الحدث- محمد غفري
تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها للمدارس الفلسطينية والعملية التعليمية في البلدة القديمة في القدس المحتلة، وكان آخرها سعي الاحتلال لإغلاق مدرسة خليل السكاكيني التاريخية.
وتريد سلطات الاحتلال عبر استهدافها للعملية التعليمية في القدس تحويل المدينة إلى مدينة دينية سياحية تجارية خالية من الطلبة، في الوقت التي تسيطر فيه على المباني التاريخية، إلى جانب تحويل الطلبة المقدسيين إلى مدارس جديدة تدرس المنهاج الإسرائيلي.
يوم الاثنين الماضي، عقد في مقر وزارة التربية والتعليم في رام الله، اجتماع لبحث سبل التصدي لمخططات الاحتلال الرامية إلى تفريغ مدينة القدس من المؤسسات التعليمية.
وخلال عرض قدم في الجلسة، أظهرت الأرقام تراجعا مخيفا في أعداد الطلبة الفلسطينيين في مدارس البلدة القديمة في القدس، ليبلغ عدد المدارس في البلدة القديمة 22 مدرسة، تتوزع بحسب جهة الإشراف عليها إلى ثلاثة أنواع، وهي: مدارس دائرة الأوقاف وعددها 7 مدارس، ومدارس خاصة عددها 11 مدرسة، بالإضافة إلى 4 مدارس تتبع لبلدية الاحتلال في القدس.
وتعتمد هذه المدارس على المنهاج الفلسطيني، إلا أن سلطات الاحتلال تقوم في بعض الأحيان بإدخال كتب تحرف الحقائق.
وبحسب الأرقام التي حصلت عليها "الحدث"، بلغ عدد الطلبة الفلسطينيين في هذه المدارس خلال العام الدراسي (2012-2013) 5589 طالبا وطالبة، في حين تراجع العدد بشكل مخيف إلى 4095 طالبا وطالبة خلال العام الدراسي (2018-2019).
التراجع الأكبر في أعداد الطلبة كان في المدارس التي تتبع لبلدية الاحتلال، حيث تراجع العدد من 2216 خلال العام الدراسي (2012-2013)، إلى 1373 خلال العام الدراسي الحالي.
وعليه، يكون عدد الطلبة الفلسطينيين من مجموع مدارس البلدة القديمة قد انخفض بنحو 1500 طالب وطالبة، علماً بأنه، وفي الوضع الطبيعي ومع النمو المتزايد في أعداد السكان يجب أن يزيد عدد الطلبة لا أن يتراجع.
بما لا يخفى على أحد فإن سياسات الاحتلال الإسرائيلي هي السبب الأساسي والجوهري وراء هذا التراجع المخيف في أعداد الطلبة، وبحسب العرض الذي قدم في وزارة التربية، توزعت سياسات الاحتلال على النحو التالي:
أولاً: مضايقات الاحتلال الإسرائيلي للطلبة من خلال نصب الحواجز على بوابات البلدة القديمة وأزقتها، وتعريض الطلبة للتفتيش المذل، واعتقالهم، أو التحقيق معهم، وذلك من خلال مراقبتهم من خلال شبكة من الكاميرات المثبتة في جميع أزقة البلدة القديمة لأي تصرف يقومون به.
ثانياً: اقتحامات المدارس، ومدرسة دار الأيتام الثانوية شاهد على ذلك، فكانت تتعرض بشكل دوري للاقتحام مما أدى إلى انخفاض عدد طلبتها لأكثر من النصف خلال السنوات السبع الأخيرة.
ثالثاً: مصادرة الكتب بحجة أنها تشجع على التحريض، وهذا ما حدث مع طلبة مدارس الأقصى حيث تعرض مديرها وأحد معلميها للتوقيف تحت هذه الذريعة.
بالإضافة إلى الأسباب الثلاثة سالفة الذكر يعتبر نقص الغرف الصفية من المشاكل الأساسية للتعليم في القدس.
تقوم وزارة التربية والتعليم وفق ما ذكر المتحدثون خلال الجلسة التي خصصت للحديث عن واقع التعليم في القدس بمبادرات لدعم التعليم في البلدة القديمة، منها توفير منح دراسية لطلبة مدارس البلدة القديمة والطلبة الذين يسكنون فيها، وإعفاء طلبة الثانوية العامة من رسوم امتحان الإنجاز لهذا العام.
كما تقوم وزارة التربية بتقديم دعم خاص للمعلمين في مدارس البلدة القديمة، وتقديم دعم خاص للمدارس الخاصة.
وتعمل وزارة التربية مع وزارة الأوقاف لإعادة تفعيل مدرسة دار الايتام الصناعية من خلال تعاون مشترك .
هذا إلى جانب تكثيف الأنشطة التربوية التعليمية والثقافية والفنية والرياضية من خلال التعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي. عدا عن عملها على تأهيل وتجهيز الأبنية المدرسية في البلدة القديمة، وفتح فروع مهنية في مدرستين من مدارس البلدة القديمة مدرسة ذكور ثانوية ومدرسة إناث ثانوية.