الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تحليل: وصف الجزيرة للسيسي بـ"الزعيم" لا يعني تغييرا في سياساتها

2014-12-22 01:43:09 PM
تحليل: وصف الجزيرة للسيسي بـ
صورة ارشيفية

 
الحدث- محمد غفري

 
وصفت مذيعة قناة الجزيرة يوم أمس الأحد، الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ"الزعيم"، أثناء حديثها عن المصالحة بين مصر وقطر.
 
ووجهت المذيعة، سؤالا لمحمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مساعد وزير الخارجية القطري للتعاون الدولي: "هل في أجندة الزعيمين المصري والقطري عقد لقاء مرتقب بينهم؟"، فرد المسؤول القطري: "أنه لم يتم التطرق لهذا الموضوع مع فخامة الرئيس السيسي"، وفق ما ذكرت صحيفة المصري اليوم. 
 
جاء هذا التغيير في لهجة قناة الجزيرة مباشر تجاه النظام المصري، بعد يوم من لقاء جمع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ومبعوث لأمير قطر في القاهرة بمشاركة مبعوث للعاهل السعودي أيضا.
 
ولا يعتقد دكتور الإعلام في جامعة بيرزيت محمد أبو الرب، بأن هذا تحول حقيقي وجذري في سياسات الجزيرة التحريرية، والسبب أنه منذ توقيع اتفاق المصالحة الخليجية، الجزيرة التزمت الحياد تجاه دول الخليج، ولكن فيما يخص مصر هناك سياسة واضحة، حتى لو تم استخدام لفظ الزعيم المصري.  
 
 
وأكد الخبير في سياسات الخطاب الإعلامي لـ"الحدث"، أن "الجزيرة تمتلك من الذكاء بمكان أن تجد مدخلات بإمكانها أن تحقق سياساتها بمعزل عن اتهامها بالتحريض".
 
ولاحظ على قناة الجزيرة، تغييرا في لهجة نشرة القناة بتوصيف عبد الفتاح السيسي، بـ"الرئيس السيسي"، بعد أن كان يتم وصفه، عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي مباشرة (في 3 يوليو/ تموز 2013) بـ"قائد الانقلاب العسكري"، ثم عقب انتخابه اعتادت القناة على وصفه بأنه "أول رئيس منتخب بعد الانقلاب".
 
وتنوعت الصيغ التي استخدمتها نشرات الأخبار بقناة (مباشر مصر) على مدار يوم أمس الأحد، للسيسي، بين "الرئيس المصري" أو "رئيس الجمهورية" أو "الرئيس السيسي".
 
كما طال التغيير أيضا ترتيب الأخبار داخل النشرات اليوم، حيث تم إبراز خبر المصالحة التي جرت أمس بين قطر ومصر، برعاية سعودية في جميع النشرات وفي الموجز الصحفي، بينما جاءت أخبار الحراك المعارض للسلطات في مصر، في ذيل نشرة الأخبار، مع الإشارة إلى أن حراكهم ضد "السلطة المصرية" رغم أن الوصف السابق كان "سلطات الانقلاب في مصر"، حسب الصيغ التي استخدمتها النشرة.
 
وقالت مصادر بالقناة، مفضلة عدم الكشف عن هويتها، إن القناة "مقبلة على تغيير أكبر في سياستها التحريرية" إزاء الأحداث بمصر.
 
وأضافت تلك المصادر: "ستقل التغطية الإخبارية التصعيدية ضد النظام، كما سيتم تقليص عدد البرامج".
 
وبحسب المصادر نفسها داخل القناة القطرية فإنه "سيتم الاكتفاء بتغطية المظاهرات المهمة المعارضة للنظام فقط، مع التركيز على التوازن التام بين الضيوف والحرص على وجود وجهة النظر المؤيدة للسلطات".
 
