الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتنياهو يدعو جيشه للاستعداد.. ومحللون: نتنياهو لا يريد حربا في غزة

2018-12-10 02:46:53 PM
نتنياهو يدعو جيشه للاستعداد.. ومحللون: نتنياهو لا يريد حربا في غزة
العدوان على غزة (صورة أرشيفية: الحدث)

الحدث- ريم أبو لبن

صرح رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن "الجيش الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لعملية عسكرية في غزة إذا لم تتغير الأوضاع هناك".

يأتي هذا التصريح الذي جاء على لسان نتنياهو ليضع احتمالية حدوث مواجهة قادمة في قطاع غزة، وفي ظل التحرك الإسرائيلي المعلن ضد حزب الله في لبنان. وكان نتنياهو قال رداً على مواصلة عملية (درع الشمال) وخلال جلسة الحكومة الأسبوعية بأن "العملية ستستمر حتى تدمير جميع أنفاق حزب الله".

وبحسب صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فإن نتنياهو قال خلال اجتماعه مع وزراء الليكود والذي يسبق الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء: "إذا لم يكن هناك خيار، فإننا اليوم على استعداد بشكل كبير لحملة عسكرية في غزة إذا لزم الأمر، ونحن نقوم بالتحضيرات في هذا الوقت، فيما تلقت الحكومة احتياطاتها الأمنية".

"نتنياهو لا يريد حرباً"

"نتنياهو ومن خلال تصريحاته يرغب بإدخال الجمهور الإسرائيلي في رعب شديد وذلك لخدمة مصالحه الآنية وليست بعيدة المدى". هذا ما أوضحه لـ"الحدث" المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض.

وبالحديث عن تلك المكاسب التي يريد تحقيقها نتنياهو من خلال تصريحاته، قال المحلل عوض: "يريد أن يحقق مصالحه بـ الانتخابات القادمة، بجانب الهروب من التحقيقات التي تحوم حوله، وتعزيز قوة حزب اليمين الإسرائيلي في الشارع، وتغطية فشله الشديد في إدارة الحرب على غزة وتحديداً بعد الاختراق الأمني الحاصل في مدينة خانيونس".

أضاف: "فيما يخص الاشتباك في قطاع غزة، فإن تنياهو لا يريد ذلك على الإطلاق، لاسيما وأن هذه الحرب بلا جدوى، وهو بدوره يقوم بإدخال أموال قطرية إلى غزة بهدف إدارة التهدئة، وهو بذات الوقت لا يريد القتال، ولم تعد الحرب (سهلة) على إسرائيل".

واستكمل حديثه: "تحول السياسي الإسرائيلي إلى كاذب يخدع الجمهور ويضللهم، فلم تعد الأمور كما في السابق بأن تكون الحرب هي الخيار الإسرائيلي الأول، حيث أصبحت إسرائيل تعلم أنها ستدفع ثمناُ مرتفعا في الحروب وستكلفها الكثير، وبأن الحرب لم تعد تحدث على أرض العدو وإنما أرضها حسب اعتباراتها".

"غير أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية غير مساندة مطلقاً لنتنياهو والأخطر من كل ذلك أن جيش الاحتلال لم يعد رشيقاً كما السابق وأصبح لديه (تكلس)، وقد استحدثت بعض التغيرات بداخله والتي تؤكد بأن الحرب ليست خيار نتنياهو الأول".

"ما يحدث في لبنان استعراض"

قال المحلل عوض: "في لبنان، فإن نتنياهو يُتهم بأن ما يفعله في درع الشمال هو مجرد استعراض ليس أكثر وليس لديه قيمة عسكرية أو استراتيجية".

أضاف : "نتنياهو لا يريد الحرب، ولا يستطيع اتخاذ القرارات الكبيرة وهو يتفنن في إبقاء الحالة كما هي عليه، وهو اعتاد بأن يخلق تحالفات قوية وعلاقات سرية وعلنية ولوبيات داخل الدول، ويحدث اختراقات سياسية، وبالمقابل هو لم يقرر ولو لمرة واحدة قراراً استراتيجيا كبيرا وبالتالي لن يحارب حزب الله في لبنان".

