الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بحث محموم عن عار محتوم بقلم نور عودة

2014-12-23 02:15:54 AM
 بحث محموم عن عار محتوم 
بقلم نور عودة
صورة ارشيفية

 وعلامةُ رَفْعِهِ الفِكرَة

يقال إن وزير الخارجية الامريكي جون كيري تبنى الرواية الإسرائيلية. عراب الرواية هو شمعون بيريز وهو يحذر الولايات المتحدة وغيرها بأن التصويت على مشروع القرار الفلسطيني في مجلس الأمن سيعزز فرص ومكانة اليمين المتطرف في الانتخابات المزمع عقدها في آذار من العام القادم. هذا فَلَس سياسي ما بعده فَلَس، وتبني إدارة أوباما لهذه الفزاعة هو استغباء للدول وشعوبها.

اليوم تدور معركة ضروس في إسرائيل لكنها ليست بين اليمين واليسار. هي في الحقيقة بين اليمين والأكثر يمنية، بين الفاشي والأكثر فاشية. أما قوى اليسار فهي لا تعدو كونها كومبارس كرنفالي تتباهى به إسرائيل في ترويج "ديمقراطيتها" وتطبق على أنفاسه في حال غرد خارج السرب الفاشي الحاكم اليوم.

أخيراً، من قال إن اليسار الإسرائيلي يختلف مع اليمين حول حقوق الشعب الفلسطيني؟ من قال إن من مصلحة الشعب الفلسطيني أن تأتي دجالة مثل ليفني بدل نتنياهو الصريح في صلفه وعنصريته المقززة؟ صعود اليمين في إسرائيل وضع العالم أمام الحقائق وجرّد مناصري إسرائيل من القدرة على الدفاع عن جرائمها لأن إسرائيل يقودها اليمين منفرة لكل ذي عقل، أما إسرائيل بقيادة اليسار فهي ذات النظام المقزز لكن بوجه حسن وكلام معسول يسهّل على بعض الأنظمة اختيار العمى السياسي وتبرير استمرار الاحتلال.  

عادة ما ينجر الفلسطينيون وراء هذه التحذيرات ومنهم من يرى أن من مصلحتنا أن يفوز مرشح معتدل في الانتخابات. التجربة أثبتت عدم صحة هذه النظرية وأثبتت أيضاً أن صعود اليمين الإسرائيلي يدفع العالم بالاتجاه الصحيح ويعزل منظومة الاحتلال البغيض. نحن لا ندين لمن يدعون الاعتدال في إسرائيل بشيء. نحن شعب نسعى للانعتاق من الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال الوطني. إما أن يفرز النظام السياسي الإسرائيلي قائداً مستعداً للتخلي عن الاحتلال والاعتراف بحق فلسطين في الوجود وحقوقنا كاملة غير منقوصة أو لا. ونقطة وأول السطر كما يقال بالعامية.

وبالعودة إلى موقف الولايات المتحدة، واضح أنها تبحث عن مبرر يفسر موقفها العدائي والمنافق تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه. إدارة أوباما التي تترك وراءها إرثاً باهتاً في العلاقات الدولية من التردد والجبن السياسي، تبحث عن طريقة لتدافع بها عن التصويت ضد مفاهيم ومسلمات أعلنت مراراً أنها جزء من سياستها الخارجية وأمنها القومي. أمريكا تبحث عن غطاء تخفي به حقيقة نفاقها حول الحقوق الأساسية للشعوب، وعلى رأسها حق تقرير المصير. الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تبحث عن سبيل لاستعادة وجه حسن لإسرائيل يسهل معه استمرار دعمها لديمومة الاحتلال. بحث محموم عن عار محتوم لا تنفعه كل التبريرات والفزاعات.