الحدث العربي والدولي
بعد أن أصبح "حزب الله" قوة إقليمية يحسب لها حساب في منطقة الشرق الأوسط، تقوم الولايات المتحدة والدول الغربية بفرض العقوبات المالية والاقتصادي عليه لترويضه وتحجيم دوره الذي امتد إلى دول مجاورة.
كشف تقرير في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية عن المصادر التمويلية الأساسية لـ"حزب الله" اللبناني والتي من خلالها يقوم الحزب بانتهاج سياسة خاصة به تمتد جغرافيا أبعد من الحدود اللبنانية.
فمنذ تأسيس الحزب خلال الثمانينات تلقى تمويله الأساسي من الجمهورية الإيرانية في البدء، لكن مع تطور المؤسسات الحزبية المختلفة بات الحزب قادر على تغطية جزء وفير من تمويله بالإضافة إلى ظهور مصادر تمويل جديدة كان هدفها المرونة في الأوقات الصعبة بالإضافة إلى تخفيف ارتباطه المالي بطهران في السنوات الأخيرة نظرا للعقوبات الدولية ضدها.
وبحسب التقرير، استطاع الحزب تأسيس اقتصاد داخلي له في لبنان من خلال أنشطة مالية واقتصادية، بالإضافة إلى توسعه وامتداده إلى الخارج وصولا إلى أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتضمنت أعماله في الخارج على غسيل الأموال وتجارة البناء والاتفاقات والتعاقدات وغيره.
ووفقا لتقرير المجلة عن المصادر الرئيسية للحزب اليوم فهي تبدأ من مرشد الأعلى للثورة الإسلامية، علي خامنئي، و ثم الدولة الإيرانية بالإضافة إلى مصادر الزكاة والخمس التي يتم جمعها من المسلمين. والمصادر الداخلية في لبنان من خلال أعماله ومؤسساته وكل شبكاته المالية الموجودة في الدول والقارات الأخرى.
أما عن حجم ميزانية "حزب الله" فقدرت بحوالي 700 مليون دولار سنويا ويشكل الدعم الإيراني حوالي 80% منها.
واعتبر التقرير أن العقوبات المفروضة على "حزب الله" اليوم من الدول الغربية والولايات المتحدة عديمة الجدوى وغير مؤثرة بشكل كبير وذلك لأسباب عديدة ومنها أن العقوبات المفروضة على إيران ليست خانقة بما فيه الكفاية.
بالإضافة إلى سبب امتلاك الحزب على إمبراطورية مالية خارج البلاد. ورغم الجهود المبذولة لحرمانه من موارده المالية التي تأتي من أنشطته الخارجية، والتي شهدت تطورا ملحوظا في السنوات القليلة الماضية لكنها لم تساهم بوقف الأموال التي تصله من تلك المصادر.
ويقوم "حزب الله" باستغلال الدولة اللبنانية من مشاركته في الحكومة اللبنانية واستلامه عددا من الحقائب التي تسهل له بعض العمليات المالية، هذا عدا استغلاله لمجتمعه والحلفاء لدعمه في أي لحظة.
المصدر: سبوتنيك