الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مشاهد من التكافل الاجتماعي بروح الانتفاضة الأولى.. الاحتلال فشل في صهر وعي الفلسطيني (صور, فيديو)

2018-12-16 10:42:12 AM
مشاهد من التكافل الاجتماعي بروح الانتفاضة الأولى.. الاحتلال فشل في صهر وعي الفلسطيني (صور, فيديو)
خيمتنا الأخيرة (كركاتير: محمد سباعنة)

 

الحدث- محمد غفري

بالتزامن مع ذكرى الانتفاضة الفلسطينية الأولى، اندلعت هبة جماهيرية محدودة منذ أسبوع قد تمتد لتصل إلى انتفاضة ثالثة، أو قد تهدأ بعد أيام كما جرت العادة في السنوات الثلاث الأخيرة.

وبينما كان الكبار يعودون بذاكرتهم إلى أروع صور التكافل الاجتماعي بينهم في الانتفاضة الأولى، سطر الفلسطينيون خلال الأسبوع الأخير مشاهد وتضحيات أخرى أكدت أن الفلسطيني لن يتخاذل عن واجبه الوطني، مهما وزع الاحتلال من تصاريح وتسهيلات مزعومة.

عملت سلطات الاحتلال في السنوات الأخيرة على صهر وعي الفلسطيني، تارة عبر التسهيلات المزعومة، وتارة عبر سياسة العقاب الجماعي لعائلات منفذي العمليات، وكلها تهدف لخلق إنسان فلسطيني جديد ينبذ "العنف" على حد زعمهم، إلا أن مشاهد التكافل الاجتماعي الأخيرة خالفت توقعات الاحتلال.

عائلة بشكار

بالرغم من تهديدات الاحتلال بملاحقة أي مواطن يقدم المساعدة للشهيد أشرف نعالوة منفذ عملية بركان، إلا أن عائلة بشكار في مخيم عسكر قرب نابلس، آثرت إلا أن تواصل مسيرتها النضالية المعروفة، فاحتضنت الفدائي أشرف داخل منزلها دون مبالاة بأي مصير قد يطالهم من الاحتلال، فاعتقل الاحتلال أربعة من أبنائها بعضهم بالأصل أسرى محررين.

من مشاهد التكسير في منزل عائلة بشكار

"إذا هدوها رح نبنيها"

ما أن أعلنت محكمة الاحتلال قرارها النهائي بهدم منزل أم ناصر أبو حميد في مخيم الأمعري قرب رام الله؛ حتى شرع المواطنون يتوافدون إليها لحماية المنزل من الهدم.

عشرات الشبان أغلقوا الطرق وواجهوا الاحتلال بصدورهم العارية لحماية المنزل من الهدم للمرة الثالثة، وآخرون تواجدوا كدروع بشرية داخل المنزل، إلا أن جبروت الاحتلال وذخيرته الحية فرقتهم وتم الهدم.

ما إن انتهت عملية الاحتلال العسكرية في رام الله، حتى أعلن بقرار رسمي عن بدء العمل لبناء منزل جديد لخنساء فلسطين، هي أم الشهيد والأسرى الستة.

في بيت عزاء الشهيد محمود نخلة

نهضت أم ناصر أبو حميد من فوق ركام منزلها، وتركت من حلّ ضيفاً على خيمتها، وذهبت مرفوعة الرأس إلى مخيم الجلزون قرب رام الله لتقدم واجب العزاء بالشهيد محمود نخلة.

من يشارك في الفعاليات الوطنية يعرف أم ناصر جيداً، فهي لا تغيب منذ سنوات عن اعتصامات الأسرى.

أم ناصر تقدم واجب العزاء في الشهيد محمود نخلة

"سامحونا على الغلبة"

قوة من المستعربين تهاجم سيارة أجرة قرب رام الله وتطلق الرصاص على الشهيد صالح البرغوثي وتعتقل جثمانه.

ما إن انتشر الخبر حتى تجمهر المواطنون داخل منزل الأسير المحرر أبو عاصف البرغوثي، فرد عليهم الشيخ المكلوم "سامحونا على الغلبة يا جماعة"، ثم اعتقل.

"بيوتنا مفتوحة"

انتشر قطعان المستوطنون في مختلف الطرقات الاستيطانية وبحماية من جيش الاحتلال يعيثون في ممتلكات المواطنين خراباً، وهو ما تسبب في تعثر المواطنين من الوصول إلى منازلهم، بعد سلسلة من الهجمات الإرهابية على سياراتهم.

رداً على ذلك أطلقت حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "بيتونا مفتوحة" لاستضافة العالقين في الطرقات، ابن رام الله يرحب داخل منزله بمن علق فيها، وهكذا فعلت مختلف القرى الفلسطينية المنشرة على الشارع الاستيطاني رقم "60".

كان من بين المشاهد ما فعله أهالي بلدة سنجل شمال رام الله عندما افتتحوا صالة البلدية لاستقبال المواطنين العالقين ليلة الخميس الماضي، وفّروا للعشرات من العالقين قرب البلدة المسكن والمأكل والحماية من المستوطنين حتى صبيحة اليوم التالي.

استقبال المواطنين العالقين في بلدية سنجل

زجاج المركبات المكسور

في سياق الرد على اعتداءات قطعان المستوطنين الإرهابية أيضاً، أعلنت عدة منشآت تصليح للسيارات عن نيتها إصلاح زجاج كافة مركبات المواطنين التي يكسرها المستوطنون.

كان من بين من تبرع بإصلاح زجاج مركبات المواطنين شركة الحاج سميح عمرو لقطع السيارات، التي أعلنت نيتها تركيب زجاج السيارات مجاناً، "لأننا أبناء شعب واحد" كما ورد في إعلانها.

"الطريق من هون"

نتيجة للحواجز العسكرية التي نشرها الاحتلال بشكل خاص في محيط مدينة رام الله وعلى الشارع الواصل إلى مدينة نابلس، اضطر السائقون إلى اتخاذ طرق بديلة للوصول إلى بلداتهم.

وفي سبيل تسهيل الطرق لمن لا يعرفها، انتشر الشبان على الشوارع والمفترقات يحملون لافتات ترشد المواطنين إلى الطرق السليمة، ومنهم من قدم للسائقين الماء والضيافة.

شبان يقومون بإرشاد السائقين إلى الطرق

"فزعة يا شباب"

الليلة الماضية بعد انتهاء إجازة السبت لدى اليهود، هاجم المستوطنون منازل المواطنين على أطراف مدينة البيرة قرب حاجز بيت أيل.

ما إن انتشر النبأ عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى توافد الشبان من مختلف المناطق لحماية المنازل من هجمات المستوطنين.

نفس المشهد تكرر في القرى المحاذية للمستوطنات، حيث فعّل الشبان دوريات الحراسة الليلة، وفي كل مرة ينتشر خبر عن هجمة للمستوطنين على إحدى المنازل، حتى ينادي المنادي "فزعة يا شباب" وما هي إلا لحظات حتى يتجمهر العشرات من الشبان للحماية.

تجمهر الشبان لحماية منازل البيرة