الحدث مقالات - زياد البرغوثي
نتيجة لتصدر الحراك الشبابي المشهد الفلسطيني بعد سنوات عجاف من الانقسام والإحباط وفقدان البوصلة، تم إعادة التأكيد على ثلاث حقائق في الساحة الفلسطينية.
الحقيقة الأولى
أن هذا الشعب قد تعاقد مع قيادته التاريخية عقد الشهادة والدم من أجل تحقيق حلمه بالحرية والدولة المستقلة الديمقراطية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وأن أيَّ إجراء لا يدعم في هذه الاتجاه فهو غير شرعي.
فأين نحن من ذلك؟ وقد تحول الشعب بعد عقود من القهر والمعاناة إلى صراف آليّ !
الحقيقة الثانية
أن السيد الرئيس قد تعامل مع الحراك بسعة قلب وإدراك تام بأن هذا الحراك يملك من الطاقات الشبابية الكامنة لدى الشعب الفلسطيني والقادرة على خلق فكر وأسلوب عمل جديدين وقدرة كبيرة على الانضباط والقيادة المستقبلية بعيداً عن مزايدات وممارسات بعض رموز فصائل عفا عليها الزمن.
الحقيقة الثالثة
أن هذا الحراك الشبابي الذي ملأ الساحات والشوارع بالآلاف تحت الشمس وتحت المطر مطالباً بإسقاط قانون الضمان الاجتماعي؛ أسس لثقافة جديدة في العمل الجماهيري والاحتجاج الحضاري والتمسك بحق التعبير الديمقراطي بديلاً عن سنوات من تغييب الحياة الديمقراطية والتشريعية والتخبط في القرارات والتصريحات في الساحة الفلسطينية.
وأن الحراك الشبابي اليوم، وما يمثله من صلابة الإرادة والإصرار على تحقيق الأهداف يُشكل ضماناً لإعادة اللحمة والقوة لنسيجنا الوطني والاجتماعي والأخلاقي وقدرتنا على العمل الجماعي بعد أن أفقدته الخلافات والأجندات البوصلة.ومزقته الصراعات.
سيادة الرئيس
أما وقد أصبحت الأمور واضحة وضوح الشمس للقاصي والداني في الساحة الفلسطينية...
جاء قراركم بالوقوف إلى جانب أبناء شعبكم في الحراك الشبابي اعتراف واضح بقدرة هذا الحراك على قيادة مسيرة التغيير، وهو معكم للحفاظ على ما تبقى من حلم دولتنا.
وهو حليفكم في الوقوف في وجه كل السلبيات التي تهدد وتتطفل على حرمة المشهد الوطني الفلسطيني.
فلماذا يا سيادة الرئيس لا ينصحك المستشارون بلقاء أبنائك والاستماع إليهم؟
أم ان البعض يخشون أن يرتبط أبناؤكم معكم بعلاقة أبوية، صادقة ومباشرة يكونون فيها عيونكم على تجاوزات هذا البعض وقلبكم على بقايا الوطن.