الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"راني".. يوثق من على كرسيه المتحرك انتهاكات الاحتلال

2014-12-28 09:52:32 AM
صورة ارشيفية
 
الحدث- قيس أبو سمرة
 
بكاميرا بسيطة، وإرادة صلبة، يرصد الشاب راني برناط من على كرسيه المتحرك، الانتهاكات الإسرائيلية والاعتداءات على المسيرات المناهضة للاستيطان والجدار الفاصل التي تخرج أسبوعياً في بلدته بلعين غرب رام الله.
 
برناط (34 عاما)، أصبح مقعداً بعد إصابته برصاصة اخترقت عموده الفقري خلال مواجهات مع قوات الاحتلال بمدينة رام الله عقب اقتحام رئيس الوزراء الاحتلال الراحل أرئيل شارون المسجد الأقصى عام 2000.
 
نقل الشاب وقتها إلى عمّان لتلقي العلاج، ومكث فيها نحو 3 أشهر في غيبوبة كاملة قبل أن يستيقظ ويجد نفسه مقعداً.
 
وقال برناط: "لم تفقدني الإصابة إرادة الحياة حيث واصلت حياتي بعدها بشكل طبيعي.. أشارك بالمسيرات الأسبوعية المناهضة للاستيطان منذ عام 2004، كنت أخرج كمشارك عادي ثم بتّ مصوراً أرصد بكاميرتي البسيطة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على المشاركين في تلك المسيرات".
 
وعن تحضيراته ليوم المسيرة، قال برناط الذي تزوج عقب الإصابة (عام 2011) ورزق بثلاثة توائم ولد وبنتين، "في الصباح استيقظ باكرا استحم وارتدي الزي الفسفوري الذي يميزني كمصور، وألهو قليلا مع أبنائي(عامين)، ثم أخرج بمساعدة زوجتي إلى المسيرة، عقب صلاة الجمعة".
 
وأضاف "من خلال الكاميرا استطعت أن أرصد عنف وانتهاكات الاحتلال"، مشيراً إلى أنه صور آلاف الصور لتلك الانتهاكات أقام بها عدداً من المعارض المحلية تضمنت أيضاً صوراً تسلط الضوء على الحياة الفلسطينية "تحت حراب الاحتلال وقمعه للمسيرات".
 
وأشار برناط إلى أنه يرسل الصور التي يلتقطها بعدسته لمختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية مجاناً، وحتى لمنظمات حقوقية وأصدقاء حول العالم وذلك لنقل حقيقة الانتهاكات الإسرائيلية.
 
وأصيب راني برناط نحو 10 مرات بحالات اختناق ورصاص مطاطي خلال مشاركته بمسيرة بلعين الأسبوعية، وعن ذلك قال "يتعمد  فيها جيش الاحتلال إصابتي في كل مرة، رغم أن المشاركين يكونوا قد تفرقوا سريعاً عند قدوم الآليات العسكرية، الأمر الذي لا أستطيع القيام به".
 
وتنهد مكملاً حديثه "سأكمل هذا الطريق الذي أؤمن به ولن تثنيني إصابة".
 
وختم تصريحه بالقول "لم تكن الإعاقة سببا لتحطيم أحلامي بل على العكس كانت حافزاً لي للمضي إلى الأمام".
 
بدورها، قالت هنادي برناط (30 عاماً) زوجة راني "كل مرة يشارك فيها زوجي بالمسيرة الأسبوعية نخشى من أن يصيبه مكروه، لكننا نؤمن بعدالة قضيتنا، وقد أقتل قبله أو حتى أحد أبنائي لأن الاحتلال لا يميز في اعتداءاته بين صغير أو كبير.. شاب أو فتاة".
 
وتابعت "أقوم بإيصال راني بسيارتي للمسيرة ونصحب معنا الأولاد، ثم أقوم بإنزاله وحيداً مع كرسيه المتحرك ونعود إلى المنزل لأرجع مرة أخرى بعد انتهاء المسيرة لاصطحابه إلى المنزل".
 
وروت هنادي أنها ذات مرة اعترضها عناصر من جيش الاحتلال أثناء توصيلها راني، وخاطبها أحد العناصر بالقول "أنت تحرضين أبناءك على العنف"، فردت بالقول "أنتم تعلمون أبناءكم قتلنا".
 
وأشارت إلى أنها أحبت راني ولم تكن إعاقته عقبة أمام ارتباطهما، مشيرة إلى أن حالة زوجها هي "حال الشعب الفلسطيني".
 
من جهته، قال الناشط راتب أبو رحمة عضو "اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان" الجهة الداعية للمسيرات الأسبوعية، إن راني "مثال للمقاوم الشجاع، لم تثنه الإصابة، دوماً كان وما زال في مقدمة المشاركين في المسيرات الأسبوعية، يرصد بكاميراته الانتهاكات الإسرائيلية".
 
وأضاف أن وجود راني بين المشاركين "يزعج جيش الاحتلال، كونه صاحب عقيدة، ويقوم بتوثيق جرائم الاحتلال".