الحدث المحلي
بالرغم من موقف حركة فتح الموحد في الأزمة الأخيرة التي دارت بينها وحركة حماس حول إقامة الحركة لمهرجان ذكرى انطلاقتها في غزة والذي كان مقررا في السابع من الشهر الجاري، إلا أن هذه الأزمة نفسها أظهرت على السطح ملامح صراع فتحاوي داخلي.
المتتبع لما صدر من تصريحات الحركة ودقق في أبعادها يلحظ أن تيارات الحركة إنما تدير فيما بينها صراعا من نوع آخر، قالت عنه بعض وسائل الإعلام إنه صراع مراكز القوى التي يريد كل منها اثبات أحقيته في قيادة الحركة.
وأضافت أن المعركة التي كانت تدور في الخفاء، ظهرت إلى العلن وساهمت فيها كل القوى الفاعلة في اللجنة المركزية لحركة فتح، مع غياب تام لأعضاء “المركزية” في قطاع غزة، بخلاف أحمد حلس الذي أخذ على عاتقه تحمل مسؤوليات التنظيم وقراراته.
وأشارت إلى الصراع الأبرز بين أعضاء “المركزية” اشتعل من جهة بين توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية الذي يعتبر أحد “صقور” اللجنة المركزية ويمتلك نفوذاً وثقلاً يؤهله للعب دور “بيضة القبان” في تمرير القرارات أو تعطيلها، وجبريل الرجوب من جهة أخرى الذي يٌحسب أن “أبو ماهر حلّس” أحد المقربين له.
إذ خرج “الطيراوي” مُجاهرًا بما دار في الخفاء من نقاشات بين أعضاء اللجنة المركزية وطالب في بيان أصدره بيانًا طالب فيه بإقالة الهيئة القيادية العليا التي تعمل في قطاع غزة.
هذا البيان وفق هذه الوسائل الإعلامية، كان فاتحة لجملة انتقادات توارت بين سطور الهجوم على حماس، فأصدر محمد شتية بيانًا ألمح فيه إلى عكس ما جاء في بيان “الطيراوي”، تبعه في ذلك، حسين الشيخ الذي نشر عبر صفحته العامة في “الفيسبوك” ملمحاً إلى صوابية قرار قيادة فتح في غزة، وأنها صاحبة الأمر والموكل إليها اتخاذ القرارات وليس سواها .
جاء ذلك في وقت راجت أحاديث مختلفة قبيل الإعلان عن الغاء حفل الانطلاقة عن خلافات بين حلس والشيخ وذلك بعد اعلان الشيخ عبر تصريحات صحفية قبيل ساعتين من بيان” حلس” أن موعد ومكان مهرجان الاحتفال لا زال على حاله ولم يتغير .
وكان ملاحظاً أنه قبل أقل من ربع ساعة من “اعلان الغاء الاحتفال في غزة ” نشر محمود العالول وهو نائب رئيس الحركة بيانًا أكد فيه أن المهرجان قائم بموعده ومكانه وهو ما يشي بعدم رضا العالول عن قرار الغاء المهرجان وبالتأكيد لم يصدر “حلس” البيان الا بعد ارساله لنائب رئيس الحركة وبعض أعضاء اللجنة .. على الأقل .
في وقت لاحق، تطور الأمر للحد الذي أصدر فيه حسين الشيخ بيانًا اعتبر فيه حكومة الوفاق منتهية الصلاحية بسبب هجوم حماس عليها, فيما بدا أن “اللجنة المركزية” تحاول استغلال الفرصة في تصفية حساباتها مع رئيس وزراء حكومة الوفاق رامي الحمد الله، وتسعى لاستعادة منصب رئاسة الوزراء إلى طاولتها.
لكن الأزمة التي تضعف موقف “اللجنة المركزية” مهما تعاظم نفوذ شخصياتها، هو الصراع الداخلي بينهم، إذ أنه ثمة أربع شخصيات يخوضون معركة شرسة، وهم عزام الأحمد ومحمود العالول ومحمد اشتية ومؤخرًا انضم حسين الشيخ لتحالفات القوى ليحظى هو شخصيًا بمنصب رئاسة الوزراء، وفي ذلك يندرج تصريحه الذي تحدث فيه عن “مفاجأة” لموظفي قطاع غزة، تناقل البعض أنها زيادة على رواتب موظفي القطاع، في محاول لبناء حاضنة شعبية قد تقدمه للمنصب اذا ما سمحت الفرصة.
كل ما ذكر أعلاه يطرح على طاولة الحركة سؤال الشارع الفتحاوي والفلسطيني الأبرز: هل هناك ما يدور في الخفاء؟! وإن كانت الإجابة نعم، فالسؤال الأهم يصبح: على ماذا يدور الصراع وكل الحالة الفلسطينية باتت على حافة الهاوية؟