قصَّة قصيرة
سحابة عام 1966م؛ كانَ العربُ يُقسِمونَ بحقِّ الرُّمح ؛ ويملؤوُنَ الأثيرَ بالوعيدِ بحدِّ السَّيف؛ وكانت إسرائيلُ تُقْسِمُ بحقِّ التُّرسِ؛ وتلوذُ بالدِّرعِ وتَصْقُلُ حدَّ السَّيف؛ وتتظاهرُ بالرُّعبِ وبالخوف!!.
قالت الصَّبيَّةُ العاملةُ كمعاونةٍ في إحدى المنازل الرِّيفيَّة؛ وهي تنفِضُ بعضَ الملابس قبل أنْ تُعلِّقها وتَنْشُرها على حبلِ تَجفيف الغسيل مكشوفةً في الهواءِ الطَّلق؛ في إحدى نهاراتِ تشرين:
يا لهُ من طفلٍ أثيريٍّ وثيرٍ ذلك الَّذي أنْجَبَتْهُ سَيِّدةُ هذا المنزل العامر بالأمس !!.
تداخلَ صوتُ الصَّبيَّةِ الرَّقيق مع بقايا لحنٍ كان يتسرَّبُ في الأثيرِ من إحدى المنازل المجاورة وعلى نحوٍ متقطِّع من أغنية - كارم محمود- " أمجاد يا عرب أمجاد " وما تلبَثُ أنْ تتداخلَ معها ألحانُ أُغنيةٍ أخرى من منزلٍ آخر - لأمِّ كلثوم " والله زمان يا سلاحي " وأخرى لها كذلك " بغدادُ يا قلعةَ الأسودِ " !!.
واصلت العاملَةُ حديثها بِشَغَفٍ وحماسة؛ واستطردت بعفويَّةٍ صادقةٍ تقول لصبيَّةٍ أخرى؛ ولمَّا يزلْ صريرُ الألحان يتداخلُ مع صوتها الرَّقيق الحادّ:
سمِعْتُ القابِلَةً؛ وهي سيِّدةٌ رصينةٌ لها حظٌّ وافِرٌ من التَّجربةِ والعلم؛ تقول – قبل قليل - وهي تفرَغُ من تغسيل الصَّبيِّ وتَضُمُّه الى صدرها ضمَّةَ الملهوف وتّشُمَّهُ شمَّ الزُّهور؛ وتبْتَدِرُ الى تجفيفه بمنشفةٍ قُطنيَّةٍ ناعمة الملمس؛ وهو يتهادى في حِجْرها كقطعةٍ من حرير لها لونٌ نهديٌّ هاديءٌ ؛ وبعدَ انْ طبَعت قُبْلَةً حارَّةً على جبينه:
رُبَّما لم ترَ عيني طفلاً وثيراً أثيريَّاً بهيَّاً كما هذا الطِّفل؛ كأنَّهُ خلاصةُ رحيق ما في هذه السَّيِّدَةِ من جمالٍ حباها به الرَّحمن على نحوٍ خاص؛ ولَعَمْري كأنَّه أُهزوجةُ النَّعماء ودقة الصَّنعة الإلهيَّة تُلقي بِلَحْنها رُخاءً حيثُ أصابتْ من هذا المنزِلِ مرامها؛ وإنَّ السَّماءَ محقَّةٌ دوماً فيما تختار !!.
بل كأنَّهُ قبسٌ من نورِ العوالم الخفيَّة؛ يُشِعُّ بهاءً؛ ويَنْضَحُ رُواءً يشي بهِ شِفاف جلده ولحمه الوثير؛ تشَقَّقُ عيْناهُ عن زُرْقَةٍ صافيةٍ كما لو كانت خيطاً من خيوط زُرقةِ السَّماءِ في عزِّ نهارٍ تشرينيٍّ صافٍ وقت وقعت على سطح الماء الرَّقراق !!.
