الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا يعني أن يتجول الجيب الإسرائيلي أمام بيت الرئيس بعد عملية عوفرا؟

2018-12-12 09:05:13 AM
ماذا يعني أن يتجول الجيب الإسرائيلي أمام بيت الرئيس بعد عملية عوفرا؟
الجيب الإسرائيلي (ارشيفية)

 

تحليل الحدث ــ محمد بدر

كان المشهد الأكثر لفتا للأنظار بعد تنفيذ عملية عوفرا هو تواجد قوات الاحتلال الإسرائيلي في شوارع رام الله، واقتحامها لمبان سكنية ومؤسسات رسمية (وكالة وفا) وغير رسمية. في الساعة الواحدة كان يخرج أكثر من تصوير مباشر لتواجد الاحتلال، وفي كل مرة من زاوية ومكان. ولكن وبشكل عام، الشارع الذي كان مسرحا مهما لهذا التواجد هو شارع الإرسال الذي يعدّ ممرا رئيسيا يربط رام الله والبيرة بعدة قرى؛ حاول الاحتلال أن يقول لنا بسلوكه إن الخلية التي نفذت العملية تتواجد فيها.

من أهم التفسيرات الأمنية لهذا التواجد، هو أن نشاط الجيش المكشوف في تلك المنطقة كان يحاول التغطية على عمل فرق المستعربين في أحياء أخرى في رام الله وحتى في الأحياء التي تواجدت فيها القوات، وذلك لتشتيت الأنظار أمنيا عن الأحياء والشوارع الأخرى التي يعمل فيها المستعربون وفرق المخابرات الإسرائيلية، وكذلك لصرف النظر عن العمل المستتر إلى العمل المكشوف (الجيش). كما أن هذه القوات قد تتحول في ثوان إلى قوات إسناد لقوة خاصة وصلت لهدفها. وبالفعل، حققت هذه القوات أهدافها البعيدة من خلال الاهتمام الكبير بوجودها وتصوير نشاطها على أنه كل النشاط الإسرائيلي.

ويبدو التفسير السياسي هذه المرة أيضا مهم لهذا التواجد بزمانه ومكانه، فهذه القوات كانت إلى جانب وجودها الأمني والعسكري، عبارة عن رسالة سياسية من قبل حكومة نتنياهو للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، بأن العودة للعمليات يعني أن تتجول الجيب الإسرائيلي أمام منزل الرئيس وبالقرب من المقرات الأمنية، ويعني أكثر أن العقوبات الجماعية لن تطال بعد اليوم المواطنين فقط، بل والسلطة ومؤسساتها وسيادتها. إنها إجابة حقيقية لتساؤل جرينبلات للرئيس عباس: "هل تريد إدانة العملية هذه المرة؟".

"إسرائيل" تريد أن تذكرنا أن لا دولة لنا ولا نظام سياسي إن تطلب الأمر، وأنها الآمر الناهي في الضفة التي يبدو أنها ستنفجر في أي لحظة. تعطيل عمل الأجهزة الأمنية والمؤسسات الفلسطينينة في هذه الشوارع والأحياء ليوم كامل بفعل عدد من الجيبات الإسرائيلية، كانت من أبلغ الرسائل التي حملتها عملية اقتحام رام الله خلال الأمس. ولكن الغريب أن البعض اتخذ هذه الجزيئية مادة للسخرية والمناكفة والمزاودة، بدل التفكير في خطورة مضمونها.