الداخل الفلسطيني، إلى جانب الكاتب الأديب الكبير سلمان ناطور، وقد توجه فور وصوله إلى مدينة رام الله إلى بيت الشهيد أبو عين، للتأكيد على وحدانية الهم والجرح الفلسطيني بفقد أبو عين الذي مثل رمزاً للقادة الشهداء وهم يواجهون مصير شعبهم واقفين كالأشجار في أرضهم.
وقال مهنا بالأصالة عن نفسه، وبالنيابة عن كافة كتاب ومثقفي فلسطين الـ48 أن استشهاد القائد أبو عين إنما هو وجع وفرح مشترك.. وجع لأن فقد قائد بمكانة أبو عين هو خسارة للعمل الوطني الفلسطيني الأصيل الملتحم مع شعبه وأرضه، وفرح لأن استشهاد مناضل بوزن أبو عين إنما يثبت للقاصي والداني أن شهداءنا جميعاً قادة ومناضلين لا يستشهدون إلا واقفين على أرضهم وبين أبناء شعبهم. منوهاً إلى أن الجغرافيا الفلسطينية التي لا تعترف إلا بفلسطين التاريخية من الماء إلى الماء واحدة موحدة تقدم تضحياتها على طريق الحرية بشكل يومي لتأكد لهذا العدو الغاشم أن الذاكرة الفلسطينية حية لا تموت.
ووجه الكاتب الأديب سلمان ناطور كلمته لأبناء الشهيد أبو عين ولكافة أبناء شعبنا مشيراً إلى أن فلسطيني الداخل يتألمون آلامهم ويتوجعون وجعهم، منوهاً إلى أن ما يتعرض له الفلسطيني في الداخل إنما هو هجمة لا تفرق بين فلسطيني وآخر، بل ويتعدى الأمر استهداف الروح إلى أستهداف الهوية والشعور والانتماء، ما يجعله في خط المواجهة الأول.
وقال إن الشهيد زياد أبو عين سيبقى خالداً في ذاكرة الفلسطينيين، موضحاً أن هذا الاحتلال لن يستطيع قتل الفكرة التي حملها زياد نيابة عن كل فلسطيني أينما وجد، وتتلخص في الوصول إلى الحق الفلسطيني طال الزمن أم قصر.
مؤكداً أن فلسطيني الداخل ما زال صامداً وسيبقى طالما بقيت فلسطين حية بشبابها وشيوخها ونسائها وذاكرتها مهما حاول هذا المحتل النيل من صموده على أرضه مستمداً قوته من أمتداده الطبيعي في الضفة والقطاع والشتات وأينما تواجد اسم فلسطين على وجه هذه البسيطة.
من جهتها شكرت عائلة الشهيد أبو عين على لسان محمود أبو عين شقيق الشهيد زياد الوفد الزائر قائلاً: إن التضحية من أجل الوطن كانت مغروسة في داخل الشهيد زياد، حيث كان على شغف دائم بالعمل الوطني والشعبي ومقاومة الاحتلال، حيث دفع حياته ثمناً من أجل فكرة عظيمة سوف تتخلد في قلوبنا جميعاً. مؤكداً على عمق التواصل بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد في كافة أماكن تواجده، وهو ما كان الشهيد أبو عين يحرص على حضوره دائماً في الوعي الجمعي لكافة شرائح الشعب الفلسطيني.
بدوره أكد الشاعر مراد السوداني أمين عام اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم، على ضرورة العمل الدائم والدوؤب على مواصلة المشوار الفلسطيني تحت راية واحدة وموحدة باسم فلسطين من الماء إلى الماء، وتحديداً من شريحة المثقفين الذين لا ولن يتنازلوا عن شبر واحد من فلسطين. مشيراً إلى أن العمل على توحيد الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، والذي انطلق العمل عليه منذ أربع سنوات بمباركة ودعم الرئيس محمود عباس، إنما أعاد لهذا الاتحاد مكانته التي يجب أن تكون لقيادة الفعل الثوري بالكلمة والفكرة التي قد تتقاطع مع السياسي ولا تتبعه، وإنما تقوده باعتبار المثقف الفلسطيني هو الطليعة التي تحافظ على الحلم وتحرسه بعيداً عن مساومات السياسي وما يتعرض له من ضغوطات.
