المخيمات ستنفجر بوجه المحتل أولا ثم السلطة ثانياً
الحدث- ريم أبو لبن
"الانتفاضة كما عرفناها في السابق قد نراها ولكن ليس قريباً". هذا ما أكده لـ"الحدث" المحلل السياسي د. أحمد رفيق عوض.
قال عوض و بعين المراقب على حد تعبيره: "ما دام هناك انقسام (عمودي وأفقي كما يقال)، وما دام الجدال القائم ما بين الجمهور كبيرا، وبجانب وجود الكثير من العوامل التي تجعل ذلك الجمهور أقل تفاعلاً ومبادرة، فنحن لا نتحدث عن مؤشرات لوقوع انتفاضة جماهيرية كما عهدناها في الانتفاضة الأولى والثانية".
أضاف: "ما يحدث يوسم بالتوتر الشديد، لاسيما وأن من يقوده هو الأفراد والمبادرات الصغيرة والقليلة، وذلك لأن الجمهور الفلسطيني الآن مثقل بالقضايا المختلفة وهموم الأسرى والتحديات والاستيطان والحصار، غير أن أولوياته وسلوكياته في الحياة قد اختلفت عن السابق، حتى إن نوعية القادة قد اختلفت".
"الانتفاضة بدأت منذ زمن، واليوم تتخذ شكلاً مختلفا ضد تصرفات الاحتلال ومنظومته والانغلاق على الآفاق السياسية، والشكل الرئيسي للانتفاضة مقترن بـ المقاومة الشعبية". هذا ما أشار إليه الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي في حوار مع "الحدث".
قال موكداً ما سبق: "الانتفاضة بدأت على هيئة موجات متتالية وكثيرة ومنها ما جاء في عام 2015، وعام 2017 بالقدس، وعام 2018 قد توجت بمسيرات العودة وكسر الحصار".
أضاف: "إذا نحن في انتفاضة فعلية وهي ظاهرة كالشمس".
قيادي في حماس: "الشعب سيد نفسه"
أما يحيى موسى وهو القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أوضح لـ"الحدث" أن الشعب الفلسطيني ما زال يعيش حالة "المقاومة" بإرادته وبمختلف أشكالها.
قال: " الموجات والنحركات التي تحدث على أرض الواقع تتخذ صوراً للانتفاضة، وفي مواجهة الاحتلال غير أن الشعب يضع استراتيجية للمقاومة سواء العسكرية أو المدنية أو الاقتصادية أو الشعبية، وهذا ما تقره المجموعات الوطنية".
أضاف: الفلسطينيون على اشتباك دائم مع الاحتلال وقد يكون ظاهراً على السطح أو بطرق أخرى خشنة أو ناعمة".
وأنهى حديثه بقوله: "الشعب سيد نفسه، وكلما ضعفت المستويات السياسية يتقدم الشعب وتتقدم المظاهرات".
"القيادي يدير شبه دولة"
وعن تغير نوعية القيادي الفلسطيني في الوضع الراهن، مقارنة بمن كان يقود الانتفاضتين، قال عوض: "القيادي كان ثائراً في السابق، واليوم هو يدير ما يشبه الدولة (سلطة منقوصة)، ولكنها رغم ذلك سلطة وهي تدخل في الاتفاقيات الدولية والاستحقاقات، والقيادي الذي له أثر ثوري قد دخل مرحلة الرماد، أي كيف يمكن التوفيق ما بين ماض ثوري واستحقاقات المرحلة، والتحرك في هوامش ضيقة".
أضاف: "إذا القيادي أصبح يجهد نفسه بالحسابات والمتغيرات بشكل أكبر، لذا القيادي اليوم يختلف عن القيادي في السابق".
في السياق ذاته، أوضح البرغوثي لـ"الحدث" أن هناك فعلياً قيادات واضحة، وتحركات سياسية معروفة، لاسيما وأن الجيل الجديد من الشبان هم من يحملون المفاجآت الكبيرة في الأحداث الأخيرة.
