الحدث- ريم أبو لبن
قد تغيب كلمة "ليتني" عن أمنيات بعض القادة والسياسيين الفلسطينيين، وقد يتلعثمون ظناً منهم بأنهم يفرون هروباً من واقع عرفوا ملامحه ولأكثر من 60 عاماً، وقد أصبح البعض يغلب أمنياته تجاه الوطن على أمانيه الشخصية التي قد لم يحققها بعد.
فماذا يقول القادة عندما يُسألون عن أمانيهم المخبأة لعام 2019؟
الصالحي: "لينسيني عام 2018"
"أتمنى أن تنسيتي عام 2019 العام الحالي من الذاكرة لأنه عام سيء". هذا ما يتمناه الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي.
قال: "أتمنى أن يكون عاماً لإفشال المؤمرات الكبيرة التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني، والتي تشكل أحد أدواتها التواطؤ العربي والانقسام الفلسطيني والتحالف المتين الأمريكي.
القيادي المدلل: "العام القادم باعد بيننا وبين أمانينا"
أما القيادي في الجهاد الاسلامي أحمد المدلل قال مبتسماً لـ"الحدث" عند سؤاله عن أمنيته لعام 2019: "هو موضوع صعب.. "
وبعد برهة، قال: "أتمنى أن تعيش العائلة آمنة ومستقرة، وأن يعود البعيد إلى بيته وأسرته من جديد، وقد التم شملنا بتحرير ابننا طارق بعد اعتقال دام لـ 14 سنة في السجون الإسرائيلية، وأن تتحق آمال أبنائي في حصولهم على الشهادات والزواج السعيد".
أضاف: "نحن نتمنى أن يعود الجميع إلى لغة العقل، وأن يعود الشعب إلى وحدته من جديد والمؤسسات السياسية إلى البيت الجامع ألا وهي منظمة التحرير الفلسطينية، ويعاد بناء المنظمة وصياغة أهدافها من جديد وأدواتها في مواجهة ما تتعرض له القضية الفلسطينية".
واستكمل حديثه: "أتمنى للشعب الفلسطيني أن يعيش حراً كريماً كما شعوب العالم، ونحن نعلم هذا يحتاج إلى تضحيات ولكن الشعب الفلسطيني قدم التضحيات لأكثر من 60 عاماً، وآن الأوان لأن تنتهي مأساة الشعب الفلسطيني".
وفي نهاية حديثه، قال مشيراً بنبرة بعيدة عن التفاؤل: " لمعطيات الموجودة على أرض الواقع لا تعطي برقية آمال للعام القادم، وهي تباعد ما بيننا وبين أمنياتنا الكثيرة".
حسن يوسف: "لا آماني شخصية"
"لا أؤمن بالشخصية، أؤمن بالهم العام". هذا ما قاله عضو المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح حسن يوسف في حوار مع "الحدث" حول ما يتمنى تحقيقه في عام 2019 وعلى صعيد شخصي.
وقال: "أمنيتي وحدة شعبنا وإنهاء الانقسام، والإفراج عن كافة المعتقلين في السجون الإسرائيلية وعودة شعبنا المشتت في المنافي واللجوء، وأن أعيش في دولة فلسطينية كاملة السيادة وعلى ترابنا التاريخي ولها كل مقومات الحياة، يعيش فيها المواطن الفلسطيني بحرية وعدل ومساواة".
أضاف موضحاً تشابه الأمنيات للعام القادم والسابق: "أرى أن الأمور تزداد تعقيدا ولكن بطبيعتي متفائل.. وعليه أتمنى أن يخلو العالم من الدماء وأن يعيش بحرية وكرامة".
عباس زكي: " نحدد معسكر الأعداء ومعسكر الاصدقاء"
عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي قال لـ"الحدث ": "أتمنى أن نحدد معسكر الأعداء، ومعسكر الأصدقاء".
وعلى الصعيد الشخصي فقد قال زكي: "أتمنى أن ينال أبنائي إياد وعلاء الدكتواره قريباً، وأن يحصل نجلي علي على درجة الماجستير العادم القادم".
