الحدث ــ محمد بدر
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يريد الحفاظ على وجود عسكري في العراق حتى بعد الانسحاب من سوريا لمراقبة إيران عن كثب. وأعقب هذا الإعلان تهديدات من جانب المجموعات الشيعية الموالية لإيران، والتي تمرست على القتال من خلال سنوات من القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي.
وقالت مصادر خاصة لموقع ويللا إن المجموعات الشيعية في العراق والتي تعمل تحت قيادة قوة القدس الإيرانية، زادت من الاحتكاك مع الجيش الأمريكي، الذي يجري دوريات في جميع أنحاء العراق. ووفقاً للتقديرات، فإن الإيرانيين سيحولون القوات الأمريكية إلى أهداف عسكرية في المرحلة المقبلة.
في السنوات الأخيرة، زادت إيران من نفوذها وقوتها في العراق، وتمارس من خلال هذا النفوذ ضغطا على الحكومة العراقية من أجل أن تطالب الأخيرة الأمريكيين بالانسحاب. وتسعى إيران من خلال علاقتها ببعض الكتل البرلمانية الشيعية، لدفع البرلمان العراقي، لإنهاء الوجود الأمريكي في البلاد.
وبحسب موقع ويللا، فإن لقوة قدس بقيادة قاسم سليماني، استثمارا في الكثير من الأنشطة في جميع أنحاء العراق، زاعما أن هذا هو المكان الجغرافي الأهم لتصدير الثورة الإيرانية. ويتابع: "آبار النفط والطاقة الإنتاجية ليست هي الأسباب الوحيدة لهذا النفوذ الإيراني، ولكن أيضا لأن أكثر من 60٪ من سكان العراق من الشيعة".
الفائدة الأخرى هي الخدمات التي تقدمها إيران للمحافظات العراقية في الجنوب في مجال المياه والكهرباء، وهناك معلومات تشير إلى أن العلاقات المتبادلة بين البلدين تسمح لإيران بالتهرب من العقوبات من خلال صادرات النفط أيضا عبر العراق، لهذا الغرض هناك حضور إيراني كبير في العديد من المناطق في البلدان المجاورة.
يود البيت الأبيض أن يرى انهيار النظام الإيراني الإسلامي وصعود نظام براغماتي منفتح على الغرب. ومع ذلك، تريد واشنطن أن تتجنب قدر المستطاع الحرب لأنها تعلم أن تكلفتها ضخمة، وبالتالي فإنها تمارس الضغط الاقتصادي من خلال عقوبات قاسية وآلية إنفاذ صارمة. ويعتقد ترامب أن الحل يكمن في سحق النظام الإيراني في المجال الاقتصادي.
يفهم قاسم سليماني هذا جيدا. في الأشهر الأخيرة، كان يستغل التصريحات المتعلقة بالانسحاب الأمريكي من سوريا والنية في تخفيض القوات في العراق من أجل تعزيز قوة إيران في المنطقة. وينطبق هذا أيضا على تعزيز المجموعات الشيعية في العراق، والتي يعمل بعضها تحت قيادة ضباط من حزب الله .
غالباً ما جرت أفكار لاغتيال سليماني، الذي يقود عملية النفوذ الإيراني في العراق، وفي عواصم مختلفة في الشرق الأوسط، بما في ذلك فلسطين. ويمكن الافتراض أنه إذا قررت أذرع الاستخبارات تصفيته، فإنها ستفعل ذلك وفقا لمدى نشاطه في العراق، وليس في سوريا أو إيران.
وفقا لتقارير أجنبية، في أغسطس الماضي، أصبح من الواضح أن إيران قد نقلت أنواعا مختلفة من الصواريخ إلى المجموعات الشيعية. وخصصت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، الكثير من الاهتمام لنقل هذه الصواريخ للعراق، ليس فقط بسبب الخوف من نقل هذه الأسلحة إلى سوريا، بل لأن "إسرائيل" تعلم جيدا الرغبة الإيرانية في إقامة قواعد للصواريخ في المنطقة ككل.
ويرى موقع ويللا أن المرحلة التالية للعمل الإيراني في العراق، ستكون عبارة عن مرحلة بناء مصانع الصواريخ الدقيقة في العراق، كما فعلت في لبنان. ومن هناك، سيكون من الممكن تصدير الصواريخ عن طريق البر عبر الطرق السريعة إلى سوريا ولبنان، أو بالجو باستخدام الطائرات المدنية ، كما تعمل قوة القدس حاليا.
عمليات القوات الأمريكية في سوريا والعراق، بالإضافة إلى السيطرة الاستراتيجية للأكراد على الحدود العراقية السورية، لا تسمح بحرية العمل الإيراني وتغلق بعض الطرق لتهريب السلاح. وفي اجتماعات مغلقة، قال مسؤولو وزارة الدفاع إن العراق نقطة محورية إقليمية لا تهم "إسرائيل" وحدها، بل الدول الأخرى التي تخشى نشاط إيران المتزايد في الشرق الأوسط.
نتيجة لذلك، هناك مصالح مشتركة بين "إسرائيل" والدول العربية في المنطقة، ووفقا لمصادر موقع ويللا، تم نقل رسائل من قبل العرب و"إسرائيل" حول ما يحدث في العراق وآثار الإجراءات الإيرانية في الحاضر والمستقبل لكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية من أجل كبح التوسع الإيراني.
وتتفق المصادر على أن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية يفهمان جيداً أنه من أجل خنق إيران من الناحية الاقتصادية والسياسية، يجب ممارسة الضغط عليها من خلال العراق. ورفضت مصادر أمنية تأكيد أو نفي أن "إسرائيل" تقدم معلومات إلى الولايات المتحدة حول ما يحدث في العراق، لكنها وافقت على أن التعاون بين أجهزة الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية كان قوياً للغاية في العام الماضي، بهدف منع "الإرهاب الذي يهدد الاستقرار الإقليمي".