قالت الأخرى؛ وقد سمعتْ حديث صاحِبَتها؛ وهي تحملُ بين يديها وعاءَ الماءِ المُسَطَّحِ - الطُّسْتْ – بما يحويه من بقايا غَسولِ الصَّبي؛ وتهمُّ بإهراقهِ جُزافاً في رُكنٍ قصيٍّ من صحنِ الدَّار:
حقَّاً... إنَّ المرءَ لا يمَلُّ من النَّظَرِ إليه؛ وإنَّ سَيِّدتي فرحة بما أنجبت على نحوٍ لم أرهُ من قبل؛ بل إنَّني قد وجدتُ فرحاً يُوازيهِ وربَّما يزيد في عيونِ سيِّدي كذلك !!.
صاحت الوصيفةُ من فناءِ المنزل الدَّاخلي على الصَّبيَّةِ الَّتي تحمِلُ الوعاء وهي تهمُّ بسكبِ الماء:
إيَّاكِ !! لا تُهريقي الماءَ – بقايا غَسولِ الصَّبي – جُزافاً؛ فيقعُ على قذارةٍ ما !! ينبغي أنْ تَسْكُبيه على تلك الوردةِ الجوريَّةِ اليانِعةِ؛ في ظلِّ شجرةِ الدُّفلى.
قالت الصَّبيَّةُ: عفوَكِ والعفوُ من سيِّدتي الوثيرة ومنَ الصَّبي... بلْ إنَّ هذا ما يليقُ به حقَّاً؛ فلا ينبغي لسُؤْرِ ماءِ غسول الأطفال إلَّا أنْ يُهراقَ على التربةِ الَّتي تكسو جذورَ الزُّهور؛ في ظلالِ الدُّفلى أو الياسمين.
قالت الوصيفةُ وقد عَتَمَت بِخُطُواتٍ رشيقةٍ الى صحنِ الدَّار:
أما وقد انْتَهيْتُنَّ مِمَّا في أيديكُنَّ من أعمالٍ؛ فهَلُمِّي - أنتِ وإيَّاها - الى المطبَخِ للمساعَدَةِ بإعدادِ الطَّعام؛ فثمَّةَ وليمةٍ يرغبُ سيِّدي - صاحبُ المنزل - بإعدادِها لجُملَةٍ من أصدقائه والأقربين على شرفِ ولادة هذا الصَّبي البَهِيْ مساء هذا اليوم.
ثُمَّ لا ينبغي لكنَّ الإطنابَ في الحديثِ عن بهاءِ الصَّبي في حضرةِ أيٍّ كان؛ إنَّ سيِّدتي وكذلك أنا وحتَّى القابلة الَّتي تتعهَّده بالرِّعايةِ - إكراماً لسيِّدتي، كما لا تفعل مع الآخرين - نخشى عليه من عينِ حاسدٍ أو من لهفةٍ شَغوف !!.
ثمَّ ما يُدرينا لعلَّ أمثال هؤلاءِ من الصِّبيان قد يتَّكلون على حُسنِ مَظهرِهم في المُستقبل ويزيدهم ذلك من الثِّقةِ بأنفُسِهم الى الحدِّ الَّذي يُعميهم عن مصائرهم الَّتي قد تكتبها الأقدارُ في غفلةٍ منهم؛ وقد يُصيبهم ذلك بالغرورِ والخَيُلاء أحياناً؛ أوْ أنَّهم يُصبحون مَثارَ اهتمامٍ للمحبِّين وللحاسدينَ على حدٍّ سواء؛ فلا مُحبِّيهم يستطيعون تعويضهم عمَّا فاتهم؛ ولا حاسِدوهُم يبغون لهم أيَّ خير؛ وربَّما يعيشُ الطِّفل الوثير في مُهجِ هذا الصِّنف من النَّاس مُلازِماً لهم مع مرور الزَّمن أكثرَ مِمَّا ينبغي؛ ولكنْ - وعلى أيِّ حال - فإنَّ من طبائع البشر تمجيد الحسن والجمال !!.
