الحدث ــ محمد بدر
قالت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية إن "الفلسطينيين شرعوا في معركة عكسية، لمنع عرض خطة السلام الأمريكية (صفقة القرن) التي تشير التقارير إلى انتهاء الإدارة الأمريكية من صياغتها والاستعداد لتقديمها بعد الانتخابات الإسرائيلية.
وبحسب تعبير الصحيفة، فإن الرئيس محمود عباس بدأ بالتشاور مع العرب بالخصوص، كما وأنه سيبدأ بزيارات للدول العربية من أجل الحصول على مواقف مساندة للفلسطينيين في رفضهم لـ"صفقة القرن"، ومن أجل رسم خطوط حمراء عربية تتمثل في عدم التنازل عن مبدأ دولة في حدود 67 والاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد أوضح في وقت سابق للفلسطينيين أن تطبيق "صفقة القرن" سيتم من خلال مساعدة "الدول العربية المعتدلة". وأشار مسؤولون أردنيون ومصريون للصحيفة أن الرئيس عباس أُبلغ مؤخرا أن صياغة مضامين "الصفقة" في مراحلها النهائية.
وقال دبلوماسي عربي مطلع للصحيفة إن "صفقة القرن" تقدم للفلسطينيين بالأساس حوافز اقتصادية، وتشمل بعض المرتكزات التي نصت عليها مبادرة السلام العربية، والتي من شأنها (مبادرة السلام العربية) أن تؤدي إلى اتفاق سلام بين "إسرائيل" والفلسطينيين وتطبيع عربي كامل بقيادة السعودية والإمارات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول فلسطيني القول إن الرئيس عباس يحاول منع حصول "صفقة القرن" على تأييد عربي، خاصة من الدول المؤثرة في المنطقة، كالمملكة العربية السعودية ومصر والأردن ودول الخليج. وبحسب المسؤول، "من المتوقع أن يطالب الرئيس بعقد اجتماع طارئ للجامعة العربية من أجل منع محاولات الرئيس الأمريكي ومستشاريه جاريد كوشنر وجيسون غرينبلات من الحصول على دعم الدول العربية المعتدلة لخطة السلام".
وتابعت الصحيفة، "وكانت الجولة الأولى من المعركة العكسية، على شكل لقاء بين الرئيس عباس والعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز في القصر الملكي في الرياض". بعد الاجتماع، قال السعوديون إن "السعودية أوضحت للرئيس عباس أن المملكة العربية السعودية مستمرة في دعم أشقائها الفلسطينيين في بناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية".
لكن المسؤولين في رام الله ومصادر دبلوماسية عربية تشارك في جهود الرئيس عباس ضد "صفقة القرن"، أكدوا للصحيفة أنه على عكس الدعم السعودي المعلن، إلا أن "المحادثات بين محور الدول العربية السنية المعتدلة وفريق ترامب، بخصوص دعم الصفقة دخلت مرحلة متقدمة جدا".
وقال مسؤول مصري رفيع المستوى، يشارك في الاتصالات مع إدارة ترامب بشأن "صفقة القرن"، لصحيفة "إسرائيل اليوم"، إن "الدول العربية المعتدلة طلبت بعض التعديلات الهامة في نصوص الصفقة، لتتناسب مع مصالح الدول العربية، ولكن ليس بالضرورة في مصلحة الفلسطينيين، وهذه التعديلات من شأنها أن تمنح الصفقة قبولا عربيا".
وفي الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن "صفقة القرن ليست كافية لضمان قيام دولة فلسطينية على أساس حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية"، مقترحا على الولايات المتحدة تقديم مقترحات أخرى من أجل حل القضية الفلسطينية.