الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"البالة" .. كسوة الغزيين

2014-12-22 11:51:13 AM
صورة ارشيفية
الحدث -غزة  
 
باتت أسواق الملابس المستخدمة "البالة" ملاذا للفلسطينيين في قطاع غزة، في ظل الظروف الاقتصادية القاسية التي يعيشونها منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع والتي تسببت في ارتفاع نسبة البطالة إلى 80%.
 
وتنتشر في الأسواق الشعبية الفلسطينية في غزة، العشرات من المحال التجارية والبسطات الصغيرة، التي تبيع الملابس المستخدمة "البالة"، وتشهد إقبالا كبيرا من الفلسطينيين الذين لا يستطيعون شراء الملابس الجديدة.
 
يقول فايز أبو عليان (59 عاما) وهو صاحب أحد بسطات بيع الأحذية المستخدمة في سوق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، إنه يمتهن شراء الأحذية المستخدمة وبيعها منذ 25 عاما، مشيرا إلى أن تجارته تلقى رواجا كبيرا هذه الأيام.
 
ويضيف أبو عليان، "هناك كثير من الناس غير قادرين على شراء السلع الجديدة، فيتجهون لشراء الملابس والأحذية المستخدمة التي نشتريها من إسرائيل بكميات كبيرة".
 
ويشير إلى أنه منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي على القطاع، تضاعف أعداد زبائن بسطات ومتاجر الملابس المستخدمة، موضحا أن الإقبال على شراء ملابس وأحذية "البالة" بات يشمل موظفي حكومة غزة الذين لا يتلقون رواتبهم (بسبب خلافات بين حركتي حماس وفتح) بالإضافة لمن فقد عمله بعد العدوان.
 
وذكر أبو عليان أنه يستورد ألبسة البالة والأحذية عن طريق معبر كرم أبو سالم التجاري الذي تشرف عليه سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
 
ويمضي أبو عليان في القول:" تدخل الشاحنات المحمّلة بملابس البالة، ويصل وزن الشاحنة الواحدة (12-14) طن، ويختلف سعر الطن الواحد من تاجر لآخر، لذلك لا يمكن تحديد سعر معين لطن الملابس المستعملة".
 
ويبلغ متوسط سعر القطعة الواحدة من ملابس البالة في أسواق قطاع غزة (5) دولارات، وقد تصل إلى أكثر من (15) دولارا أمريكيا للقطعة، إذا كانت تحمل اسم  أحد الماركات العالمية، حسب أبو عليان.
 
وعلى بعد أمتار من أبي عليان، تجلس المسنة خضرة أبو نجا (95عامًا) أمام منزلها المدمر، والذي تعرض للقصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، وترتدي ملابسة مُترهلة، وتفترش أمامها بعض ملابس الأطفال المستخدمة.
 
وتقول أبو نجا: "منذ قرابة العشرة أعوام، أقوم بشراء كميات بسيطة من الملابس المستخدمة، وأضعها على بسطة صغيرة أمام منزلي وأبيعها، فهي مصدر رزقي الوحيد".
 
وتضيف أبو نجا التي تعيش في خيمة قماشية على أنقاض منزلها المدمر، "قصفت إسرائيل منزلي خلال العدوان الأخير وأصبت بجروح في قدماي، وازدادت ظروفي الاقتصادية والصحية صعوبة".
الشاب سامي أبو عيادة (25عاما)، يقول وهو يفتش عن حاجته من الملابس الشتوية وسط بسطة لبيع قطع "البالة" في سوق مدينة رفح جنوبي القطاع، "إمكانياتي المادية متواضعة جدا لذلك لا أستطيع شراء الملابس الجديدة".
 
ويضيف، "هذه الملابس تقضي حاجتنا، خاصة في ظل فصل الشتاء البارد، فأسعارها متواضعة وجودتها عالية".
 
من جانبها، تشير المواطنة الفلسطينية "خلود" (35 عاما)، إلى أنها تقبل على سوق البالة لشراء احتياجات أسرتها، في ظل الوضع الاقتصادي المتردي بعد أن فقد زوجها عمله نتيجة لقصف الجيش الإسرائيلي لأحد مصانع الخياطة التي كان يعمل فيها خلال الحرب.