أطْرَقتِ الوصيفةُ قليلاً؛ ثمَّ تنهَّدتْ بشيءٍ من الحسرةِ الباطنةِ، وهي تقول:
لعلَّ الزَّمان المأمولُ به أنْ يُظَلِّلَ وجهَ الصَّبي قد يكونُ أفضلَ من زمانِنا؛ وإلَّا فما جدوى نَضْرَة النَّعيمِ في الوجوهِ إذا ظلَّلها وجهُ زمانٍ عبوسٍ قمطرير؛ تُفْلِتُ فيه الأوقاتُ والأيَّام والفُرَص كما يتفلَّتُ الماءُ مُتسرِّباً من قبضةِ كفِّ اليد حيثُ لا سبيل للإحتفاظ به أو الإستفادة منه ؟!.
وما أهميَّة البهاءِ والسَّناء إنْ ادلهمَّت الخطوب؛ وغمرَ وجهَ السَّماءِ رُكام دخان البارود والحروب؛ وتشبَّعت الأجواءُ بالتَّوَتُّراتِ؛ حيثُ يقترنُ ذلك بضياع الفرص والمهج والأرواح في آنٍ معاً؛ ثمَّ إنَّ جملةَ الأطفال الَّذين يولدون في زمنِ الحرب كأنَّما تختلِطُ بأنفاسِهم بقايا غُبار وأثير تلك الحروب؛ وتبقى أَجواءُها تجلِّلُ عقولهم ومشاعرهم بطيف ذكرياتها المرَّة الَّتي تنتقِلُ إليهم بعدوى مشاعر من عاصروا وعايشوا تفاصيلها بِوَعْيِهِمْ ووجدانِهِم؛ بما يتناقلوه عنها من أحاديث متواترة وقصص؛ وبما يلوكونَهُ عنها من تجارب أمام الأطْفال؛ وما أنْ يذكروا أمامهم ذكريات وِفادَتِهِم الى هذه الحياة حتَّى يخلطون ذلك بذكريات الحرب؛ فيتشَكَلُ وعيُ أؤلئك الأطفال على وقعِ تلك الذِّكريات؛ فتُصبِحُ لصيقةً بِوُجدانهم وجزءً من شخصيَّتِهِم؟!.
ولقد سمِعتُ سيِّدي يقول بالأمس؛ وقد انفَضَّ مجلسه الَّذي يَحْفَلُ دوماً بحواراتٍ سياسيَّةٍ ما بين الكهولِ والرِّجال والشُّبانِ الصِّغار:
إنَّهُ رُبَّما لن يَمُرَّ الصَّيفُ القادمُ دون حربٍ ضروسٍ؛ واللهُ وحدهُ يعلَمُ مؤدَّاها؛ برغمِ ما يملؤُ فضاءَنا والأثير من دعايَةِ تستهتِرُ بالأعداء؛ وتَعِدُهُم بأنْ يكونوا طعاماً للسَّمَكِ في أدنا وأعالي البحار !!.
كما سمعته يقول:
لهفي على الصِّغارِ قبلَ الكبار من أهلِ الدِّيارِ؛ وعلى ما تبقَ من البلادِ؛ إنْ وقعت تلك الحربُ الموعودة؛ كما لهفي على الصَّبي وعلى أقرانِه؛ فأيُّ مستقبلٍ سيُظلِّلُ وجوهَهُم؛ إنْ خَسِرنا الحربَ؛ وكانت هجرةً أخرى الى المنافي البعيدة والقِفار؛ حيثُ الُّلجوء والغربة؛ أو الوقوع رهائن لحكمِ الأجنبي وسطوته في أحسنِ الأحوال؛ والَّتي قد تجعلُ من أيَّامنا هذه مجرّد ذكرياتٍ فيها من آلامِ الحسرةِ ما يمَّحي معه أيَّ أثرٍ لِلنَّعيمِ؛ إنْ كانَ ثمَّة نعيمٍ فيما نحياهُ الآنْ ؟!.
