ثلاث عمليات اغتيال في أقل من 24 ساعة، لثلاثة ذئاب منفردة، صالح البرغوثي، أشرف نعالوة، محمد مطير.
تزامنت تلك التصفيات، مع استباحة كاملة، لقلب عاصمة الضباب- رام الله. المدينة التي تسير على درب الآلام في عيد المسيح. وتستمر على السير على ذات الدرب ولا تمل أو تكل كأن قدرها أن تستمر إلى ما لا نهاية في عدم معرفة، أو تقدير، أن تحت السطح تتحرك القلوب وتتقلب، لتتخلق من رحم الاستباحة، الكرامة.
هنالك أجيال تخرج من عتمةِ دهاليز اتفاقات السلام وتنسيقاته الأمنية، إلى نور فوقي أعلى من الخضوع، فيفتحون لنا باباً للحلم بأن نتهيأ لاستئناف المسير، لأن الزمن الميت لا يتوقف أمام منزل الرئيس، حيث لا يصنع التاريخ هناك.
حيث لا تطل شرفة منزله سوى على جندي يحرث الأرض بحثاً عن مقاوم، فدائي، كانه الرئيس يوماً، فيقتله في أشرف وأحمد وباسل وصالح ومحمد.
هؤلاء تركوا له ولنا إرث الرئاسة، والمصالحة، والمفاوضات على الحزبية، وألقموا المستقبل حجراً إضافياً يؤسس لأن يمشي عليه الذئب وإن كان وحيداً وإن كان منفرداً، ليلحق به القطيع يوماً ما.
كل شيء ممكن، من قبيل أن يركز الناس إحساسهم على الزناد، ويصفقوا لحالمه، ويحتضنوه، ويقبلوا جبينه حين يرحل.
فهل سيقبلون جبينك سيدي الرئيس حين تترجل عن مشهد تطلقه السماء على الأرض دماء شهداء وأسرى وعوائل ثكلى.
قتلتنا رصاصة المحتل، وقتلتكم قبلنا، مع الفارق.