الحدث - وكالات
فعليا بدأت قطر بالتضييق ماليا على حركة حماس في قطاع غزة، في إطار المصالحة التي عقدتها مع دول الخليج الثلاثة السعودية والامارات والبحرين، وما لحقها من مصالحة مع مصر، رغم نفي زعماء من الحركة التي يقيم قائد مكتبها السياسي في الدوحة، فالأمر ظهر جليا في تأخير دفع قطر المبلغ المالي لرواتب موظفي حماس، إضافة إلى تأخرها حتى الآن في دفع قيمة فاتورة وقود محطة كهرباء غزة على غرار ثلاث مرات سابقة.
في البداية، فقد كان من المفترض أن يتسلم موظفي غزة الذين عينتهم حركة حماس قبل أن تشكل حكومة وفاق وطني مع حركة فتح من المستقلين، رواتبهم هذا الأسبوع، من خلال الآلية الدولية التي تشرف عليها الأمم المتحدة، من خلال توصيل أموال المنحة القطرية للقطاع، وهناك يتم توزيعها على مؤسسات مالية تديرها حماس لصرفها كرواتب للموظفين على غرار المرة السابقة.
فهؤلاء الموظفين لم ترسل لهم حكومة الوفاق الوطني أي مبالغ مالية لصرفها كرواتب لهم، فهي لا تعترف بهم حتى اللحظة، وشكلت لجنة لدراسة ملفاتهم، وهو أمر تعارضه حركة حماس بشدة، وتطالب أن يكونوا ضمن هيكل الحكومة والسلطة الفلسطينية.
من أجل ذلك تبرعت قطر مع بداية اتفاق المصالحة في خطوة أظهرت وقوفها لجانب حماس بدعم مبلغ مالي كبير يفوق الـ 20 مليون دولار شهريا لرواتب هؤلاء الموظفين، وبعد اعتراضات إسرائيلية على وصول الاموال وأخرى دولية، تقرر أن تنقل عبر آلية للأمم المتحدة، على أن تصرف للموظفين المدنيين دون العسكريين، وقد تم الأمر لمرة واحدة، وصرف لكل موظف مبلغ مالي قدره 1200 دولار، واستعان المسؤولين في غزة بدفع نصف رواتب الموظفين العسكريين من جباية الضرائب.
وقد أعلن وزير العمل الفلسطيني في حكومة الوفاق مأمون أبو شهلا، أن قطر أجلت دفع المنحة المالية التي كان سيتم صرفها للموظفين خلال الأسبوع الماضي.
وترافق ذلك مع تأخر دفع قطر تعهد سابق بقيمة وقود محطة توليد الكهرباء في قطاع غزة، وهو أمر ينذر بعودة الانقطاع المتكرر للتيار لغالبية ساعات اليوم عن سكان غزة.
كل ذلك تم بعد الأنباء التي نفتها حركة حماس على لسان عدة قياديين أبرزهم محمود الزهار، تفيد بأن قطر قررت وقف المساعدات المالية عن حركة حماس في إطار مصالحتها مع مصر.
فقد نفى الرجل وجود ضغوط قطرية على حماس لتغيير سياستها تجاه مصر، عقب المصالحة بين الدوحة والقاهرة.
ولم يخف في تصريحات خاصة بـ “رأي اليوم” قيادات في حركة حماس وجود خشية حقيقية في صفوف الحركة من التقارب والمصالحة بين قطر من جهة ودول الخليج ومصر من جهة ثانية، لأن تكون على حساب تواجد ودعم الحركة السياسي الذي تتلقاه منذ ان خرجت من سوريا من قبل حكام قطر.
فهناك مصادر مطلعة أكدت لـ “رأي اليوم” أن حماس تخشى أن يشتد التضييق عليها، من خلال الضغط على قطر من هذه الدول التي لا تتمتع الحركة بعلاقة طيبة معها، خاصة مصر.
وحسب المعلومات الأكيدة فإن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس المقيم في الدوحة اتصل بأمير قطر تميم بن حمد، وعدد من المسؤولين وطالب باستيضاح بعض الأمور حول الأمر معلنا مباركته لأي دور أو جهد قطري تجاه توحيد المواقف العربية.
وقد تداولت أنباء صحافية أن السلطات القطرية أبلغت قادة حركة حماس بوقف الدعم القطري للحركة بشكل مؤقت، وذلك في إطار الضغوط الممارسة على الحركة لتغيير سياساتها ضد القاهرة، والتوقف عن التحريض ضد مصر، ووقف إرسال السلاح من قطاع غزة سيناء.