لوَّحتْ شمسُ ذلك النَّهار بشعاعِ الوداع الأخير؛ وتوارت خلف الأفق؛ وأسدَلَت بواكيرُ العتمةِ أولى ستائرها الشَّفيفة؛ وغصَّ الفناءُ الأماميُّ للدَّار بالضُّيوف.
قال صاحبُ الدَّار: حللتم سهلاً؛ تفضَلوا؛ وانهمك الجميعُ بتناولِ الطَّعام.
غيرَ أنَّ أحدَ الضُّيوف بادرَه بالقول:
علِمتُ أنَّكَ قد أَطلقت على هذا الصَّبيَّ إسماً تيَمُّناً بإحدى الضُّباط الأردُنيين الَّذين قد استُشهِدوا قبلَ أيامٍ في أثناءِ الغارةِ الَّتي شُنَّت على بلدةِ السَّموع في الخليل ؟؟.
قال المُضيف والد الصَّبي: نعم هذا صحيح...وقد كانَ جاري وصديقي العزيز قد أطلق على ولدهِ قبل أشهرٍ إسماً تيمُّنا واستبشاراً باْسم قائد الإنقلاب الَّذي حصل في العراق وهو: عبد السَّلام عارف... وإنَّ والدتا الصَّبيَّانِ تبدوُانِ – من شِدَّةِ ما بينهما منْ آصِرَةٍ ومحبَّة - وكأنَّهما روحاً واحِدةً بجسدينِ ورَحْمَيْن؛ ولا غروَ إنْ اعتبرنا كلا الطِّفلين كلٌّ منهما توْءَماً للآخر !!.
قال آخر: ومعه في ذلك حق...إسمعوا لأغنية أم كلثوم هذه الأيَّام " بغدادُ يا قلعةَ الأسودِ "؛ ولقد حارب الجيشُ العراقي في حربِ عام 1948 بكلِّ بسالة وحقَّقَ انتصاراتٍ حاسمة؛ ولولا الخذلان لما كان الوضعُ على ما هو عليه الآن.
قال الأوَّل: ولكنَّك يا سَيِّدي وقد أطلقت هذا الإسم على الصَّبي تيُمُّناً بشهداءِ معركة السَّموع؛ فإنَّما تُخالِفُ قلَّةَ حماستك تجاه ما يقوله العرب هذه الأيَّام من أمرِ الحربِ مع إسرائيل ؟!. والحالُ كذلك؛ فإنَّكَ تُوافق الزَّعيم والرَّئيس " جمال عبد النَّاصر " فيما يقول ؟!.
أجابَ السَّيِّدُ المُضيفُ برصانةٍ باديةٍ وبكلِماتٍ واثقة:
أنا لا أشكُّ قيدَ انْمُلةٍ بصدقِ " عبد النَّاصر " وبحقيقة وطنيَّته؛ لكنَّني أخشى أنْ يكونَ مخدوعاً بمن حوله؛ وأخشى عليه من خذلانِ الجميع له؛ إنْ وقعت الحربُ فعلاً !!.
حلَّ موسِمُ البِذار؛ وإذْ تنفَعِلُ حواضر فلسطين بحركتها الدَّائبة كما ريفها؛ لكنْ لا الحواضر ولا الأرياف كان يُشْغِلُها شاغِلٌ عن متابعةِ ما يجريح ولا عن مُلاحظةِ السُّحب الدَّاكنة الَّتي كانت تَتَجمَّعُ في عموم سماءِ المنطقة.
رحلَ الشِّتاءُ ومن ثمَّ الرَّبيع على التَّوالي؛ وحلَّ حزيران وانفعلت الأريافُ بالحصاد؛ واستفاقت الأسواقُ في الحواضِرِ من بَعضِ سُبات الشِّتاء المتقَطِّع.
