الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

قداس فلسطيني لمذبحة هيرودوسية قبل 2000 عام

2014-12-29 11:23:51 AM
قداس فلسطيني لمذبحة هيرودوسية قبل 2000 عام
صورة ارشيفية
الحدث - جميل عليان
 
تقول الرواية الدينية المسيحية إن الحاكم هيرودوس ادومي الأصل  قتل عددا كبيرا من أطفال بيت لحم قبل 2000 عام، بنية قتل المسيح.
واقفا أمام جمع من المصلين في كنسية الراعي الصالح الأسقفية، يعيد القس الفلسطيني إبراهيم نيروز شرح ما جرى في ذلك الوقت بحزن شديد.
مطأطآ رأسه يقول القس بنبرة الحزن الذي يستلمه جيل بعد جيل وهو في منتصف العمر" قتل هيرودوس ما قتل من أبناء بيت لحم. اليوم نحيي ذكراهم بكل حزن".
وفي الثامن عشر من كانون أول/ديسمبر من كل عام يحيي المسيحيون الإنجيليون تلك الذكرى الأليمة لشهداء بيت لحم. وقال القس إبراهيم "في ذلك العام قتل هيرودس الكثيرين. قتل كل طفل بلغ من العمر سنتين بنية أن يكون المسيح بين ألائك الشهداء".
وتقول الروايات التاريخية عند المسيحيين إن الملك هيردوس الجبار الادومي الذي عينه القصير ملكا على اليهود أراد قتل النبي عيسى لعلمه بأنه سيصبح نبيا، ولما لم يجده بدأ بتقتيل أطفال بيت لحم عله يكون بينهم.
وقال القس في عظة ألقاها أما المصلين الذي جاؤوا لإحياء هذه الذكرى "هذا يوم نحييه للأطفال الشهداء. هيرودوس ذلك الزمان انتهى، لكن هناك هيرودس في كل زمان ومكان".
وحضرت قصة تلك المذبحة الرهيبة كما وصفها القس في انجيل متى. ويشير الانجيل إلى ذلك الزمان الذي تكهن به المجوس بولادة المسيح فبدأ الملك بقتل كل الاطفال حتى سنتين في بيت لحم ومحيطها.
وفي عظته التي تخللت صلاة امتدت لساعة ونصف حضرها العشرات، أشار القس إلى "عصر هيرودوس الجديد". وقال "هناك هيرودوس أيضا يقتل أطفال فلسطين ولبنان والعراق وسوريا ومصر وارمينيا وبورما ونيجريا وافريقيا".
وكان القس يشير إلى الحروب الداخلية والصراعات الدامية التي تدور في دولة عربية وغير عربية في هذا العصر.
ويحتفل المسيحيون في كل أنحاء العالم في هذه الايام بميلاد النبي عيسى. وتشهد بعض المدن الفلسطينية مثل بيت لحم والقدس والناصرة احتفالات دينية يحضرها الالاف من المؤمنين.
لكن إقامة مثل هذا القداس الحزين لموت أقران المسيح في تلك الفترة يظهر أمرا نادرا وسط احتفالات البهجة التي تعم الأرض المقدسة والعالم.
وقال القس نيروز فيما كان يوجه عظته إلى مؤمنين يقفون في حضرة شجرة الميلاد المضاءة داخل الكنيسة "هذا عيد خاص. وسنشعل فيه الشموع. نعم الشموع التي تعبر عن النور الذي يبدد تلك الظلمة التي كان يريدها هيرودس".
ويردد المصلون خلفه ابتهالات تمجد الحياة وقيامة المسيح.
ويتخلل الصلوات ترديد ترنيمة على وقع عزف الأورغ بعنوان "لاسم يسوع هللوا". قبل ان يختم المسيحيون صلاتهم بترنيمة السلام.
وينهي القس عظته بالحديث مرة اخرى عن مجرزة هيروس قائلا" اي ملك هذا هيرودوس الذي من أجل أن يحافظ على ملكه قتل هذا العدد الكبير من الأطفال".
وقال مصلون في الكنسية إنها ليست المرة الأولى التي يحضرون فيها هذا القداس. فبعض منهم حضر القداس مرات عديدة خلال السنوات الماضية.
وتناقص عدد المسيحيون في مدينة نابلس، وهي واحدة من المدن الفلسطينية التي سكنها المسيحيون منذ فترة بعد الميلاد. وقال القس نيروز إن العدد تناقص من آلاف حتى وصل الى 750 في هـذه الأيام.