الحدث - سجود عاصي
عدة قمعات قامت بها القوات الخاصة الإسرائيلية في سجن عوفر ورامون ومجدو خلال يناير الجاري، استخدمت فيها الرصاص والغاز والكلاب والهراوات للضرب والاعتداء على الأسرى الفلسطينيين بشكل وحشي؛ كانت كافية لوقوع أكثر من 130 إصابة في سجن عوفر وحده ونقل عدد الأسرى إلى العزل الانفرادي أو الزنازين كعقوبات، وأدت كذلك إلى اختفاء عدد من الأسرى أحدهم في عوفر (جمال حمامرة) واثنين آخرين في سجن رامون لم يفصح عن أسمائهم بعد ولا عن مصيرهم.
وقال ناصر حمامرة شقيق الأسير جمال حمامرة، إن آخر اتصال كان بينهم قبل قمعة عوفر الأخيرة بيومين، وآخر زيارة قامت بها عائلته له في سجن عوفر كانت قبل نحو ثلاثة أشهر.
وأضاف حمامرة لـ "الحدث": لم نعرف شيئا عن جمال بعد أحداث عوفر وبحثنا من خلال مجموعة محامين وتضاربت الأنباء عن وجوده في سجن مجدو وهداريم وعوفر والجلمة دون ورود أي معلومة تؤكد أين يوجد.
كما وتواصلت العائلة بحسب حمامرة، مع مؤسسة "موكيد" الإسرائيلية كذلك دون الحصول على أي معلومة تفيد بمكان وجوده، في حين طالبهم الصليب الأحمر بالتبليغ في حال معرفة مكان وجوده.
وأشار شقيق الأسير جمال حمامرة، إلى أن جزءا من القمعة الأخيرة كانت موجهة ضد شقيقه لأنه كان ضمن قيادات الحركة الأسيرة في السجون وكان له تأثير على الأسرى، إضافة إلى وضعه وتاريخه النضالي السابق، حيث دعا إلى إعادة صياغة هيكلية الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال بما يضمن أن يتحمل السجان كامل المسؤولية وكافة تباعات الاعتقال وهو الأمر الذي لم يتناغم مع مفاهيم مصلحة السجون.
وأكد حمامرة، أنه تلقى اتصالا هاتفيا مطلع يناير 2019 من رقم "إسرائيلي" مجهول لم يعرّف المتصل الذي يتحدث اللكنة العربية عن نفسه، مفاده أنه إذا لم يتراجع جمال عن خطواته وإذا لم يتوقف عن افتعال المشاكل على حد زعم المتصل فإن إدارة السجون "ستربي جمال"، حتى يتم اقتحام منزل العائلة في الثاني والعشرين من يناير الجاري، حيث قامت قوات الاحتلال بتفتيش المنزل تفتيشا لا يراد به البحث عن شخص أو شيء وإنما التنكيل والتنكيد على العائلة، مهددين بافتعال المشاكل مع عائلته في حال استمر بخطواته، إضافة إلى التحقيق الميداني مع نجل جمال ذو الـ 12 عاما.
كما واقتحمت قوات الاحتلال بلدة حوسان ببيت لحم في الثالث والعشرين من يناير الجاري بحسب حمامرة، ومكثوا لنحو ربع ساعة أمام منزل العائلة مدججين بالأسلحة.
وحول وضعه الصحي، قال حمامرة، إن شقيقه جمال يعاني من ورمين ما بين القلب والرئتين مؤكدا أن إدارة السجون لم تقدم له أي علاج مما شكل خطرا على حياته.
وفي اتصال مع "الحدث"، أكد نادي الأسير أنه لم يتم التبليغ بأي عملية نقل لأي أسير من سجن عوفر بعد أحداث القمعة الأخيرة في السجن، حيث إن المحامين قدموا طلبا لزيارة مجموعة من الأسرى ومن المتوقع أن تجري هذه الزيارة خلال اليومين القادمين، مؤكدا أن الظروف داخل السجون تجعل من عملية التواصل مع الأسرى بالأمر الصعب.
وأوضح نادي الأسير أن أسيرين آخرين تم التبليغ عن فقدان التواصل معهم وعدم توافر أي معلومات عن مكان وجودهم في سجن رامون بعد القمعة الأخيرة للسجن قبل عدة أيام.
يشار، إلى أن جمال حمامرة (52 عاما) من قرية حوسان في بيت لحم هو أسير محرر قضى 15 عاما في السجون الإسرائيلية، واعتقل مؤخرا في الثاني عشر من فبراير 2018 لتجدد له المحاكم العسكرية للاحتلال اعتقاله الإداري للمرة الثانية على التوالي خلال عام واحد. وهو أكاديمي وباحث في الشأن الفلسطيني وحاصل على درجة الماجستير في التربية.
ويذكر، أن حمامرة، كان قد تعرض لمحاولة اغتيال عام 1991 على يد القوات الخاصة التابعة للاحتلال قبل أن يبعد إلى مرج الزهور بعدة أشهر، ادخل على أثرها في الكيس الأسود إلى المركز العدلي للطب الشرعي "أبو كبير" حتى يكتشف بأنه لا زال على قيد الحياة.