الحدث- وكالات
بدأت سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحملة تهجير ليهود أوكرانيا لفلسطين، حيث وصلت امس الثلاثاء دفعة ثانية من المهاجرين بعد ان وصلت الدفعة الاولى منهم الاثنين إلى مطار تل ابيب وسط استقبال رسمي قبل نقلهم الى المستوطنات داخل فلسطين.
وأفادت صحيفة "يديعوت احرونوت" بأن 226 مهاجرًا جديدًا من أوكرانيا، وصلوا امس إلى إسرائيل، أغلبهم من سكان مدينتي لوغانسك ودونيتسك اللتين يدور فيهما القتال بين القوات الأوكرانية والثوار المؤيدين لروسيا.
وذكرت الصحيفة أن صندوق الصداقة اليهودي قام بتنظيم الرحلة الجوية التي حملت المهاجرين الجدد من أوكرانيا الى مطار بن غوريون الدولي.
واستقبلت سلطات الاحتلال، الاثنين، أول دفعة من المهاجرين الأوكرانيين، حيث وصل 250 يهوديا أوكرانيا الى مطار تل أبيب.
وجرى احتفال لاستقبال هؤلاء المهاجرين في المطار بحضور وزيرة الهجرة ورئيس صندوق" الصداقة" اليهودي ورئيس الوكالة اليهودية نتان شيرانسكي.
وأوضحت مصادر إسرائيلية بان يهود اوكرانيا هاجروا إلى إسرائيل هربا من المعارك في شرق أوكرانيا، وفقا لمصادر في وزارة الهجرة والاستيعاب الإسرائيلية، مشيرة إلى أن عدد اليهود القاطنين في مناطق القتال بشرق أوكرانيا يقدر بحوالي 80 ألفًا.
واستغلت جماعات استيطانية إسرائيلية الأحداث الأوكرانية خلال الاشهر الماضية للعمل على مدار الساعة لتهجير أعداد من اليهود الأوكرانيين نحو فلسطين للاستيطان فيها.
ويقال بأن الرجل اليهودي الفرنسي برنار ليفي كان حاضرًا بقوة في الأحداث الأوكرانية وانه لعب دورا مهما مع اللوبي الصهيوني لتهجير يهود اوكرانيا لإسرائيل.
وكان إحسان مرتضى، الباحث في الشؤون الدولية والفلسطينية في "مركز باحث للدراسات الاستراتيجية"، قال إن "المناطق الملتهبة التي تشهد شغبا واضطرابات هي مياه عكرة تصطاد فيها إسرائيل لمصلحتها إن على صعيد مقاومة ومحاربة الأنظمة المعادية لمصالحها، أو لناحية الاهتمام باليهود، وجذب أكبر عدد ممكن منهم إلى إسرائيل بشتى الوسائل. فالمستوطنات بحاجة لمن يشغلها ويقيم فيها. خصوصا أنها تظل خالية من مستوطنين جدد".
ويضيف: "وبالتالي تفتش السلطات الاسرائيلية عن كل يهودي موجود خارج إسرائيل، والمياه العكرة في أوكرانيا مناسبة لعمل الموساد، والمؤسسات الاسرائيلية في صفوف اليهود على كل صعيد، من أجل إقناعهم، أو إجبارهم بطرق غير شرعية، وغير قانونية، على الهجرة وجذبهم إلى فلسطين المحتلة كما كانوا يفعلون مع اليهود في الدول العربية عندما كانت المخابرات الاسرائيلية تلقي القنابل على اليهود الموجودين في العراق لإرغامهم على المجيء إلى فلسطين… قسم كبير من اليهود الموجودين في أوكرانيا يعيش الحالة الاقتصادية المزرية فيها، فأوكرانيا، بلد فقير، رازح تحت ديون كبيرة، وفساد كبير، وديكتاتورية. عوامل إذا تجمعت أثمرت حالة تساعد الموساد والسلطات الإسرائيلية للعمل على اجتذاب قسم معين من هؤلاء اليهود".
ويقدر مرتضى عدد اليهود الموجودين في أوكرانيا حاليا بحدود 350 ألف شخص "منهم نشطاء سياسيون، وكبار الأثرياء، إن في أوكرانيا أم على مستوى العالم، بالإضافة إلى أنشطة لهم ذات طابع استخباري، لـ"إسرائيل" والموساد يد طولى فيها… اليهود الموجودون في أوكرانيا لهم دور ومصلحة في التخلص من النفوذ الروسي هناك، حتى يستقر الوضع على نفوذ أوروبي مؤات لهم، وهو نفوذ حلف الناتو، لأن اسرائيل مصلحتها مع حلف الناتو وليس مع روسيا التي تخوض سياسة جيوبوليتيكية في المنطقة لا تصب في مصلحة التوسع الاسرائيلي".
وكانت عضو الكنيست رينا فرانكل من حزب "يوجد مستقبل" توجهت قبل شهور إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بكتاب تطلب بموجبه العمل على وضع خطة حكومية وموازنة لجلب يهود أوكرانيا إلى فلسطين المحتلة.
وتوجهت فرانكل برسالة إلى رئيس الوزراء وطلبت منه أن "يتنبه إلى عدد من الحقائق المقلقة بشأن وضع الجالية اليهودية في أوكرانيا"، وطلبت أيضا تدخله في هذا الموضوع، فـ"الجالية اليهودية محاطة بالخطر الواضح والفوري” حسب رسالتها.