فيما وصف عوض بأن حكومة نتنياهو (ضيقة جدا)، وبالتالي لم تمنحه فرصة اتخاذ القرار الكبير بشأن الحرب في لبنان.

قال: "لن يغامر من الأزمة السياسية العميقة في الداخل على أن يصدرها للخارج، غير أن الخارج أصبح مؤلماً لإسرائيل".

في ذات السياق، قال موكداً لما سبق: "نتنياهو يعلم بأن الحرب مع حزب الله هي أكثر كلفة من الحرب على غزة".

واستكمل حديثه: "وهو يريد أن يناور في لبنان، لفتح حوارات مع روسيا وأمريكا، وكمحاولة للضغط على حزب الله لتحسين أوضاعه في سوريا".

في ذات السياق قال: "بالرغم من ذلك قد تتدحرج الحرب لأي سبب من الأسباب، والتصعيد الساخن على الحدود اللبنانية هو لإشغال الجمهور الإسرائيلي عن قضايا أكثر أساسية، وعن النقاشات الداخلية الإسرائيلية الكبيرة".

فيما أوضح عوض بأن نتنياهو يطبق المنهجية المعتادة القائمة على (عندما نطلق النار على الجميع أن يلتزم الصمت)، أي أنه يصعد الوضع في لبنان كي يسكت الجميع من حوله وهذه لعبة يتقنها نتنياهو على الدوام على حد تعبير عوض.

"تهديدات من أجل تهدئة بشروط إسرائيلية"

أما المحلل السياسي عبد المجيد سويلم، يقول لـ"الحدث": "انشغال نتنياهو الحقيقي هو في لبنان وليس غزة، لاسيما وأن بعض المراقبين يرون بأنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة بالشروط الإسرائيلية، فإنه يمكن للحزب اليميني وعلى رأسه نتنياهو أن يحسم المعركة في غزة ليكون إمكانية التوجه إلى الجبهة الشمالية أقل واقعية وأكثر خطراً".

أضاف: "وأعتقد بأن تلك التهديدات بإحداث مجابهة جديدة هو من أجل الوصول إلى تهدئة في غزة وبشروط إسرائيلية".

وعن التحرك الإسرائيلي في لبنان، قال سويلم: "حزب الله سيكون طرفاً في الحرب من خلال تواجده في سوريا أو لبنان، غير أن إيران ستكون أيضاَ طرفاً آخر وربما وبصورة غير مباشرة، وهذا يتضح إما بتوجيه ضربات قوية لما تعتبره إسرائيل قوات إيرانية في سوريا، وقد تصل الأمور لضرب التجمعات الإيرانية في مضيق هيرمز".

أضاف: "إذا كان لدى إسرائيل معلومات كافية على صعيد استخباراتي حول تواجد مصانع الصواريخ الإيرانية (باليستية) فمن الممكن أن توجه الضربات نحوها، ويقال بأن تلك المصانع موجودة في كل من لبنان وسوريا والعراق ومنطقة هرمز".

وعليه وبحسب ما ذكر سويلم، فإن كان هناك توجه إسرائيلي لتوجيه الضربات، فإن تلك الضربات ستطال حزب الله في لبنان وسوريا والتواجد الإيراني كذلك في تلك المناطق، وربما يمتد الأمر لضرب أهم الممرات المائية في العالم والمطل على إيران شمالاً مضيق (هرمز)، بجانب تصويت الضربات على التجمعات الإيرانية، وكل ذلك من أجل حماية (الملاحة) المائية بحسب اعتبارات إسرائيلية.

إذا وبحسب ما ذكره المحللون فإن نتنياهو يخشى المغامرة الفعلية لخوض حرب مع غزة، لاسيما وأنه يركز كل جهوده الآن في تقليل وجود إيران في سوريا وتحييد صواريخ حزب الله الموجهة بدقة، والبحث عن أنفاق حزب الله في لبنان وتدميرها، وليس من مصلحته أن يصعد الآن مع الفلسطينيين وفي الجبهة الجنوبية مع قطاع غزة.

وأكد المحللون: " الحرب لم تعد سهلة على إسرائيل".