الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما تأثير المصالحة القطرية - المصرية على حركة "حماس" وغزة ؟

2014-12-28 11:10:13 AM
ما تأثير المصالحة القطرية - المصرية على حركة
صورة ارشيفية
 
الحدث- وكالات
 
تباينت آراء محللين سياسيين حول تأثير المصالحة المصرية القطرية على العلاقات بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وبين دولتي قطر ومصر.
 
إذ توقع محللان، أن هذه المصالحة ربما تفضي إلى قطع في العلاقات بين حماس وقطر، الداعم الأكبر للحركة، والحاضنة لعدد من قياداتها على أراضيها، وربما تزيد من توتر العلاقات بين مصر و"حماس"، الفرع الفلسطيني لجماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها الرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي.
 
بينما رأى ثالث أن هذه المصالحة قد تكلل بآثار إيجابية تنعكس على حركة "حماس"، التي تعاني من عزلة سياسية في المنطقة، وأن قطر لن تتخلى عن دعمها للحركة، فهي "ورقة رابحة" بالنسبة لها، وفقا لهؤلاء المحللين.
 
وفي العشرين من الشهر الجاري، أعلن الديوان الملكي السعودي، في بيان، أن قطر ومصر استجابتا لمبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، "للإصلاح بينهما، وإعادة توطيد العلاقات وتوحيد الكلمة، وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما".
 
و"ستفضي هذا المصالحة القطرية-المصرية إلى آثار سلبية أكثر منها إيجابية على حركة حماس"، كما يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية بغزة، هاني البسوس.
 
وتابع البسوس موضحا، أن "قطر قد تتخلى في قادم الأيام عن علاقاتها القوية والداعمة لحماس، أو ربما تقلصها، في سبيل تعميق هذه المصالحة مع مصر وبقية دول الخليج وإبقاءها على قيد الحياة".
 
واستدرك: "قطر معنية بالدرجة الأولى بأن تؤتي هذه المصالحة ثمارها على صعيد تحسن علاقاتها مع بقية دول الخليج، أما علاقاتها مع حماس، فستكون في الدرجة الثانية من الأهمية".
 
وتخوّف البسوس من أن "يتمخض عن هذه المصالحة القطرية المصرية قرارات قطرية بقطع الدعم القطري عن حماس وقطاع غزة أو مطالبة قيادات حماس بمغادرة الأراضي القطرية، الحاضنة لهم منذ أن غادروا سوريا".
 
و"من الصعب التكهن في الوقت الحالي بما ستؤول إليه العلاقات بين حماس من جهة وقطر ومصر من جهة أخرى، فلن تتضح التوجهات لثلاثتهم بين عشية وضحاها"، كما يرى، طلال عوكل، المحلل السياسي، والكاتب في صحيفة الأيام الفلسطينية، الصادرة من مدينة رام الله.
 
وتابع عوكل: "من الطبيعي أن تقلق حماس من هذه المصالحة، لأن قطر هي الداعم القوي لها، وستكون معنيّة بالموافقة على الآراء السياسية لمجلس التعاون لدول الخليج الذي يعتبر حركة حماس "منظمة إرهابية".
 
ومضى قائلا إن "زيارة بعض قيادات حماس مؤخرًا للعاصمة الإيرانية طهران، والسعي إلى إعادة تفعيل العلاقة بين الطرفين، لا يروق لدول الخليج، التي ربما ستوافقها قطر على الرأي ذاته، وبالتالي هذا قد يرجح توتر العلاقات بين قطر ومصر وبين حماس".
 
و"من المرجح أن تلحق بحماس العديد من الأضرار نتيجة لهذه المصالحة"، بحسب عوكل التي يرى أن "أهمها هو تقليص العلاقات القطرية الحمساوية، مما ينعكس بالسلب على الحركة التي تعاني من علاقات منقطعة مع دول المنطقة".
 
وتابع: "ما من آثار إيجابية بالنسبة لحماس في هذه المصالحة كأن تقدم مصر على فتح معبر رفح (مع غزة)، بدعوة من قطر، فالأخيرة هي الحلقة الأضعف وذهبت مضطرة إلى هذه المصالحة".
 
واعتبر عوكل أن "الحل الرئيس أمام حماس لتجنب أي سلبيات، هو إتمام المصالحة الفلسطينية مع حركة فتح وإنهاء انقسام عمره أكثر من ثماني سنوات".
 
وثمة من يحمل توقعات إيجابية بشأن المصالحة المصرية القطرية، إذ يرى المحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة أن "المصالحة القطرية المصرية تحمل في طياتها العديد من الآثار الإيجابية لحماس وقطاع غزة".
 
وأضاف أبوسعدة: "ربما نشهد تحسنًا ملحوظًا في العلاقات المتوترة بين حماس ومصر، وأن تُقْدم الأخيرة على فتح معبر رفح البري شبه المغلق بشكل دائم، أمام حركة المسافرين، وتخفف من معاناة 1.9 مليون مواطن يقطنون القطاع".
 
وتابع بقوله إن "المرحلة القادمة ستشكل اختبارا لحماس إن قررت ترك قطر والذهاب إلى إيران، وهذا مستبعد، فستزداد علاقاتها سوءًا مع دول المنطقة".
 
وعلى صعيد العلاقات بين دول الخليج و"حماس"، التي ينظر إليها الخليجيون على أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين، قال أبو سعدة:" لا أتوقع أن تمانع مصر والسعودية في استمرار دعم قطر لحركة حماس".
 
وأردف: "حماس ورقة رابحة لقطر، وليس من السهولة التخلي عنها، وهي كذلك بالنسبة لدول خليجية أخرى، تبقى الحركة في النهاية بنظرهم ممثلة للإسلام الوسطي، الذي يجب الحفاظ عليه، لأنه بديل التشدد والتطرف الذي لا يرغبون به".
 
وختم المحلل السياسي بقوله: "يقع على عاتق حماس أن تسعى جاهدة لتحسين العلاقات مع مصر، للإسراع في فتح معبر رفح".