الحدث العربي والدولي
أطلق كلٌ من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والحزب الشيوعي اللبناني، إعلانًا سياسيًا مشتركًا بينهما، حول المقاومة العربية الشاملة، ووجّه خلالها "نداءٌ إلى الشعوب العربية داعيةً للاستعداد لحمل السلاح ومقاومة أي عدوان صهيوني محتمل على لبنان".
وعقد الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب ونائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو احمد فؤاد، يوم الجمعة مؤتمرًا صحفيًا في مركز الحزب في منطقة "الوتوات"، لإطلاق الإعلان.
هذا وأكد أبو أحمد فؤاد على "العلاقة التاريخية مع الحزب الشيوعي اللبناني التي ظهرت في عدة مراحل، وأهمها مرحلة العدوان الصهيوني على لبنان، والعمل مع الحزب الشيوعي في جبهة المقاومة اللبنانية، وقد قدمنا ما لدينا أثناء ذلك تحت شعار هذه الجبهة، هم شركاء الدم والوطن والتحرير، وهم حتى اليوم شركاء في كل ما يفيد المصلحة الوطنية للشعب الفلسطيني ولتحرير فلسطين".
وشدّد فؤاد على أنّ هذه المرحلة خطيرة ولم يمرّ علينا أخطر منها، ليس على الصعيد الفلسطيني، بل على صعيد الأمة العربية بأسرها، فالشرق الأوسط الجديد يستهدف كل الأمة، وصفقة القرن تستهدف كل الوطن العربي.
وقال إنّ "من يحاول أن يحجّم هذا الموضوع بأنّ المعني به هو الفلسطيني فقط أو منظمة التحرير أو المقاومة الفلسطينية وحدها، فهو مخطئ، وهذه المبادرات الأمريكية الجديدة التي يقوم بها ترامب تدلل أنها تستهدف كل شيء تقدمي أو حضاري أو تحرري في هذه الأمة وفي الوطن العربي. صحيح أن الهدف الرئيسي تصفية القضية الفلسطينية، لكن قبل هذا وبعده، يستكمل الأمر مع الوضع العربي".
وأضاف نائب الأمين العام للجبهة الشعبية إنه "لغاية الآن صفقة القرن استكمل أكبر جزء منها، وهناك وضع عربي رسمي بشكل ما مؤيد لصفقة القرن، بدءًا بموضوع القدس وانتهاءٍ بالاستيطان وما بينهما، ومن يقود هذا الأمر على الصعيد المحلي بأوامر أمريكية هو النظام السعودي".
وأكد أبو أحمد فؤاد أنّه "أمام هذه الهجمة، لا يمكن أن يتصدى لها الشعب الفلسطيني وحده أو المقاومة الفلسطينية وحدها، ومن خلال هذه المبادرة يمكننا أن نجند كل الطاقات والإمكانيات لمواجهة التآمر الإمبريالي الصهيوني، حتى نتجه لتشكيل جبهة مقاومة عربية شاملة".
وقال "إننا نريد جهود شعبية تساند المواقف الفلسطينية التي لا يمكن أن تسمح بأن تمر تصفية القضية أو صفقة القرن؛ ولكن مع الأسف الشديد أن كل ما جرى، بدءًا من القدس مرورًا إلى المسائل الأخرى، لم نرى حراكًا شعبيًا يساند الشعب الفلسطيني في العواصم العربية".
من جانبه، قال حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني "اليوم نطلق مع الرفاق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين نداءنا الثاني لشعوبنا العربية: إلى المقاومة العربية الشاملة، وجنباً إلى جنب مع سائر قوى اليسار والتحرر الوطني والاجتماعي في منطقتنا العربية ووفق ما نصّ عليه هذا الإعلان السياسي المشترك".
وأضاف غريب "إن اطلاق هذين النداءين بالتزامن معاً، يجسد بوضوح رؤيتنا السياسية لقضية شعوبنا العربية، التي كانت ولا تزال قضية واحدة ، قضية تحرر وطني واجتماعي في آن معاً. تحرر وطني من السيطرة الإمبريالية والصهيونية والأنظمة الرجعية التابعة لها، وقضية تحرر اجتماعي من الاستغلال الطبقي والرأسمالي لهذه الأنظمة وسلطاتها الحاكمة".
ودعا غريب الشيوعيين والوطنيين للاستعداد لحمل السلاح ومقاومة أي عدوان صهيوني محتمل على لبنان وجنباً إلى جنب مع كل فصائل المقاومة والجيش اللبناني، مؤكدًا أنه "الموقف الذي لا بد من إعلانه بإدانة خرق الأجواء اللبنانية وشن الغارات على سوريا ما يشكل اعتداءً صهيونيا صارخاً على السيادة اللبنانية وعلى سوريا".
وبيّن أنّ "هذا العدوان الصهيوني وما سبقه من عدوان فاشل على قطاع غزة بفعل تصدي المقاومة الفلسطينية له هو عدوان صهيوني مدعوم من الولايات المتحدة الأميركية في سياق حربها على بلدان المنطقة لتنفيذ مشروعها التقسيمي والتفتيتي".
وأضاف غريب "انطلاقاً من هذه الرؤية السياسية للقضية الواحدة لشعوبنا العربية التي تعاني استغلالاً طبقياً وظلماً اجتماعيا واستبداداً في الداخل من جانب أنظمتها الرجعية والمستبدة، نضع الحراك الشعبي في لبنان للإنقاذ في مواجهة سياسات الانهيار الاقتصادي، جنباً إلى جنب مع انتفاضة الشعوب في كل من السودان والأردن وتونس وما سبقها من انتفاضات لشعوبنا العربية ضد الظلم والفقر والبطالة ومن أجل تحررها الاجتماعي من الاستغلال الطبقي والرأسمالي".
كما دعا إلى رفع الصوت عالياً انتصاراً لانتفاضة الشعب السوداني وتضامناً مع الحزب الشيوعي السوداني الذي يتعرض اليوم العشرات من قادته للاعتقال من قبل نظام القمع والاستبداد والظلامية داعين لأوسع حملة شعبية لبنانية وعربية ودولية لإطلاق سراح الرفيق المناضل مسعود الحسن والرفيقة المناضلة عديلة الزئبق والمناضلة إحسان الفقيري وكل المعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب في سجون النظام السوداني القمعي.
وكرّر الدعوة لإطلاق سراح كل المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني وفي مقدمهم الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أحمد سعدات ومروان البرغوتي ويحيى سكاف وسائر المعتقلين السياسيين العرب ومعتقلي الرأي في سجون الأنظمة العربية المستبدة، داعين الدولة اللبنانية لتحمل مسؤولياتها أيضًا للعمل على تحرير الأسير جورج إبراهيم عبد الله المعتقل ظلماً وعدواناً في السجون الفرنسية.
وجاء في كلمة غريب: "لأن المواجهة واحدة، فهي تتطلب مشروعًا واحدًا: على كل الجبهات وفي كل المجالات وبمختلف السبل والأشكال، على صعيد كل بلد عربي، وعلى صعيد المنطقة العربية ككل. وهو ما أطلقنا عليه مقاومة عربية شاملة من أجل اقامة أنظمة وطنية ديمقراطية، مقاومة تتوحد فيها الطاقات حول مركزية القضية الفلسطينية، لوضع حد نهائي للاحتلال الإسرائيلي، وتصفية الوجود العسكري الإمبريالي في المنطقة العربية".
المصدر: بوابة الهدف