المواطنون يتهكمون: خطبة الجمعة عن السباحة بينما الضفة وغزة تحت العدوان
الحدث- رام الله- ناديا القطب
(11:00ص)
سادت حالة من الكوميديا السوداء بين المواطنين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي على إثر إصدار وزارة الأوقاف الفلسطينية تعميماً لخطباء المساجد في قطاع غزة بأن يكون موضوع خطبة صلاة الجمعة عن الاحتشام في السباحة مع حلول فصل الصيف، متجاهلة بشكل كامل العدوان الإسرائيلي على الضفة وغزة.
يقول محمد نمر من مخيم قلنديا: "ليلة أمس وحتى ساعات الفجر الأولى كنا نتعرض لاعتداءات الجيش الإسرائيلي، وهنالك 3 حالات خطيرة من أبناء المخيم، ولا أعتقد أن السباحة هي الموضوع الأنسب الذي يجب أن يتطرق له خطباء المساجد اليوم لا في الضفة ولا في غزة."
وقد جاء على إحدى صفحات التواصل الاجتماعي على الفيسبوك: "وزارة الأوقاف حددت خطب الجمعة لليوم في المساجد في غزة عن آداب الاستجمام على شواطئ البحار وعن عدم التعري..!! استجمام شو يا سيادنا المشايخ؟ ألا يوجد مواضيع تهمنا؟ وهل غزة في حالة استجمام؟ وماذا عن جيش الاحتلال الذي يستجم في الخليل وفي البلاد طولا وعرضا...!! وهل الشيوخ تحولوا إلى خفر سواحل؟ لا تقلقوا نحن أصلا عراة وتعرينا من زمان.!"
وكانت تواصلت ليلة أمس عملية الجيش الإسرائيل في البحث عن المستوطنين المختفين منذ 8 أيام، وقد أعلن الاحتلال عن اعتقال 25 فلسطينياً يوم أمس وحده، ليرتفع عدد الذين اعتقلتهم منذ بدء عمليتها إلى 325 فلسطينياً في حين استشهد طفل في 14 من عمره من مدينة دورا في الخليل على إثر إصابته برصاصة حية في صدره. كما أصيب 3 فلسطينيين خلال اقتحام جيش الاحتلال لمخيم قلنديا فجر الليلة الماضية، بينما تعرض قطاع غزة لخمس غارات جوية فجر اليوم.
وبحسب نص كتاب خطبة الجمعة الذي حصلت "الحدث" على نسخة منه فقد تضمن ما يلي: "بمناسبة حلول فصل الصيف وخروج المواطنين للاستجمام على شاطئ البحر ، أرجوا أن يتناول الخطيب في خطبة الجمعة التالية بتاريخ 20-6-2014 آداب نزول البحر والتي من أهمها الاحتشام وستر العورة وعدم الاختلاط. ".
ويظهر من هذا التعميم تجاهلاً تامًا للأحداث الساخنة التي تشهدها الضفة الغربية وما يجري من تنكيل بالمواطنين ومن تفاعلات إضراب الأسرى.
من الجدير بالذكر، أن وزارة الأوقاف دأبت في السنوات الأخيرة على إلزام الأئمة والخطباء بمواضيع مكتوبة تحددها بشكل مسبق، حيث يتعرض كل إمام يخالف التعميمات للعقوبة.