وأضاف مقبول لـ"الأناضول"، إن "حماس تناور وتحاول الضغط على الرئيس والقيادة الفلسطينية، بملف دحلان وإمكانية عودة العلاقات بينه وبين الحركة، لكن نحن نعرف موقف حماس من دحلان والتي اتهمته سابقا بالخيانة".
واستبعد عودة دحلان لقطاع غزة أو تسلمه إدارة المعابر بالاتفاق مع حركة حماس، مضيفا: "أكبر دليل على ذلك مؤتمر إقليم غرب غزة الذي جرى أمس الثلاثاء في عقر بيت دحلان والتي فاز بها أبناء حركة فتح، وبايعوا الرئيس (محمود عباس) أبو مازن بقوة وإصرار، وهي رسالة قوية جاءت بعد الاجتماع السخيف الذي جرى في قاعة رشاد الشوا لأنصار دحلان مؤخرا".
وتجمّع أنصار دحلان، في حديقة "النُصب التذكاري للجندي المجهول"، وسط مدينة غزة، والقريبة من مقر المجلس التشريعي، قبل أيام، رافعين لافتات تهاجم الرئيس محمود عباس، فيما رفع المشاركون صورا كبيرة لدحلان، كتب عليها "كلنا دحلان".
كما علّق أنصار دحلان، على مقر المجلس التشريعي بغزة، عشرات اللافتات، التي "تندد بسياسة الرئيس الفلسطيني، وصمتها على ما وصفوه بـمعاناة قطاع غزة، وتعرقل إعادة الإعمار".
وفي تصريحاته لـ"الأناضول" أوضح مقبول: "أن ما يحصل من محاولات تشويه وتشكيك بشرعية الرئيس عباس كلها تعليمات وإيعازات للتشويش على مسار القيادة الفلسطينية والهجوم الدبلوماسي الذي يقوم به عباس. وأمريكا من تقف وراءه".
وفي تعقيبه على قرار الحكومة الفلسطينية بتشكيل لجنة خاصة لمتابعة المعابر في قطاع غزة، قال مقبول: "هذا القرار جاء تنفيذا لاتفاق المصالحة الذي وقع بين حماس وفتح بتسليمالسلطة الفلسطينية إدارة المعابر في قطاع غزة حتى تتمكن السلطة وحكومة الوفاق من التعامل مع إدخال مواد البناء والإعمار لغزة، وهذا أمر ملح وضروري وله علاقة باتفاقية إعادة الإعمار التي أقرها المجتمع الدولي".
ونفت حركة حماس على لسان القيادي البارز بها، موسى أبو مرزوق، أن تكون قد تحالفت مع دحلان، بغرض العمل ضد الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال أبو مرزوق، في حوار صحفي مع وكالة الأناضول نشرته منذ يومين: "ليس هناك تحالف بين دحلان وحماس، التحالف مع الرئيس عباس، من خلال الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين لتحقيق المصالحة، ولا زلنا ندعو لتحقيق هذه المسألة".
من ناحيته، قال المحلل السياسي جهاد حرب، إن "قرار تشكيل لجنة لإدارة المعابر سواء كان تخوف من وجود دحلان في غزة، أو تحالف حماس مع دحلان لأجل المعابر، أو أنها جاءت لأجل تطبيق اتفاق المصالحة هي خطوة متأخرة لكنها ضرورية ، أجل فك الحصار عن قطاع غزة".
وأضاف لـ "الأناضول": "هذا القرار إيجابي وبحاجة للبدء وتطبيق فعلي لتسهيل إدخال مواد البناء لغزة وحركة العبور من غزة لمصر أو عبر إسرائيلي حتى يتمكن أهل غزة من التنقل وتسهيل الحياة عليهم خاصة بعد الحرب الأخيرة".
ولفت إلى أن "التخوف الأكبر يتعلق بما إذا كان هناك تحالف حقيقي بين حماس ودحلان، وهذا يعني أنها اختارت اتجاهاً آخر بديلا عن الرئيس عباس بإخراجها وإخراج قطاع غزة من أزمة حقيقية، لذلك هذا التخوف قائم".
