الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لو كنت يسوع الناصري بقلم: عدنان الصباح

2019-01-19 12:12:08 PM
لو كنت يسوع الناصري
بقلم: عدنان الصباح
عدنان الصباح

لو كنت يسوع لتنكرت لقولي من ضربك على خدك.... وخلعت حذائي الاكثر سوءا ولطمت به علنا كل صانع للسلاح وناقل له ومتاجر به وغبي يموت ويقتل به ولرددت اقوال تشرتشل " ان غزا هتلر الجحيم فسأمتدح الشيطان ... على الأقل في مجلس العموم " فعظمة ما جاء به يسوع وخطاب التسامح الجميل الذي مثلته نداءاته وتعاليمه لم يحفظها ابدا فرسان المعبد او فرسان الهيكل ودورهم في الحروب الصليبية ولم تحفظ سيوفهم ابدا تعاليم المسيح المتسامحة بل وجدوا في تعاليمه ما يدفعهم للقتل والقتال واجتياح الارض مشرقها ومغربها وحين صاغوا نصرهم وجدت الكنائس في الارض من يعاود ترتيل تعاليم التسامح.

لو ان رئيس وزراء بريطانيا تشرتشل تمسك بتعاليم يسوع لكان سلم بريطانيا لهتلر قبل فرنسا ولما استطاع ان يقود شعبه الى النصر ابدا ولا ان يوحد الشعب البريطاني خلفه رغم ياس العديد من ساسة بريطانيا في حينها ودعوتهم للتفاوض مع هتلر عبر ايطاليا الوسيط غير النزيه انذاك ولو استمع تشرتشل لنداءات اولئك اليائسين في حينها لكانت بريطانيا تفاوض على لقمة خبزها حتى اليوم ولكانت ايطاليا لا زالت تراوغ في طرح البدائل والحلول سنة بعد سنة ورئيسا بعد رئيس, ولو ان تشرتشل استسهل طريق المفاوضات مع العدو لخسر قدرته على توحيد شعبه ولو اراد ان يجعل من تعاليم يسوع خارج السياق واتعبر ادارة الخد ممكنة للعدو لصارت تعاليم يسوع لا علاقة لها بما يؤمن به البريطانيين ولذا ادرك تشرتشل ان تعاليم يسوع تطال الصديق ولا تطال العدو وحين اختلف مع معارضيه اختار النزول الى الشارع ليرى اين يقف الشعب البريطاني وماذا عليه ان يختار التفاوض مع هتلر كما اراد الساسة المنهكين ام القتال كما اراد الشارع البريطاني ولذا كانت قوة تشرتشل انه ادرك عظمة معارضيه فانضم اليهم ليقاتل هتلر ولتعيش بريطانيا.

لو كنت يسوع الناصري اللاجيء في الضفة لحملت الجليل على ظهري وسافرت الى غزة لادير خدي الآخر لاسماعيل هنية والسنوار والزهار وكل طفل غزي حمساوي وجهادي هناك ورجوته ان يسامحني لانني نمت شبعانا حين جاعوا وسافرت لكل بقاع الارض حين منعوا وغفوت تحت سقف دافيء حين داهمهم المطر سنسنا وسنين دون سقف ودون دفء وحتى دون مطر

لو كنت يسوع الناصري اللاجيء في غزة لسافرت الى رام الله وادرت خدي الآخر لعباس والحمد الله  وكل طفل ضفاوي تطاله كوابيس الوجع الغزي وامسكت بيدهم وعدت الى الناصرة لامنع مهزلة القسمة من ان تصبح ماركة فلسطينية مسجلة حصريا لا نتقن سواها

لو كنت يسوع الناصري لطلبت من طفل من عين الحلوة او الرشيدية او اليرموك ان يدعونا جميعا لعشاء اخير في القدس يطالبنا فيه ان لا نلمس خبزا ولا نشرب ماء الا اذا حضر العشاء الناصري الغزي مرورا برام الله الى القدس كل من غابوا في الشتات والسجون فلا خبزا سيقسم ولا مقسوما سيؤكل الا اذا كان على المائدة كل الاسرى بدءا بالقائد سعادات والقائد البرغوثي وعميد الاسرى يونس وانتهاء باخر اسير وكل المنشورين نفيا ولجوءا على حيطان الارض لنقرر كيف الطريق الينا منا لنحارب الاعداء و ننتصر او ليكون من حق اصحاب الدعوة من الاطفال ان يدسوا السم لنا بدل الاعداء لعلهم يصوغون لهم عناوين وحدة ودروب حق وحرية ارض وناس.