الحدث الفلسطيني
قالت صحيفة الأخبار اللبنانية في تقرير لها نشر بالأمس، إن "إسرائيل" تدرك على المستويين السياسي والأمني، أن الانشغال في الضفة في مواجهة الفلسطينيين وقمع حراكهم العسكري وعملياتهم كما تقدرها وتقدر مسارها المقبل تستهلك منها جل الاهتمام والانشغال، وهذا كله في الوقت الذي تريد فيه التركيز على التهديد الأكثر فعالية وإقلاقاً لها، أي الجبهة الشمالية بساحتيها السورية واللبنانية. بين هذا وذاك، يمكن تحديد إجراءات إسرائيل الفعلية على الأرض ضد الفلسطينيين في الضفة، ما لم يؤدِّ الميدان نفسه إلى مزيد من التعقيدات: إجراءات احترازية وتمتين الموقف الدفاعي الوقائي لمنع أو إحباط العمليات المقبلة، وفي الوقت نفسه موقف هجومي مدروس لا يؤدي بذاته إلى دافعية انتقام لدى الجانب الفلسطيني ودفعه إلى مزيد من العمليات المؤلمة.
وأضافت الصحيفة، أن سؤال "هل باتت الضفة المحتلة في تموضع البدء بانتفاضة عنيفة ضد الاحتلال؟" هو مدار سجالات ونقاشات إسرائيلية بين خبراء تل أبيب في الأيام الماضية، مع تعبيرات واضحة عن الخشية العارمة إزاءها. فالجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية وتحديدا الشاباك يؤكدون أن النار التي كان يُحذر منها باتت تتكشف على سطح الميدان، مع ترقب المزيد وصولا إلى أسر الجنود.
وأشارت الصحيفة، أن الأيام الماضية ذكرت الإسرائيليين بقلقهم وخوفهم من الخروج من المنازل جراء العمليات الفدائية المسلحة بأنواعها المختلفة، والتي كادت أن تختفي عن الساحة الفلسطينية بتعاون كامل ما بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأجهزة أمن الاحتلال.
فالتقدير الإسرائيلي لا يستبعد فرضيات تجاوز أسوار مستوطناته، لذلك عمل الاحتلال على الانتشار في محطات الحافلات ومراكز نقل الجنود كما أسس لأكثر من 120 دشمة عسكرية دفاعية، في أكثر من عشرين نقطة انتشار على المفارق الرئيسية للضفة.
قائد فرقة الضفة في جيش الاحتلال، العميد عيران نيف، قال في موقف توصيفي للوضع الراهن مع محاولة طمأنة للمستوطنين: "نحن موجودون في فترة متوترة بعد أيام من تمكننا من الوصول إلى منفذي العمليات السابقة، لكننا تعرضنا من جهة ثانية مقابلة، هذا الأسبوع، لثلاث عمليات قاسية"، وأضاف نيف: "في موازاة ذلك، نواصل العمل على منع وإحباط العملية (الفدائية) المقبلة، إلى جانب تعزيز الجهود الدفاعية على الطرقات وفي المستوطنات وحولها". فهل ينجح الاحتلال؟ سؤال يبدو أنه موضع شك، بعد معاينة المعطيات والتعليقات الواردة من عدد من الخبراء، إضافة إلى تسريبات الأجهزة الأمنية نفسها التي أكدت توصيف "الفترة الحساسة جداً، والأكثر إقلاقاً لإسرائيل في الفترة الأخيرة".
ففي التسريبات الواردة إلى الإعلام العبري من الأجهزة الأمنية إشارات واضحة على الخشية من موجة جديدة من الهجمات في الضفة، توقع المزيد من العنف وارتفاع منسوب وتيرته في أنحاء الضفة بما يشمل القدس". فيما كان التقدير الأكثر تفاؤلاً تعبيراً عن القلق العارم، حيث تشير "يديعوت أحرونوت" إلى أن "سلسلة هجمات إطلاق النار في منطقة عوفرا مُقلقة، وهي تفيد بأن ما قيل عن أن حماس فشلت في تحريك أنصارها لشن عمليات في الضفة هو تقدير خائب، فالنيران التي أُطفئت في غزة اندلعت من جديد في الضفة. وكما في الماضي، هذه المرة أيضاً يتخبّط الخبراء في مسألة هل هذه الهجمات تبشّر بانتفاضة جديدة، أم أنها ظاهرة عابرة".