واستبعد حرب تحالف حركة حماس بشكل جدي مع دحلان، مضيفا: "قد تستخدم حماس هذه العلاقة في الإعلام من أجل الضغط على الرئيس محمود عباس لأمرين، الأول فيما يتعلق بالحصار على قطاع غزة وبدء فعلي لتفاهمات اتفاق المصالحة، والثاني البدء في توحيد مؤسسات السلطة واعتبار موظفي القطاع المدني في غزة هم جزء من القطاع المدني العام، وهذا سيخفف العبء عن حركة حماس".
وأشار المحلل السياسي إلى أن تطبيق قرار الحكومة بخصوص المعابر بحاجة لتعاون جميع الأطراف، وقال: "لكي تبسط الحكومة سيطرتها على المعابر يجب أن يكون التعاون قائما، وألا تكون هناك حواجز بعد أمتار قليلة لأجهزة الأمن للتفتيش، فإذا تحسنت النوايا بين حماس وفتح ستكون الحكومة قادرة على توفير الخدمة على المعابر الفلسطينية المصرية أو الفلسطينية الإسرائيلية لتسهيل الحياة على الفلسطينيين في قطاع غزة".
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، عبد الستار قاسم، فيرى أن التخوف وارد على قطاع غزة سواء استلم دحلان أو السلطة إدارة المعابر.
وقال قاسم في حديثه لـ"الأناضول": "الطرفان (السلطة ودحلان) يتعاونان مع إسرائيل، وبالتالي هذا سيعرض أمن غزة للخطر، والمفروض أن تكون المقاومة الفلسطينية حذرة وألا تسلم المعابر لا لجماعة دحلان ولا عباس".
وتابع: "هناك خشية من عباس والتيار المؤيد له من دحلان ومن يؤيده، خاصة أن دحلان له امتداد في غزة، كما أن له امتداد ومؤيدين في محافظة جنين (شمالي الضفة) وهي تقدم له دعما كبيرا في الضفة الغربية"، مضيفا: "المشكلة هي الأموال، ومن معه أموال أكثر يشتري من يريد".
ورأى المحلل السياسي أنه في حال عادت العلاقات بين حماس ودحلان ستكون "مؤقته"، وقال: "لا يوجد ثقة متبادلة بين الطرفين، فدحلان معني بتحسين العلاقات ؛ أنه يريد التحرك بحرية في غزة، وحماس معنية بدحلان نكاية بعباس وللضغط عليه، لذلك لا يوجد قضية مبدئية، وإنما المسألة انتهازية، فكل طرف يحاول أن يستغل الآخر".
وأشار إلى أن العلاقات بين حماس ودحلان من الممكن أن تكون على حساب علاقة الحركة مع الرئيس عباس، فهو لم يترك مجالا للصلح مع حماس، لأنه في كل مناسبة يهاجمها، وفق قوله.
وفي تعقيبه على إمكانية تسلم حكومة الوفاق إدارة المعابر، قال قاسم: "صعب أن يتم تنفيذ قرار الحكومة بإدارة المعابر؛ لأن المسألة الأمنية حساسة جدا، والمفروض ألا تفرط غزة بأمنها، فأحد علامات إنجاز المقاومة الفلسطينية بغزة، أنها حافظت على السرية بصورة جيدة، وإذا دخلت عناصر السلطة لغزة فسيعرض غزة لخطر كبير بسبب التعاون الأمني بين السلطة وإسرائيل، لذلك أستبعد أن تسلم حماس المعابر لأي طرف لدحلان أو عباس".
ومحمد دحلان هو القائد السابق لحركة فتح في قطاع غزة، وفُصل من الحركة منتصف عام 2011، ويقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويرفض دحلان الذي ما زال يتمتع بنفوذ داخل تنظيم “فتح” في قطاع غزة، (لا يعرف بالضبط مدى اتساعه)، إجراءات فصله من الحركة.