الحدث العربي والدولي
قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن المدعين الفيدراليين الأمريكيين، أصدروا أمر قضائيا واسعا، وطلبوا وثائق من لجنة تنصيب الرئيس دونالد ترامب، وهو ما تقول الصحيفة إنه "إشارة عن تحقيق قضائي عميق".
وجاء في التقرير الذي أعدته روزاليند هيلدرمان ومايكل كرانيش، وترجمته "عربي21"، أن المدعين الفيدراليين في نيويورك أصدروا يوم الاثنين، أمرا شاملا للحصول على وثائق ذات صلة بالتبرعات والنفقات، التي أنفقتها لجنة ترتيب حفل تنصيب الرئيس ترامب عام 2017.
وقالت الصحيفة إن المطالب القضائية التي أرسلت للمنظمة غير الربحية يوم الاثنين، تضم وثائق تتعلق بالمتبرعين والمشترين والمتعهدين والحسابات المصرفية للجنة التنصيب، وأي معلومات لها علاقة بمساهمين أجانب في عمل اللجنة، وذلك بحسب نسخة حصلت عليها "واشنطن بوست".
وتضيف الصحيفة أن المواطن الأمريكي فقط هو الذي يجوز له بموجب القانون التبرع للجان خاصة بنشاطات تنصيب الرئيس.
وقال متحدث باسم اللجنة: "تلقينا أوامر قضائية بتسليم الوثائق، ونقوم بمراجعة الأمر، ونيتنا التعاون مع التحقيق".
ويكشف الاستدعاء القضائي الذي أصدره المدعي العام لمنطقة جنوب نيويورك أن المدعين يقومون بالتحقيق في جرائم تتعلق بالتآمر لخداع الولايات المتحدة وغش إلكتروني وبيانات غير صحيحة وغش في التحويلات وغسيل أموال.
وذكر الاستدعاء أنه يريد المعلومات عن شخص واحد، وهو متبرع من لوس أنجلوس اسمه عماد الزبري، وكذا شركة مرتبطة به وهي "فينتشرز"، والتي تبرعت بـ900 ألف دولار للجنة.
وقال متحدث باسم الزبري، هو ستيف رابونوفيتش، في مكالمة هاتفية إن الزبري لم يعرف بالاستدعاء إلا حين الاتصال به من قبل الصحافيين. وقال: "إنه أمر معروف، فبعد دعمه لباراك أوباما وهيلاري كلينتون تبرع عماد بسخاء ومباشرة لحفل تنصيب ترامب".
وأضاف: "الكثيرون دفعوا أموالا طائلة، لكن اسمه فقط هو الذي ذكر". وعندما سئل عن صلات أجنبية؛ قال رابونوفيتش: "لا يوجد هناك أي صلة أجنبية فردا كان أو كيانا، وبالتأكيد ليست أجنبية، فقد تبرع من ماله الخاص".
يذكر أن لجنة تنصيب ترامب جمعت 107 ملايين دولار للمناسبة والحفلات التي رافقت وصوله إلى البيت الأبيض وهو ضعف المبلغ الذي جمعته لجنة تنصيب باراك أوباما عام 2009.
وتم جمع المال من الشركات ذات المصالح وأصدقاء ترامب الأثرياء، وذلك حسب نتائج لجنة الانتخابات الفيدرالية.
وترأس لجنة التنصيب توم باراك، تاجر العقارات المعروف والصديق القديم لترامب. ولم يذكر اسم باراك في الاستدعاء، ولذلك امتنع عن التعليق.
وكانت شبكة "إي بي سي نيوز" قد نشرت الخبر الأول عن الاستدعاءات القضائية، وأنها إشارة إلى صداع قانوني جديد للرئيس ترامب الذي تتعرض تجارته ومؤسسته الخيرية الشخصية وحملته الانتخابية للتحقيق من قبل السلطات الحكومية والفيدرالية.
ويبحث الاستدعاء القضائي الأخير عن معلومات تتعلق بموضوعات واسعة، بما فيها معلومات عن المنافع التي حصل عليها المتبرعون الكبار لقاء أموالهم، ووثائق تتعلق بالأموال التي دفعها المتبرعون مباشرة.
وقام بحملة جمع المال والإشراف على العملية ريك غيتس، الموظف السابق في حملة ترامب الانتخابية، والذي عمل نائبا لرئيس حملة تنصيب ترامب.
وهو يتعاون الآن مع المحقق الخاص روبرت مولر الذي يدرس التدخل الروسي في حملة الرئاسة الأمريكية لعام 2016، وهو صديق لبول مانفورت رئيس حملة ترامب السابق.
واعترف باتهامات متعلقة بعمل بول مانافورت في أوكرانيا. وقال أثناء محاكمة مانافورت في فيرجينيا في آب/أغسطس 2018 إنه ربما سرق أموالا من لجنة تنصيب الرئيس من خلال تقديم فواتير غير صحيحة عن عمله.
وتقول الصحيفة إن الزبري الذي ظل يتبرع للديمقراطيين تحول فورا، وتعاون مع الرئيس الجديد والجمهوريين.
إذ بجانب الـ900 ألف دولار التي قدمتها شركته "فينشرز" لحملة التنصيب في 28 كانون الأول/ ديسمبر 2016؛ فإنه تبرع بمئة ألف دولار للجنة تنظم اجتماع المؤتمر الوطني للجمهوريين في 13 كانون الثاني/ يناير 2017.
وجاء التبرع قبل وصول ترامب إلى البيت الأبيض بأيام. وقدم الزبري في العامين الأولين لإدارة ترامب 467 ألف دولار للجنة إعادة انتخاب الرئيس واللجنة الوطنية للجمهوريين.
ويأتي دعم الزبري لترامب بمثابة تحول هام لممول ظل يدعم الديمقراطيين. ففي عام 2016 قدم أكثر من 615 ألف دولار للجان جمع تبرعات لحملة كلينتون الرئاسية والحزب الديمقراطي.
وقبل ذلك بفترة قدم 77 ألف دولار إلى حملة إعادة انتخاب أوباما. وكشفت وثائق ويكيليكس التي سربت في تشرين الأول/ أكتوبر 2016 أن رئيس حملة كلينتون جون بوديستا التقى مع الزبري وشكره على تبرعاته.
وكان الوثيقة التي أشارت للقاء بوديستا-الزبري هي جزء من كمية وثائق سرقت من بوديستا في محاولة قال المحققون إنها روسية لدعم انتخاب ترامب.
وتكشف صفحة الزبري أنه زار الرئيس المنتخب في برج ترامب بنيويورك في كانون الأول/ ديسمبر 2016 حيث كان يحضّر لتولي الحكم، والتقى مع مستشار الأمن القومي المقبل مايكل فلين.
وهو نفس اليوم الذي زار فيه وفد قطري ضمّ وزير الخارجية برج ترامب، والتقى فلين والمدير التنفيذي لحملة ترامب ستيفن بانون.
وقال رابونوفيتش إن الزبري التقى مع الوفد القطري في ذلك اليوم ومشى معهم إلى المصعد، لكنه لم يشارك في لقائهم مع فريق ترامب.
وتشير صفحة الزبري على "فيسبوك" إلى أنه التقى مع وزير الخارجية القطري في فندق بلازا في نيويورك. وبعد أيام زار كلا من السعودية والإمارات.
ويقوم المحقق الخاص مولر بالتحقيق في نشاطات حملة تنصيب ترامب والمال الأجنبي فيها.