وأشار السوداني إلى مكانة أبو عين الذي لم يتأخر يوماً عن مساندته لفعل الكاتب والمثقف الفلسطيني، مؤمناً بأن الكلمة الرصاصة إنما هي الباقية في ساحة المواجهة بكل شرها وشراستها، مشيراً إلى موعده الأخير من الشيهد زياد، والذي بقي معلقاً برسم الفعل الفلسطيني وصولاً إلى حق شعبنا في الحرية والاستقلال.
وتوجه الوفد بعد تقديم واجب العزاء، إلى زيارة مقر اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم للتأكيد على الدور الذي تقوم به اللجنة للحمة المقولة الفلسطينية في الداخل والخارج، ولمباركة الأمين العام توليه مهام منصبه الجديد الذي يستحقه، بعد كل الفعل الثقافي الوحدوي الذي قام به بوصفه أميناً عاماً للأتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، ورئيس لبيت الشعر الفلسطيني.
وقدم الشاعر سامي مهنا رئيس الاتحاد بالداخل درعاً تقديرياً للأمين العام للجنة الوطنية مراد السوادني بالنيابة عن كافة كتاب ومثقفي الداخل، متمنياً له المزيد من التقدم والنجاح في مشاريعه المشتركة مع كافة الكتاب والمثقفين الفلسطينيين في الداخل والخارج.
بدوره شكر الشاعر مراد السوداني الوفد الحاضر إلى بيته في اللجنة الوطنية، مؤكداً على وحدة الكلمة والفعل الفلسطيني الذي لطالما حرس الحلم الفلسطيني، مؤكداً على أن اللجنة وبالتعاون مع اتحاد الكتاب ستعمل بموافقة ومباركة الرئيس محمود عباس على عدة مشاريع مهمة في القريب العاجل، أهمها تكريم مئة شاعر وكاتب ومثقف من مئة عام إلى اليوم في تظاهرة ثقافية كبيرة إحياء لذكرى من رحل، وتكريماً لفعل الحاضر منهم.
وفي خطوة واعية لأهمية ودور العمل الصحفي والإعلامي، قام الوفد الزائر بزيارة مقر صحيفة الحدث الفلسطيني في مدينة رام الله، لمباركة طاقم الصحيفة على مرور عام على انطلاقتها، وللتأكيد على دور ومكانة الصحيفة التي عملت منذ انطلاقتها الأولى على تحريك مياه المشهد الثقافي على كل الأرض الفلسطينية.
وقال الكاتب والشاعر سامي مهنا رئيس الاتحاد بالداخل، إن صحيفة الحدث بفعلها وفاعليتها منذ اللحظات الأولى كانت وما زالت مواكبة للحدث الثقافي في الداخل الفلسطيني بكل صدر منفتح لكل الآراء والأفكار والنصوص، مناشداً كل الكتاب والمثقفين بالداخل الفلسطيني للتعاون والشراكة مع من يفتح صدر للتعاون والشراكة معنا بقلب صادق مؤمن بأهمية حضور فلسطينيي الداخل في واجهة المشهد الثقافي، لأننا اليوم لم نعد نتحدث عن التواصل بيننا وبين فلسطينيي الضفة أو القطاع، وإنما نتحدث عن وحدة هذا المشهد بكل تفاعلاته.
بدوره أكد الكاتب الأديب سلمان ناطور على متابعته لصحيفة الحدث منذ عددها صفر والذي انطلق قبل عام من الزمن، وأننا أمام صحيفة حرة نقدية بكل معنى التوجه النقدي. صحيفة تعمل من منطلق رؤية شاملة لمفاهيم الصحافة والثقافة والسياسة، لتتابع المشهد اليومي لحياتنا اليومية، وهو ما ينقصنا في العمل الصحفي، لكون السنوات الأخيرة، وبدلاً من أن تشهد رؤية انفتاح، بليت برؤية انغلاق طائفة ودينية وحزبية فئوية. قائلاً: "اليوم عندما تأتي صحيفة وتقوم بطرح أفكار رؤى منفتحة، فإن هذا يعني أنها تقوم بدور تاريخي في هذه المرحلة".
