الحدث ــ محمد بدر
نشرت مجلة (The New yYorker) الأمريكية تحقيقاً صحفيا حول عمل رجال الموساد والاستخبارات الإسرائيلية في الولايات المتحدة الأمريكية، وجاء التحقيق تحت عنوان "الموساد للإيجار". ويظهر أن الكثير من ضباط وعناصر الموساد ووحدة 8200، أقاموا شركات أمنية خاصة لتقديم الخدمات الأمنية والدعائية مقابل المال.
وفقا للتحقيق، فإن شركة "Psy" هي الأكثر تقديما للخدمات الأمنية، وقدمت خدمات أمنية ودعائية لسياسيين ورجال اقتصاد وغيرهم مقابل مبالغ طائلة، ولم تكن تجمع المعلومات فحسب، بل إنها تخصصت في نشر الرسائل الموجهة عبر الإنترنت بهدف السيطرة على الرأي العام والسيطرة على الفضاء الإلكتروني.
وأوضح التحقيق أن الشركة نشطت في السنوات الأخيرة من أوروبا إلى إفريقيا، لكن هدفها الرئيسي كان اقتحام سوق الانتخابات الأمريكية. خلال سباق الرئاسة في عام 2016، حيث طلب رئيس الشركة "جويل زيمل" من رئيس مجلس النواب السابق القريب من ترامب نيوت غينغريتش، أن يقترح خدمات الشركة على جاريد كوشنر.
في بداية عام 2016 قام مستشار جمهوري له علاقات وثيقة مع الحكومة الإسرائيلية بتوحيد عمل شركتي Psy و Rick Gates، في إطار دعم حملة شخص دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية سواء التمهيدية أو العامة. وهو ما أطلق عليه فيما بعد "مشروع روما" ونشر عنه لأول مرة في صحيفة نيويورك تايمز.
في صيف عام 2016، تمكن رئيس الشركة من مقابلة مقربين من ترامب من بينهم ابنه، وأخبرهم بأنه يدعم ترامب في الانتخابات الأمريكية، وأخبرهم عن نشاطات الشركة. وزعم مسؤولو الشركة أن هذه الاجتماعات لم تثمر عن عمل حقيقي ومشترك مع مقربي ترامب، ومع ذلك، تم استدعاء رئيس الشركة للإدلاء بشهادته في قضية الخدمات غير القانونية التي تلقاها ترامب في الانتخابات.
في فبراير 2018، قرر مسؤولو الشركة إغلاقها، بعدما بدأت التحقيقات في قضايا الانتخابات الأمريكية، وبدأ استدعاء بعض موظفي الشركة للتحقيق. وانضم بعض أعضاء شركة Psy إلى Black Cube، وهي شركة استخبارات إسرائيلية أخرى اكتسبت شهرة عالمية بسبب محاولاتها الرامية إلى تشويه سمعة النساء اللاتي اشتكين ضد Harvey Weinstein.
وفقا للتحقيق الصحفي، تسيطر شركات الاستخبارات الإسرائيلية على سوق التضليل والتلاعب في القرن الواحد والعشرين. هذه الشركات لديها ميزة فريدة: تيار غير منته من المواهب على أعلى مستوى. وقال غادي افيدان، الذي أسس شركة "Trog'ns" المتخصصة في الاستخبارات": "هناك طاقات هائلة لدى موظفي هذه الشركات في العمل الأمني والدعائي". وقال عوزي اراد، مسؤول الموساد السابق ومستشار الأمن القومي السابق لبنيامين نتنياهو إنه "يشعر بالخجل لرؤية البعض من زملائه السابقين قد أصبحوا مرتزقة".