قريقع.. فقد ساقيه وطرد من عمله (فيديو)

الحدث- تحرير بني صخر

تراه مقبلا على عمله وحياته بابتسامة وشغف، فبعد سنوات على إصابته بات صوت أطفاله نداء قوة وأمل يتجدد. فقد قدميه لكن ذلك لم يشكل أي عائق أمامه، وستجده في الميدان جنبا إلى جنب معك ليؤدي رسالته الصحفية على أكمل وجه.

وعندما تنظر لصوره ستجدها تتحدث عن معاناة أهل غزة وحصارهم لسنوات متتالية. إنه المصور الصحفي مؤمن فايز قريقع 31 عاما من حي الشجاعية في غزة، الذي طبق بالفعل قول فلاديمير لينين: "حيث هناك إرادة هناك وسيلة".

في أواخر عام 2008 ، فقد قريقع ساقيه بشكل كامل بالقرب من أحد المعابر الحدودية مع "إسرائيل" التي تدخل منها البضائع إلى غزة، بعد استهدافه من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال إعداده لتقري صحافي عن إغلاق المعابر والحصار على القطاع.

تلقى العلاج بعد إصابته في مستشفى الشفاء في غزة، ولخطورة حالته تم تحويله إلى مدينة الفهد الطبية في المملكة العربية السعودية، وخلال رحلة علاجه التي استمرت تسعة أشهر خلال عام 2009؛ تعرف قرايقع على الصحفية ديما عايدية والتي كانت تعمل في مجلة العودة وكان أهلها من الزائرين الدائمين للجرحى الفلسطينيين في السعودية. وتحولت ديما من زائرته إلى زوجته.

فقد ساقيه وطرد من عمله

قال قريقع لــ "الحدث": مسبقا كنت أعمل مع وكالة "نيو بال" وهي تقدم خدمات في الإعلام، وبعد شفائي من الإصابة حاولت العودة للعمل لكن تم طردي، خاصة أنني مصور فيديو والفيديو يحتاج إلى استمرارية في نقل الصورة، ومن ثم بدأت أعمل  كمصور فوتوغرافي كون هذا المجال لا يحتاج للكثير من الحركة.

وأضاف: "فعليا أنا تخطيت مرحلة أنني أحتاج حركة أو لا أحتاج، فأنا أعمل بكل الظروف".

وتابع، "بعد العودة للعمل واجهتني الكثير من الصعوبات سواء مع الزملاء وكذلك في الحركة لنقل الصورة لكن مع مرور الوقت تعودت وأصبحت الأمور أفضل وأصبحت علاقتي مع الزملاء أفضل حتى إنهم يقومون بإرسال تفاصيل الفعاليات لأقوم بتغطيتها وفي بعض الأحيان يقومون بمساعدتي".

يعمل المصور قريقع وهو أب لأربعة أطفال، كمصور حر مع عدة وكالات لكن بنظام القطعة.

وشارك في العديد من المعارض المحلية والدولية مع بعض الزملاء، إضافة إلى المعارض الفردية، فأقام أول معرض له في 2016 في إيطاليا وحاول السفر، إلا أن ظروف معبر رفح المغلق منعته من ذلك، وكان آخرها في ماليزيا الذي تضمن إعطاء محاضرات وندوات لمدة 27 يوما لطلاب في الجامعات والمدارس للحديث عن تجربته الصحفية والوضع في فلسطين.

وحصل على جائزة أفضل قصّة صحافيّة، من مركز الدّوحة لحريّة الإعلام. 

الجدير ذكره أن قرايقع أصيب مؤخرا في مسيرات العودة على السلك الحدودي أثناء تغطيته بإصابة وصفت بالبسيطة.

وحول آخر مشاركته الصحفية، قال قريقع: "أحاول منذ سنوات أن أخرج من غزة لإقامة معارض الصور والحديث عن الصحفيين وعن فلسطين، والآن أنا في تركيا أنتظر انضمام عائلتي إليّ".

ونشر قريقع مؤخرا فيديو على صفحته على الفيسبوك يتحدى فيه إعاقته وثبت أن الإرادة تصنع المعجزات.