الحدث ــ محمد بدر
احتلت قضية مقتل الشابة الفلسطينية آية مصاروة 23 عاما من باقة الغربية في أستراليا، العناوين الرئيسية في المواقع والصحف الإسرائيلية، وكان من اللافت أن معظم العناوين استخدمت نفس الكلمات في التعريف عن القضية والفتاة. وجاءت غالبيتها تحت عنوان "مقتل إسرائيلية في أستراليا خلال مكالمة فيديو مع شقيقتها".
وسائل الإعلام الأسترالية قالت إنه تم العثور على الشابة بالقرب من مركز تجاري، وأن مجهولا طاردها قبل أن يقوم بقتلها في محطة القطار الكهربائي. مع الإشارة إلى أن مصاروة تدرس في أستراليا ضمن منحة تفوق دراسية كانت قد حصلت عليها.
بالمقارنة بين اهتمام الإعلام الإسرائيلي في قضايا قتل الفتيات الفلسطينيات في الداخل المحتل وبين الاهتمام بقضية مقتل مصاروة فرق كبير، يكشف عن اختلاف في تعريف القضايا وكذلك في حجم الاهتمام، تبعا لـ "جغرافيا الموت" أو مكان وقوع الجريمة.
عندما يتعلق الأمر بمقتل شابة فلسطينية في الداخل المحتل، فإن العناوين الكبيرة لا يمكن إلا وأن تتضمن أصول الفتاة دون الإشارة إلى جنسيتها، على سبيل المثال: "مقتل عربية في الوسط العربي" أو "العنف يستشري ضد النساء العربيات".
إن هذا التعريف موجه للداخل وللخارج، بهدف إظهار المجتمع الفلسطيني في الداخل المحتل على أنه شعب يعيش حالة من التخلف، مع العلم أن "إسرائيل" هي الحارس الكبير للعنف بين فلسطينيي الداخل، وتشير الإحصائيات إلى أن 84% من التحقيقات في قضايا القتل بين فلسطينيي الداخل تنتهي بتسجيلها "ضد مجهول".
في قضية المغدورة مصاروة كان الأمر مختلفا، وحاولت "إسرائيل" الترويج لجنسيتها محاولة إخفاء أصولها الفلسطينية العربية، وذلك للاستفادة من المردود الإنساني الذي يترتب على القضية، خاصة وأن الإسرائيليين بدأوا ينظرون لأستراليا على أنها موطن من مواطن اللاسامية في العالم، والمتابع لقضية مصاروة بالكاد يكتشف أنها فلسطينية عربية. وكأن "إسرائيل" تستثمر في موت الفلسطينيات مرتين بطبيعتين.