الإثنين  23 أيلول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بوادر انهيار "ضبط النفس الإعلامي" بين فتح وحماس

2014-06-19 00:00:00
بوادر انهيار
صورة ارشيفية
 
 
 
بوادر انهيار "ضبط النفس الإعلامي" بين فتح وحماس
 
الحدث- "خاص"
رام الله (9:40 م)
 
بينما نجح الطرفان في فتح وحماس إثر تشكيل حكومة الوفاق الوطني في السيطرة نسبياً على خطابهما الإعلامي، بدأت بوادر انهيار هذه السيطرة بالظهور إثر اختفاء المستوطنين الثلاثة قبل سبعة أيام، إذ أثار خطاب الرئيس أبو مازن في مؤتمر جدة يوم الأربعاء الماضي حفيظة حماس التي سارعت باستهجان ما جاء فيه بينما انبرت حركة فتح للدفاع عنه.
 
المتحدث الرسمي باسم حركة حماس، سامي أبو زهري، علق في مؤتمر صحفي عقده في مدينة غزة مساء اليوم الخميس أن "حماس تدين تصريحات الرئيس عباس الصادمة عن الانتفاضة والتنسيق الأمني فهي تصريحات لا تعبر عن الشعب الفلسطيني ولا حتى عن شهداء وأسرى ومقاتلي حركة فتح التي يقودها". وأكد على أن من يتخل عن "الانتفاضة" التي خاضها الشعب الفلسطيني برموزه وقياداته الوطنية "لا يعزل إلا نفسه". ووصف أبو زهري "التنسيق والتعاون الأمني" بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل و"ملاحقة المقاومة والإرشاد عن عناصرها" في الضفة الغربية بـ"الجريمة الوطنية المنبوذة التي يعاقب عليها القانون الفلسطيني".
 
في المقابل، علق أسامة القواسمي، الناطق باسم حركة فتح، على ما قاله أبو زهري في مقابلة تلفزيونية بالقول: "هذه تصريحات حزبية ضيقة، وحماس لا تقرأ المعادلة الدولية جيداً."
وأضاف: "عندما يتحدث الرئيس أبو مازن عن التنسيق الأمني فإن الرئيس يريد أن يقول للمجتمع الدولي ولإسرائيل بأننا سنتخذ كل الإمكانيات من أجل استتباب الأمن ومنع  ضربة ضد الفلسطينيين."
وأوضح القواسمي، إن تصريحات سامي أبو زهري: "تصريحات تهدد المصالحة، بل هي انقلاب على المصالحة، وهي طعنة في الظهر، وخيانة للرئيس أبو مازن وهو يواجه التحديات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني."
 
وكان الرئيس محمود عباس، قد ندد في كلمة له خلال اجتماع وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة أمس الأربعاء، بعملية اختفاء ثلاثة مستوطنين في الخليل جنوب الضفة الغربية، التي تمت مساء الخميس الماضي.
 
وقال الرئيس عباس في تصريحاته، إن السلطة الفلسطينية "تنسق مع إسرائيل من أجل الوصول إلى المستوطنين المفقودين". وأضاف: "من قام بخطف المستوطنين يريد أن يدمر السلطة، وسيكون لنا حديث آخر معه أياً كان".
 
مشير المصري، عضو المجلس التشريعي عن كتلة الإصلاح والتغيير، قال: "نحن بحاجة إلى وحدة الصف الفلسطيني، ورص الصفوف بدلاً من الدخول في المهاترات والسجالات الإعلامية، وكان من  الأولى بالسيد محمود عباس أن يمثل  معاناة الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وكان أولى أن يقطع زيارته بدلاً من أن يكون خارج فلسطين، وأن يتحدث عن 5000 آلاف فلسطين بدلاً من أن يتوعد ويهدد القائمين على عملية اختطاف المستوطنين."
 
مراقبون يرون أن استمرار التراشق الإعلامي بين الطرفين بوتيرة متسارعة كفيل بأن يدحرج كرة الثلج ويصعد الأمور بينهما بما يؤدي إلى انهيار المصالحة.
وكانت بوادر أولية لانهيار ضبط النفس فيما يتعلق بالتصريحات الإعلامية قد بدأت بالظهور بين الجانبين قبل اختفاء المستوطنين الثلاثة على إثر أزمة الرواتب. حيث حملت حماس حكومة التوافق الوطني برئاسة الحمدالله مسؤولية رواتب غزة وقال بـأنها أخطأت بشأنهم، فيما رد مسؤول ملف المصالحة عزام الاحمد بالقول أن حكومة التوافق لا علاقة لها بموظفي غزة قبل تاريخ 2/6 وهو تاريخ الاعلان عن حكومة التوافق.