الحدث- أحمد أبو ليلى
استيقظ صلاح البرغوثي، ضابط المخابرات العامة التابعة للسلطة الفلسطينية، والبالغ من العمر (52 عاماً) بساق واحدة، بعد أن بُترت ساقه الأخرى في مستشفى بتاح تكفا الإسرائيلي إثر قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار عليه النار في وقت سابق من هذا الشهر، مما استلزم بتر ساقه تحت الركبة.
وكانت قوات الاحتلال قد ألقت القبض على البرغوثي وكبلت يديه إلى سريره في المستشفى، ولم يتم إزالة الأصفاد إلا بعد تدخل رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، ومن ثم تم إلغاء مذكرة الاعتقال بحقه.
وفي تفاصيل الخبر الذي تنشره صحيفة هآرتس، فقد قام جنود من وحدة الشرطة السرية التابعة لحرس الحدود، والمعروفة باسم "يامام" ، بإطلاق النار على البرغوثي خلال اقتحامهم قرية كوبار الفلسطينية في 12 ديسمبر / كانون الأول.
وقد اشتبهت قوات الاحتلال بأن البرغوثي (ضابط المخابرات) هو صالح آخر وهو الشهيد صالح البرغوثي الذي كانت تبحث عنه كمشتبه به في هجوم إطلاق نار بالقرب من مستوطنة عوفرا.
وعندما انتشر الخبر بأن القوات الإسرائيلية قد اعتقلت واغتالت على ما يبدو رجلاً آخر يحمل اسمًا مشابهًا، وهو صالح البرغوثي، توافد السكان على منزل والدي المشتبه بهم. من بين الذين جاءوا إلى المنزل كان صلاح البرغوثي، ضابط المخابرات.
قال أحد أقارب وصديق مسؤول المخابرات - مثله مثل ناشط سابق في حركة فتح - إن المنزل وأراضيه كانت مكتظة بالناس الذين جاءوا لتلقي التعازي لعائلة صالح البرغوثي على وفاة ابنهم صالح.
ويضيف، وفي حوالي الساعة 8:30 مساءً، توقفت شاحنة تحمل لوحات ترخيص فلسطينية خارج المنزل. ظهر جنود إسرائيليون يرتدون الزي العسكري من الشاحنة، ودخل بعضهم إلى المنزل. وبحسب شهود عيان فوجئ الجنود الإسرائيليون بالعدد الكبير من الناس الحاضرين.
وفي وقت لاحق أصبح من الواضح أن الجنود قد جاءوا لإلقاء القبض على عمر البرغوثي، رب الأسرة ووالد المشتبه به في هجوم عوفرا. كما خططوا لإلقاء القبض على أبناء عمر البرغوثي. وظل الجنود في المنزل لعدة ساعات، وحصلوا على بطاقات هوية كل الحاضرين، وفيما أبقوا بقية الرجال محتجزين على سطح المنزل، ومكبلي الأيدي، واستجوبوا واحتجزوا عدة أشخاص آخرين.
وبحسب أحد أقاربه، بدأ الجنود يطلقون النار في الهواء بمجرد دخولهم فناء المنزل وألقوا قنبلة صوتية على المنزل بينما كان مليئا بالناس. حاول الناس في الفناء الهرب من الجنود ومن إطلاق النار.
صلاح البرغوثي، مسؤول المخابرات، الذي كان يرتدي ملابس مدنية، ركض نحو حديقة المنزل وأطلق الجنود النار على ساقه اليسرى. وبينما كان ينزف هناك، نجح ، قبل أن يفقد وعيه، في إخبار الجنود بأنه مصاب بداء السكري ويأخذ دواء لتمييع الدم.
ورأى المارة الجنود الذين يتعاملون مع البرغوثي ويأخذونه من المبنى. ووفقا لأحد أقاربه، لم تعرف عائلته مكان وجوده لمدة يومين آخرين،.
عندما استعاد صلاح البرغوثي، مسؤول المخابرات، وعيه كان في مستشفى إسرائيلي وبترت إحدى ساقيه . في غضون ذلك، خلال فترة إقامته في المستشفى، تعرض البرغوثي لنوبة قلبية وخضع لعملية جراحية ثانية ولديه إجراءات طبية أخرى.