ما علاقة أمير أقرب مسجد بالمنحة القطرية؟

الحدث ــ لينا خطاب

تفاجأ الشاب محمد الهمص ومعه المئات من سكان قطاع غزة، بحجب أسمائهم من كشوفات المنحة القطرية، والتي يبلغ قدرها 100 دولار. ورغم زهد المبلغ وقدره، إلا أن 100 دولار في غزة تعني الشيء الكثير، لدرجة أن حجب أسماء بعض المدرجين ضمن كشوفات المنحة، سبب لهم صدمة واستياء شديدين.

يقول الشاب الهمص في مقابلة مع "الحدث" إنه توجه لمكتب البريد في خانيونس، وتفاجأ بإبلاغه من قبل موظف البريد بأن اسمه قد حُجب من قائمة الكشوفات، وبضرورة مراجعة "أمير" أقرب مسجد من مكان سكنه، للتأكد من السبب.

وأضاف الهمص أنه أوضح لموظف البريد بأن هناك من اتصل عليه ليلا، وأبلغه بأن اسمه مدرج ضمن كشوفات الجرحى وليس ضمن كشوفات العائلات الفقيرة، حيث أن الهمص تقدم لمنحتين كجريح وكفقير. ومع ذلك، أكد له الموظف بضرورة مراجعة "أمير" المسجد لعدم وجود اسمه في أي من القوائم.

وبحسب الشاب الهمص، فإنه وبمساعدة مجموعة من الأصدقاء قاموا بنشر قصته وأثاروها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قبل أن يتلقى اتصالا من جديد، ويتم إبلاغه بأن وزارة الصحة هي من حجبت اسمه وآخرون بحجة أن إصاباتهم طفيفة. وهو ما نفته الوزارة جملة وتفصيلا بعد تواصلنا معها.

في السياق ذاته، قال الصحفي معين الضبة من سكان الشجاعية لـ"الحدث" إن اسمه قد حُجب رغم أنه يعاني من إعاقة في يده اليمنى وفي إصبعيه الخنصر والبنصر، بالإضافة لإصابته في كتفه الأيمن برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن موظف البريد طلب منه مراجعة "أمير" أقرب مسجد من مكان سكنه.

ويشير الضبة إلى أنه وبعد مراجعته لأمير المسجد تبين أن الإسرائيليين اعترضوا على اسمه. قبل مقابلة الحدث مع الضبة، نشر منشورا في حسابه في الفيسبوك، تساءل فيه بصيغة تهكم: "أين المنحة يا أمير؟".

وعن القضية، قال رئيس تجمع المؤسسات الخيرية والمطلع على شؤون المنحة القطرية أسامة الكرد، لـ"الحدث" إن الأسماء يتم اختيارها من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية وتنقل للقطريين ومن ثم للإسرائيليين، ويتم حجب الأسماء التي يعترض عليها الإسرائيليون، مستغربا دور "أمراء" المساجد في القضية.

تواصلنا مع وزارة الأوقاف في قطاع غزة، والتي أبلغتنا بدورها عدم علمها بهكذا دور لـ"أمراء" المساجد.