الحدث ــ لينا خطاب
في ديسمبر الماضي، حصلت دانا فراج 24 عاما من مخيم الجلزون القريب من رام الله ـ طالبة الماجستير في تخصص القانون ـ على فرصة تدريب في كولمبيا، وباشرت في استكمال الإجراءات المطلوبة للسفر، ولكن إجراءات سفرها تعطلت، بسبب السياسات العنصرية المخالفة للقوانين و المواثيق الدولية بحق حاملي الجنسية الفلسطينية، من قبل شركة "لاتام ".
في تاريخ 18-12-2018 قامت فراج بحجز تذكرة من شركة "لاتام" التشيلية للطيران من خلال موقع "كيوي" الإلكتروني ، وتم قبول طلب التذكرة، ثم أكملت دانا التأكيد على طلب الحجز من خلال دفع تذكرة الطيران، وبعد ساعات تفاجأت فراج برسالة من موقع " كيوي" جاء فيها: "نحن نعتذر، شركة طيران "لاتام " لا تعترف في بلدك، وعلى إثر ذلك سنقوم بتغير شركة الطيران، أو إلغاء الحجز ".
وتأكدت فراج من عدم اعتراف الشركة بفلسطين، بعدما تصفحت موقع" لاتام" ولم تجد أي شيئ يدل على الاعتراف بحاملي الجنسية الفلسطينية. وعلى إثر ذلك قامت فراج بإرسال رسالة إلى شركة الطيران تتحدث فيها عن إنتهاكاتهم الصارخة للإعلان العالمي للحقوق الإنسان، وتطالبهم بتغير سياستهم العنصرية بحقها وبحق كل من يحمل جنسية فلسطينية.
و أكدت دانا بأنها ستقوم برفع دعوة قضائية بحق شركة الطيران لمخالفتها المعاهدات و المواثيق الدولية، من خلال مكتب محامين ومحاميات يعملون في مجال حقوق الإنسان في كولمبيا ، وقالت فراج :" الشركة خالفت عددا من القوانين الدولية التي تتعلق بالتمييز ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948، العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية 1966، واتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز العنصري لعام 1965".
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948على أنه: "يحق لكل شخص التمتع بالحقوق والحريات المنصوص عليها في هذا الإعلان، دون أي تمييز من أي نوع، مثل العرق، اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو غيره أو الأصل القومي أو الاجتماعي أو الملكية أو الولادة ". وأشارت فراج إلى أن التشيلي كانت من أوائل الدول التي اعترفت بفلسطين كعضو مراقب في الأمم المتحدة عام 2012، وبالتالي فإن شركة الطيران لم تخالف المعاهدات و القوانين الدولية فقط، و إنما خالفت أيضا السياسات الداخلية لدولة تشيلي.
واعتبرت فراج أن "قضيتها ليست شخصية، وإنما قضية تمس كل فلسطيني، لأنها تمس هويتنا الوجودية، وتتماشى مع سياسات الإحتلال". وقالت:" سأقوم بالمتابعة القضائية ليس لأنه تم المساس بحريتي الشخصية فقط، فحريتي هي من حرية أبناء شعبي، وما يحصل لي سيحصل لكافة الفلسطينيين، فقضيتنا قضية وجود وحربنا مستمرة مع الاحتلال في كافة الأماكن وفي أدق التفاصيل، لذلك سأعمل جاهدة على الإطاحة بمثل هذه السياسات العنصرية التي تتماشى مع سياسات الأحتلال و الإستعمار بتغيب الهوية الوجودية للشعب المحتل، وهذا ليس من أجل جانب مهني و أخلاقي، و إنما من أجل قضيتنا العادلة ".