يحلُّ مساء الرَّابع من حزيران طويلاً ثقيلاً؛ ويستفيقُ فجرُ الخامِس منهُ على غيرِ هُدىً؛ وكأنَّهُ قدْ صحا بعد أنْ كانَ قد شَرِبَ خمراً معتَّقاً طوال الَّليل....
يُلوِّحُ سائقُ الجرَّار- الَّذي يعملُ لدى والِدِ الطِّفل الوثير - من على الطَّريقِ العلويَّة المتعرِّجة للفلَّاحين العاملين العاملين لدى مُعلِّمه في أدنى الوادي؛ والمُنهمكين بالحصاد؛ يصيحُ بصوتِهِ الجهوري:
بُشراكُم... هَلُمُّوا الى بيوتِكُم: ها قد وقعت الحربُ؛ وما النَّصرُ إلَّا مقدار مسافة الطَّريق بين جنين والَّلَجُّون في حضن حيفا... وسيُفطِرُ الجيشُ المصري في تل أبيب...هكذا أخبرتني مفرزةُ الجنود المصريين الَّتي تعتلي إحدى التِّلال القريبة المشرفةِ على السَّاحل !!.
ما أنْ هبطَ المساءُ وانبلَجَ صباحٌ – مُثْخَنٌ – جديد؛ حتَّى كانت الطُّرُقات قد امتلأت بأرتالِ الدَّبابات...لوَّحَ لها بعضُ النَّاس...كما لوَّحوا للطَّائراتِ قبلَ أنْ يكتشفوا أنَّها أرتالُ دبَّاباتٍ إسرائيليَّة...وأنَّها أسرابُ طائرات الميراج !!.
غمرَ النَّاسَ شعورٌ من الرَّهبة... وعدم التَّصديق...والهلع؛ الى حدِّ الفِرار من القريةِ الى القريةِ المجاورة؛ فيما أهالي القرى المجاورة كانوا قد فرُّوا الى غيرها من القرى...كانَ مشهداً سيرياليَّاً؛ بدى فيما بعدُ - وعندما استعاد النَّاسُ توازنهم ووعيهم – وكأنَّهُ مشهدٌ تهكُّمِي !!.
تكدَّست العائلاتُ في – عِلِّيَّةٍ – حجريَّةٍ مهجورَةٍ؛ مبنيَّةٍ منذ العهد التُّركي في إحدى القرى المجاورة لقرية الطِّفل الوثير؛ بعدَ أنْ فرَّتْ جملةٌ من العائلاتِ على متنِ عربةِ الجرَّار إليها...سيطرتْ العتمةُ والقلق... نهشَ النَّاموسُ والحشراتُ أجسادَهم طوال الَّليل؛ وجافا النَّومُ أجفانهم... كانَ الطِّفلُ الرَّضيعُ يبكي طوالَ الَّليل؛ كما غيره من الرُّضَّع على امتدادِ المنافي القريبة...كانَ نهباً لهوامِ الأرضِ؛ طيلةَ الَّليالي التَّاليات؛ وما ظلَّلَ وجههُ بعدها سوى السِّنين العِجاف؛ فقد تشكَّلَ وعيه كما الآلاف من أقرانِه على ذكريات نزيف جُرحِ الكرامة؛ كما تفتَّحت أبصارهم على مشهدِ الغُرباء كأسيادٍ للبلاد !!.
قالتْ سيِّدةٌ من الحاضرين: ولإنْ كانت ضاعت البلاد على هذا النَّحوِ من السُّرعةِ والفجأة؛ فالنُغادِرْ إذنْ هذه الملاذات الهشَّة؛ وحسبنا انفعالاً باجترارِ الحسرات !!... حَسْبُنا من النَّجاةِ رعاية هؤلاء الأطفال !!.