الحدث العربي والدولي
انتهز وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو وجوده في بروكسيل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، لينتقد «بيروقراطيته»، متسائلاً عن جدوى مؤسسات دولية. واتهم روسيا والصين وإيران بانتهاك معاهدات واتفاقات، لافتاً الى أن الرئيس دونالد ترامب «يحشد دولاً 7 نبيلة لبناء نظام ليبرالي جديد يمنع الحرب ويحقق رخاءً» في العالم.
جــــــاءت تصريحــــــات بومبيو في خطاب ألقاه أمام ديبلوماسيين في بروكسيل، قبل محادثات لوزراء خارجية دول الحلف الأطلسي، لمناقشة الصدام البحري بين روسيا وأوكرانيا، ومصير معاهدة الحدّ من الأسلحة النووية متوسطة المدى، المُبرمة عام 1987 والتي أعلنت واشنطن عزمها على الانسحاب منها، متهمة موسكو بانتهاكها.
وقال الوزير الأميركي: «بعد انتهاء الحرب الباردة، سمحنا للنظام الليبرالي بالبدء في التآكل: خذلنا وخذلكم». وأسِف لحكمة تقليدية تفيد بأنه «كلّما وقّعنا مزيداً من المعاهدات، كلّما كنا أكثر أماناً» و«كلّما كان لدينا المزيد من البيروقراطيين، أنجزنا المهمة في شكل أفضل»، معتبراً أن منظمات مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لم تعد تؤدي الوظائف التي أُسِست من أجلها، وتحتاج تغييراً. وانتقد «بيروقراطيين» مسؤولين عن دعم التعددية، بوصفها «هدفاً في حد ذاته»، مشككاً بالتزام الاتحاد الأوروبي تجاه مواطنيه.
واتهم الصين بتسخير قواعد منظمة التجارة العالمية لمصالحها الاقتصادية في شكل غير عادل، معتبراً أن المحكمة الجنائية الدولية «تدوس» على سيادة دول مستقلة. كذلك اتهم روسيا بانتهاك معاهدات رئيسة للحدّ من التسلّح وتقويض سيادة دول مجاورة، وإيران بخرق قرارات لمجلس الأمن. وقال: «على الهيئات الدولية المساهمة في تسهيل تعاون يدعم أمن العالم الحر وقيمه، أو يجب إصلاحها أو التخلّي عنها. عندما تُنتهك معاهدات، يجب مواجهة الفاعلين وإصلاح المعاهدات أو التخلّي عنها. الكلمات يجب أن تعني شيئاً».
وقال بومبيو: «إدارتنا تنسحب في شكل مشروع، أو تتفاوض مجدداً في شأن معاهدات عفا عليها الزمن أو مؤذية، واتفاقات تجارية وترتيبات دولية أخرى لا تخدم مصالحنا السيادية أو مصالح حلفائنا». وأضاف: «على كل دولة أن تقرّ بصدق بمسؤوليتها أمام مواطنيها، وأن تتساءل هل أن النظام الحالي يخدم مصالح شعبها كما يجب، وفي حال العكس علينا أن نسأل كيف يمكننا تصويب ذلك. هذا ما يفعله الرئيس ترامب. إنه يعيد الولايات المتحدة إلى دورها القيادي المركزي التقليدي في العالم».
وتطرّق إلى الحلف الأطلسي، مشدداً على أن «السنتين الأوليين من إدارة ترامب تظهران أنه لا يقوّض هذه المؤسسات ولا يتخلّى عن القيادة الأميركية، بل العكس، إذ يحشد دولاً نبيلة في العالم لبناء نظام ليبرالي جديد يمنع الحرب ويحقق ازدهاراً أكبر للجميع. حتى أصدقاؤنا الأوروبيون يقولون أحياناً إننا لا نتحرّك في شكل يخدم مصلحة العالم، وهذا خطأ واضح».
ونبّه الى أن «لاعبين سيئين استغلوا افتقارنا للقيادة، لتحقيق مكاسب لهم»، وزاد: «هذه هي النتيجة السيئة للتراجع الأميركي. الرئيس ترامب عازم على عكس ذلك المسار». واعتبر أن الصين وروسيا وإيران نفذت أخيراً تحرّكات «تزعزع الاستقرار في العالم»، داعياً جميع أعضاء «الأطلسي» إلى دفع «نصيبهم العادل، كي نتمكّن من ردع أعدائنا والدفاع عن شعوب بلادنا وتعزيز أضخم حلف عسكري في التاريخ».
وأضاف بومبيو: «في ظل الرئيس ترامب، نعمل للحفاظ على عالم مفتوح وعادل وشفاف وحرّ من دول ذات سيادة، وحمايته وتعزيزه. سيتطلّب هذا المشروع استعادة النظام الليبرالي بين الدول».
ورأى أن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) يثير «أسئلة مشروعة» حول مدى وضع التكتل «مصالح الدول والمواطنين، قبل مصالح البيروقراطيين في بروكسيل»، علماً أن وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني حذرت من «حكم الغاب» بدل سيادة القانون.