ولم يفر القيادي من واقع يرصده طوال سنوات، وهنا تمنى زكي: "أتمنى ترجمة القرارات التي اتخذت عام 2015، بتحديد العلاقة مع إسرائيل ووضع إستراتيجية بعد التأكد من أننا في سلطة بدون سلطة، واحتلال يسرح ويمرح دون كلفة".
في ذات السياق، استكمل حديثه قائلاً: "إذا كان لدينا وضوح سياسي ووحدة وطنية يمكن أن نحمي الحالة ونتجاوز الفصل الأخير من تحقيق الحلم الصهيوني بالقسمة الفلسطينية دولة في غزة يبتلعها البحر، أما الضفة فهي أرض الميعاد واليهودا والسامرة، وهذا ما هو في ذهن الاحتلال ومؤيد من الولايات المتحدة الأمريكية".
وفي نهائية أمنيته القادمة، قال: "أتمنى أن يثبتني الله على المبادئ والأهداف والقيم التي ناضلت من أجلها طوال السنوات الماضية، وأن يبقى الموقف الثابت هو الأساس وليس المصالح والامتيازات، وخاصة بأننا في الفصل الأخير من تحقيق الحلم الصهيوني ووقف حالة الهبوط العربي، وصفقة القرن، وخلط الأوراق وغياب الثقافة الوطنية إلا ما ندر".
أضاف: "أتمنى أن أكون دائما في دائرة الرشد السياسي وهذا يحتاج إلى وحدة وطنية للشعب الفلسطيني وهي تشكل ممرا إجباريا وشرطا للانتصار".
نجاة أبو بكر: "أدعو لعودة ابني"
النائب نجاة أبو بكر، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة فتح البرلمانية تمنت وعلى الصعيد الشخصي: "أتمنى عودة ابني وهو الشاب الوحيد لدي الذي هاجر إلى أمريكا بعد أن أغلقت الأبواب في وجهي بدعوى أنني اتهم دائما بـ (إطالة اللسان)، وأدعو له بالعودة بعد أن ينتهي من الدراسة".
أضافت: "كانوا يقولون له (خلي أمك تنفعك) عندما يقدم على أي وظيفة هنا، لذا اختار الهجرة وخرجت وخرجت معه روحي".
أضافت: "أتمنى أن يكونوا صادقين في تحديد موعد حقيقي لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية ومجلس وطني ومجلس مركزي وعلى أساس قانون الشراكة والتشريك لكل الكل الفلسطيني، شريطة أن تجرى الانتخابات في ظروف ديمقراطية عميقة خالية من أي تدخلات حزبية ضيقة سواء في غزة أو الضفة الغربية".
القيادي شحادة: "ليكن عاماً لخروج أصدقائي من السجون"
أما القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر شحادة، فقد تمنى خروج أصدقائه المقربين له من داخل السجون الإسرائيلية.
أما على الصعيد العائلي، قال شحادة: "أتمنى أن تتجمع العائلة وأن تتعزز فيها روح النجاح، وأتمنى النجاح لأبنائي، فلدي شاب وفتاة، أتمنى لهما التوفيق في العمل".
أما عن تغيير الوضع الفلسطيني القائم، فقد كانت أمنيته لعام 2019: "أمنيتي تشابه أمنيه شعبي، والمتمثلة بإنهاء الانقسام الداخلي والالتفاف حول منظمة التحرير فهي الممثل الشرعي والوحيد".
اللواء الضميري: "يخلص هالاحتلال ويروح"
أما اللواء عدنان الضميري، وهو الناطق الرسمي باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية تمنى وعبر "الحدث": "أن أعيش بصحة سعيداً مع أولادي وأحفادي".
وتمنى للوطن: "الأمنية الكبرى أن يزول الاحتلال ( يخلص هالاحتلال ويروح) .. ويزول عن كاهل الشعب".
وأضاف: "وأن نعيش بمحبة وسلام وهدوء، وتحقيق الوحدة بين شطري الوطن".
لكل أرض موعد للميلاد ومكرس بالتاريخ، وقد يكون لعام 2019 القادم ميلاد مختلف، ولكن عند البعض هو مكرس بوعد سابق لم يحقق بعد، هو وعد التحرر. ولكن ماذا عن أمنية الرئيس الفلسطيني محمود عباس؟
"رسالة الأمل والعدل والسلام ستنتصر على ظلم المنفى والفصل العنصري والاستعمار"