ويرى أبو الرب، أن المشكلة في الجزيرة ليست في الألفاظ ولا في ترتيب الأخبار، المشكلة في الأساس هي في السياسة التحريرية التي تقوم عليها القناة، وهناك نهج واضح هو نهج إخواني.
 
وأضاف صاحب كتاب "الجزيرة وقطر"، الجزيرة قد تلتزم الحياد تجاه دول الخليج وقد تلتزم ذلك تجاه القضية الفلسطينية ولكن تجاه مصر من غير المتوقع أن تلتزم الجزيرة بالحياد.
 
وتابع أبو الرب لـ"الحدث"، "منذ توقيع اتفاق المصالحة الخليجية طلب من قناة الجزيرة أن تلتزم الحياد ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وتابعت ذلك فيما يتعلق بدول الخليج ولم يحدث أي خرق تجاه دول الخليج، ولكن تجاه مصر وتحديدا قناة الجزيرة مصر ما زالت حتى الآن تغطي بشكل سلبي".
 
ولم تستبعد المصادر بقناة الجزيرة، إعادة فتح مكتب القناة بالقاهرة مرة أخرى "مقابل خفض سقف الهجوم على السلطات".
 
يذكر أن خالد التويجري، رئيس الديوان الملكي السعودي، قال في مداخلة مع قناة "اليوم" الفضائية المصرية الخاصة، إن "المرحلة المقبلة ستشهد تهدئة في الأوضاع وخطوات إيجابية بين مصر وقطر، وإن قناة الجزيرة ستغير سياستها وتكف عن الهجوم على مصر خلال الفترة المقبلة".
 
وشهدت الفترة الماضية، اتهامات لقناة "الجزيرة"، بأنها تهاجم السلطات المصرية وتتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، بينما وهو ما تنفيه القناة القطرية التي تؤكد أن تغطياتها مهنية وتعرض وجهتي النظر.
 
وكانت السلطات المصرية أغلقت مكتب (الجزيرة مباشر مصر)، عقب عزل مرسي بساعات، قبل أن تستأنف عملها من مكتب جديد في الدوحة.
 
واستشهد أبو الرب في هذا السياق تأكديه على ما قال لـ"الحدث": "اذا نشرت الجزيرة مادة تتعلق بمديونية مصر ومادة تتعلق بالفساد في السكك الحديدية والاعتقالات السياسية وما شابه، إضافة إلى حجم التغطية، وإعطاء أولوية لقضايا على حساب قضايا، والتركيز على الشأن الداخلي لدولة، وتجاهل الشأن الداخلي لدولة أخرى فهذا يدخل ضمن التحريض".
 
وتابع "كما ظهر بالأمس عندما أذاعت قناة الجزيرة تقرير حول أزمة معبر رفح، وكان بمجمله يحمل مصر مسؤولية الإغلاق، وبالتالي يظهر بأن مصر هي من تحاصر غزة، وبطريقة غير مباشرة تحرض على مصر".
 
وشهدت العلاقات المصرية القطرية، يوم السبت الماضي، التطور الأبرز منذ توترها قبل نحو العام ونصف العام تقريبا، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي إثر احتجاجات ضد حكمه.
 
التطور كان في استقبال السيسي بالقاهرة، لـ محمد بن عبد الرحمن آل ثانى المبعوث الخاص لأمير قطر، ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد بن عبد العزيز التويجري، المبعوث الخاص للعاهل السعودي.
 
وهذه هي المرة الأولى التي يستقبل فيها الرئيس المصري مبعوثا لأمير قطر، منذ توليه الحكم في يونيو/ حزيران الماضي.
 
واعتبرت السعودية أن مصر وقطر استجابتا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين لـ"الإصلاح" بينهما، بحسب بيان للديوان الملكي.
 
وفيما قالت القاهرة إنها تتطلع لحقبة جديدة وطي خلافات الماضي، رحبت الدوحة بما أعلنته السعودية، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب مصر.
 
 

المصدر: الحدث, وكالات