"رغم ذلك... الجمهور يفاجئنا"
ومن منظور تاريخي بعيداً عن عين المراقب للوضع الراهن وللهبات التي تحدث على أرض الواقع، يقول عوض موضحاَ التاريخ النضالي للشعب الفلسطيني: "رغم ما قلته سابقاً إلا أن الجمهور قد يفاجئك في أي لحظة، فهو يتسم بالشجاعة وقد يكون فوق التوقعات، وهو يتجاوز أحيانا القيادة الفلسطينية".
أضاف: "التاريخ فوق كل شيء".
في ذات السياق قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي لـ"الحدث" : "المفاجأة الكبرى تكمن في الجيل الجديد، وهناك حاجة ملحة لإنشاء قيادة وطنية موحدة".
المخيمات ستنفجر
"الوضع مهترئ ولا يبشر في انتفاضة، لاسيما وأن المخيمات الفلسطينية على وجه التحديد ستنفجر أمام المسؤولين الفلسطينيين والاحتلال إذا بقي الوضع على حاله". هذا ما أكده لـ"الحدث" محمود مبارك، وهو مسؤول اللجنة الشعبية في مخيم الجلزون.
أضاف: "المخيمات الفلسطينية على وشك الانفجار في وجه الجميع".
واستكمل حديثه: "المخيمات تلتف بغضب عارم بفعل الاحتلال أولاً، وثانياً بفعل المسؤولين الفلسطينيين الذين لا يكترثون للناس، غير أن اللاجئين في المخيمات لا يحصلون على حقوقهم فيما قدموا الكثير من الشهداء والمعتقلين في السجون الإسرائيلية".
وعن المخيمات قال: "المخيمات قد تحملت الوضع القائم وعلى مدار 70 عاماً، فإن لم نسترد حق العودة ( بدنا نخرب الدنيا)".
أضاف متسائلاً : "الأهم من ذلك من سقود تلك الانتفاضة؟ في ظل المشاحنات والانقسام الداخلي الفلسطيني، وهل ستنجح الانتفاضة؟... من الصعب ذلك، وهل يمكن للفصائل الفلسطينية المختلفة أن تتحمل تلك المسؤولية في قيادة الشعب؟".
واستكمل حديثه: "ما قد يحدث على أرض الواقع هو هبات جماهيرية مؤقتة أو محدودة ولن يصل الأمر لوقوع انتفاضة جديدة في ظل وجود فصائل مهترئة".
وبالحديث عما يلزم لتوفير مناخ يؤسس لانتفاضة قادمة، قال مبارك: "ما يلزم هو وحدة وطنية وقيادة توجه هذا الشعب، أما الشعارات الرنانة فهي بالهواء".
أضاف: "إذا بقي الأمر على ما هو عليه، ستذوب الفصائل الفلسطينية وقد تظهر فصائل جديدة، فالجماهير قد ملّت من الوضع الحالي ومن الانقسام ما بين حماس وفتح".
في ذات السياق، قال المحلل عوض: "يحتاج الجمهور إلى شعار وأهداف استراتيجية وتكتيكية ونخب كي تقوده، والأهم من ذلك وجود السلطة".
"الوحدة الوطنية مطلب لاستنهاض الحالة الفلسطينية، وحركة فتح هي أحد الشركاء في ذلك وهذا ما أكده إسماعيل هنية في خطابه الآخير". الأمر الذي أكده يحيى موسى وهو القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس".
هنية: الضفة تحمل المقاومة والانتفاضة
"العمليات الأخيرة أكدت أن الضفة الغربية ستحمل مشروع المقاومة والانتفاضة المتجددة". هذا ما شدد عليه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في كلمة ألقاها يوم أمس أمام مئات الآلاف من المحتشدين في ساحة الكتيبة الخضراء وسط غزة احتفالاً بالذكرى الـ 31 لانطلاقة حماس.
فيما دعا هنية وخلال كلمته شبان الضفة بالانتفاضة مجدداً بوجه المحتل.
في ذات السياق، قال هنية: "موجة العمليات في الضفة الغربية تأتي ضمن ثلاثة سياقات، فهي أثبتت بأن الضفة ذات انتماء أصيل لفلسطين وللمقاومة ولثوابت القضية الفلسطينية، غير أن تلك الموجة قد انسجمت مع خيار المقاومة، ومن غزة انطلقت لتتجدد الانتفاضة في الضفة الغربية".
فهل الضفة الغربية على موعد مع انتفاضة ثالثة؟