واعترف ناطور، بأن الصحيفة لم تقصر منذ انطلاقتها في اهتمامها بشأن الداخل الفلسطيني، مشيراً إلى مشاركته بعدد من كتاباته في أكثر من عدد، مؤكداً أنه لربما قصر وزملاؤه في تلبية نداء التفاعل والحضور في المرحلة السابقة، قائلاً: "من اليوم لتعتبرني الصحيفة واحداً من أسرتها وتحت تصرفها فيما تطلب مني".
بدورة أكد مراد السوادني أمين عام اللجنة الوطنية للثقافة والعلوم، واتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، على دور وأهمية حضور صحيفة الحدث كشريك أساسي في المشهد الثقافي منذ اللحظة الأولى، منوهاً إلى أن الاتحاد كان وما زال وسيبقى مشاركاً وداعماً لفعل صحيفة الحدث لنبني وعياً ثقافياً محافظاً على المقولة الفلسطينية الواعية بالحق الفلسطيني.
مشيراً إلى أن فعل النقد الذي تؤسس له صحيفة الحدث منذ البدء، إنما هو فعل منفتح على الكل الفلسطيني بكل أفكاره واقتراحته، مطالباً الوفد الزائر بالمشاركة والتفاعل مع هذا الدور، لأن المعركة الفلسطينية شِئنا أم أبينا، ستمدد إلى هناك، إلى فلسطينيي الداخل.
من جهتها رحبت الكاتبة والشاعرة رولا سرحان رئيس تحرير صحيفة الحدث، بالوفد الزائر، مؤكدة على أن صحيفة الحدث، إنما حرصت وما زالت منذ البدء على متابعة ومشاركة الفلسطيني أينما وجد، ولذلك هي تعمل في الداخل الفلسطيني، وفي الأردن ولبنان وسوريا كما القاهرة، عبر نخبة من المراسلين، وعياً وإدراكاً منها لأهمية مواكبة الفلسطيني لكل تفاصيل يومياته وفعله.
وأشارت سرحان إلى أن الحدث التي تهتم بالشأن السياسي من خلال اهتمامها الأساسي بالشأن الاقتصادي، تعي تماماً أن كلا الشأنين لا يكتملان إلا بالاهتمام بالشأن الثقافي والاجتماعي، ولذلك هي تفرد المساحات واسعة لكل التفاصيل الفلسطينية في كل الجغرافيا الفلسطينية بمعناها الشمولي الذي يشمل الداخل والخارج.
بدوره أكد أحمد زكارنة مدير تحرير صحيفة الحدث، على أهمية هذه الزيارة التي تنم عن وعي كامل بضرورة التفاعل بين أبناء الشعب الواحد، مشيراً إلى أن الحدث ومنذ لحظتها الأولى إنما فتحت وما زالت صدر صفحاتها لكل قلم مبدع وفكرة خلاقة ومشاركة فاعلة من كل فلسطيني أينما وجد، والداخل قبل الضفة والقطاع، والشتات قبل الاثنين.
ونوه زكارنة إلى أن صحيفة الحدث، وإدراكاً منها بقيمة وقدر ومكانة الكاتب سلمان ناطور ككاتب ومؤرخ فلسطيني وعربي كبير، وباعتباره ممثلاً عن كافة أبناء شعبنا في الداخل، إنما يسرها أن تعلن ومنذ هذه اللحظات وبناء على موافقته، أنه أحد أفراد أسرتها بوصفه مستشاراً أعلى للصحيفة، قائلاً: "إن صحيفة الحدث ستبقى دائماً وأبداً منارة لكل كتابنا وأدبائنا في الداخل والشتات وفي كل بقاع الأرض".
وفي كلمته رحب طارق عمرو مدير عام صحيفة الحدث، بالوفد الزائر، قائلاً: "إن الحدث هي بيت لكل فلسطيني أينما وجد، ولذلك هي لهم وبهم ستشق طريقها الذي بدأته بالتعاون من كل فعل فلسطيني وطني بغض النظر عن انتمائه الفكري أو الحزبي أو الديني".