تكنوبوك
لم ينتهِ العام 2018 من دون تسجيل فضيحة جديدة لـ"فيسبوك"، مما يجعل من هذا العام، عام بأنه "عام فضائح فيسبوك بامتياز"، وكانت آخر الفضائح عندما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"الأميركية، أنّ الشركة منحت شركات التكنولوجيا الكبرى صلاحية الوصول إلى بيانات المستخدمين، بما في ذلك رسائلهم الخاصة.
فيسبوك.. فضيحة الرسائل
جاءت الفضيحة الأحدث لـ"فيسبوك" في 14 كانون الأوّل الجاري، عندما كشفت الشركة عن تعرض خصوصية حوالي 7 ملايين مستخدم للخطر.
وقالت الشركة إن عيباً قد أثر على نحو 6.8 مليون شخص، استخدموا كلمات المرور الخاصة بالموقع في التعامل مع تطبيقات خارجية مرتبطة بالصور، وفقا لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
وسمحت المشكلة للتطبيقات بالاطلاع على صور ملايين المستخدمين على فيسبوك، حتى لو كانت منشورة بدرجة خصوصية عالية.
الإضرار بالمنافسين
في 5 كانون الأول، كشف البرلمان البريطاني عن "رسائل بريد إلكتروني سرية" تظهر الحسابات التجارية التي "تتخفى تحت غطاء الصور الجميلة التي تحاول أن تعكسها شخصية زوكربيرغ وشركته فيسبوك" وفقا لما ذكره أعضاء في البرلمان.
كما تكشف تلك الرسائل استراتيجية فيسبوك في "إلحاق ضرر متعمد" بمنافسيها، بالإضافة إلى جمع بيانات المستخدمين دون معرفتهم أو موافقتهم.
ففي إحدى رسائل البريد الإلكتروني الموجهة إلى زوكربيرغ بتاريخ 23 يناير 2013، اقترح أحد المهندسين في فيسبوك إن توجه الشركة ضربة إلى تويتر بعد أن أطلقت الأخيرة خدمة لمشاركة الفيديو بما يتيح للمغردين التواصل مع أصدقائهم في فيسبوك.
واقترح المهندس أن تعمد فيسبوك إلى تعطيل هذه الميزة، كضربة لتويتر، فأبدى زوكربيرغ موافقة الفورية على هذا المقترح.
ولم تكتف فيسبوك بذلك بل منعت المنافسين بشراسة بالغة من الوصول إلى بيانات مستخدميها لكي تبقى الجهة المهيمنة على هذا القطاع، الأمر الذي تسبب بفشل العديد من التطبيقات المنافسة، فعلى سبيل المثال، وافق زوكربيرغ نفسه على قرار منع تطبيق فاين Vine من الوصول إلى قوائم الأصدقاء في فيسبوك.
غير أن رسائل البريد الإلكتروني الأخيرة "تفضح" زوكربيرغ أكثر، إذ تبين سعيه إلى تحويل فيسبوك لـ"بنك معلومات"، رأسماله الأساسي هو بيانات المستخدمين الشخصية وليس المال كما في البنوك.
وجاء دفاع فيسبوك على هذا الاتهام بالقول إن هذه الرسائل منقوصة وانتزعت من سياقها ولا تعكس إلا جانبا واحدا من الحكاية، وأنها مجرد أفكار أثناء مرحلة التطوير.
التجسس على مكالمات المستخدمين
في كانون الأوّل الحالي، اُتهم موظفون في فيسبوك الشركة بالتجسس على مكالمات المستخدمين ورسائلهم النصية والتوقيع على صفقات سرية لتسليم بيانات المستخدمين الشخصية.
وبحسب المعلومات، فإنّ "فيسبوك" قامت ببرمجة تطبيقها لهواتف أندرويد بحيث يراقب المكالمات الهاتفية والرسائل النصية، على الرغم من إقرارها بأن ما تقوم به يشكل "مخاطر عالية من منظور العلاقات العامة".
واستخدمت فيسبوك تطبيق "أونافو"، الذي استحوذت عليه من شركة أخرى، في التجسس على استخدام الهواتف الذكية من علم المستخدمين، ولتحديد المنافسين مثل "واتساب"، الذي تمكنت من الاستحواذ عليه وبالتالي تحييده.
فضيحة أكتوبر (تشرين الاول)
أعلنت فيسبوك، في 12 تشرين الأوّل، أنّ قراصنة معلومات اخترقوا 29 مليون حساب على الموقع، مشيرة إلى أن القراصنة اخترقوا أسماء أو عناوين البريد الالكتروني أو أرقام هواتف أولئك الملايين من المستخدمين.
فضيحة أبريل (نيسان)
كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية عن تلميح المديرة التنفيذية للعمليات في فيسبوك، شيريل ساندبيرغ، بأن المستخدمين سيضطرون "قريبا لدفع المال مقابل حمايتهم من المعلنين"، مشيرة إلى أن "حماية المستخدمين" ستصبح خدمة مدفوعة.
فضيحة مارس (آذار)
قال زوكربيرغ إن شركته ارتكبت أخطاء في التعامل مع بيانات أكثر من 50 مليون مستخدم، لكنه لم يكشف تفاصيل هذه الأخطاء، غير أنه أكد بأنه سيتخذ إجراءات أكثر صرامة.
الشرطة السرية
وفي شهر آذار، تكشفت تفاصيل فضيحة أخرى داخل فيسبوك، وهذه المرة لا علاقة لها بالمستخدمين، وإنما بالموظفين، إذ رغم الصورة "الوردية" التي ترسمهافيسبوك لنفسها ولطبيعة العمل فيها، غير أن الواقع ليس مثل الكلام، إذ إن سياساتها الحازمة مع موظفيها تعكس صورة أخرى.
فقد تبين أن الشركة توظف "شرطة سرية" لضبط "مسربي المعلومات" من موظفيها، بحسب ما كشف موظف سابق لصحيفة "غارديان" حول كيفية تعرض الشركة لمسربي المعلومات.
وقال الموظف، إنه استدعي لاجتماع العام الماضي بحجة أنه سينال ترقية، لكنه وجد نفسه أمام فريق تحقيق من فيسبوك، برئاسة سونيا أهوجا، وأن الفريق امتلك صورا كان قد التقطها هو، كما عرف تفاصيل بشأن الروابط التي زارها أثناء العمل، أو حتى اقترب منها دون أن يضغط عليها.
وأشار إلى أن فريق التحقيق يملك نسخا من محادثات أجراها الموظف مع أحد الصحفيين.