في لفتة ذكية تُسَجل لصاحبها الذي لا أعرف من هو! أطلق اسم (الكرامة) على حاجز الاحتلال الرابض على الحد الفاصل ما بين الضفة الفلسطينية المحتلة والضفة الشرقية لنهر الأردن – المملكة الأردنية الهاشمية.. معبر (الكرامة) .. ترى ما الذي كان يدور في خلده حينما أطلق هذا الاسم على هذا المعبر؟!
ربما استشرف أن كرامة الفلسطيني المهدورة أصلاً على كافة حواجز الاحتلال وفي كل الأرض الفلسطينية المحتلة ستكون أكثر هدراً وانتهاكاً على معبر (الكرامة) ولا مجال لرصد هذه الانتهاكات أو تفنيدها في مقالة.
أما ما دعاني لذكر ما ذكرت فإنه في أحد أيام صيف قائظ يميز منطقة الغور الفلسطيني كنت قد توجهت لمعبر (الكرامة) نحو رئة الفلسطيني الثانية؛ الأردن، وبعد أن تجاوزنا نحن المسافرون كل نقاط التفتيش و(التشليح) وهدر كرامتنا أطفالاً ومرضى، سيداتٍ ورجالاً، كهولاً وشبانا وتحت حراسة جنود الاحتلال بأسلحتهم المتأهبة للطلقة، وأثناء انتظارنا للحافلة إذ بمركبة موسومة بإشارة VIP كانت تقل رجلاً؛ وبعد أن سارع أحد مرافقيه ليفتح له باب المركبة ويترجل منها – وهو بالمناسبة يتقلد منصباً رفيعاً في سلطتنا الوطنية تحت الاحتلال- ترجل وتوجه نحو ضابط في جيش الاحتلال كان في انتظاره ليتقدم نحوه ويأخذه بالأحضان فبادله المحتل حضناً بحضن ! حدث هذا على مرآنا ومرأى كرامتنا المهدورة على معبر (الكرامة).
أسوق هذا الموقف الذي استحكم الذاكرة ليطغى على الفكر كلما واجهت جندياً محتلاً أو تجاوزت حاجزاً من حواجز الاحتلال التي تتجاوز ال 630 حاجزاً على طول الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعرضها وتتمركز على مداخل المدن والقرى والبلدات، أسوق ذلك الموقف الآن في ظل المشاورات والتكهنات حول من سيكون رئيساً لوزراء السلطة الوطنية الفلسطينية تحت الاحتلال وتمنّع وموافقة وتهافت كل من له مطمع في منصب. ولئن كانت حركة الفلسطيني وتنقلاته التي تكفلها له شرعة حقوق الإنسان محكومة لقوانين سلطات الاحتلال العنصرية وسياساته التعسفيه فهل أن رئيس الحكومة ووزراءه ستكون لهم مأثرة التنقل بخاصية ال VIP أم سينتقلون عبر حواجز الاحتلال دون تنسيق مسبق ودون مصافحة واحتضان؟! وهل صحيح ما صرح به إيدي كوهين المستشار في مكتب رئاسة وزراء سلطات الاحتلال بأن أسماء الطاقم الوزاري الفلسطيني ستعرض على الشاباك للمصادقة الأمنية عليها قبل تشكيل الوزارة ؟!