الأربعاء  27 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ثلج موسكو يكشف المستور بقلم: عدنان الصباح

2019-02-16 12:46:02 PM
ثلج موسكو يكشف المستور
بقلم: عدنان الصباح
عدنان الصباح

تعرف جنين ورفح الطرق إلى القاهرة والدوحة وصنعاء ومكة وجنيف وموسكو ولا يدري احد أي البلدان أيضا سيأتي دور السفر إليها من كلا البلدين الأبعد على الأرض فيما بينهما والأقرب إلى كل بقاع الأرض ما عداهما وقد أنجزت جولات المصالحة المتعددة العديد من الاتفاقيات والإعلانات والبيانات كان أبرزها

إعلان القاهرة آذار 2005

نص فيما نص على ما يلي:

  1. استكمال الإصلاحات ودعم العملية الديمقراطية
  2. تفعيل وتطوير منظمة التحرير
  3. الحوار هو الوسيلة الوحيدة للتعامل بين كافة القوى عما للوحدة الوطنية

وثيقة الوفاق الوطني أيار  2006

والتي حملت اسم وثيقة الأسرى وقد نصت فيما يخص الوضع الداخلي على ما يلي:

  1. الإسراع في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في آذار 2005
  2. توحيد الخطاب السياسي الفلسطيني
  3. حماية وتعزيز السلطة الوطنية الفلسطينية
  4. العمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية
  5. العمل على تشكيل جبهة مقاومة موحدة باسم جبهة المقاومة الوطنية
  6. التمسك بالنهج الديمقراطي بإجراء انتخابات عامة ودورية وحرة ونزيهة وديمقراطية طبقا للقانون
  7. نبذ مظاهر الفرقة والانقسام وما يقود إلى الفتنة وإدانة وتحريم استخدام السلاح بين أبناء الشعب الواحد
  8. ضرورة إصلاح وتطوير المؤسسة الأمنية الفلسطينية

اتفاق مكة في شباط 2007 والذي نص بكل وضوح وباختصار شديد على  ما يلي

  1. تحريم الدم الفلسطيني
  2. تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية
  3. المضي في إجراءات تطوير وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية
  4. تأكيد مبدأ الشراكة السياسية

الوثيقة المصرية 2009

نصت الوثيقة التي جاءت بناء على توافق الفصائل على تطوير منظمة التحرير وإجراء الانتخابات وتنظيم عمل الأجهزة الأمنية بما يخدم امن الوطن والمواطن وكذا تنظيم آليات للمصالحات الوطنية وتم التوافق على تحريم الاعتقال السياسي والالتزام بالإفراج عن المعتقلين لدى الطرفين.

إعلان الدوحة شباط 2012

والذي نص على تفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية وتشكيل حكومة توافق وطني من كفاءات مهنية مستقلة برئاسة الرئيس محمود عباس والبدء في اعمار غزة واستمرار عمل اللجان التي تشكلت بناء على اتفاق القاهرة

اتفاق القاهرة أيار 2012

وقد نص هذا الاتفاق على ما يلي

  1. تبدأ لجنة الانتخابات عملها ابتداء من يوم 27/5/2012
  2. بنفس التاريخ يلتقي وفدي حركة فتح وحماس للبدء بمشاورات تشكيل الحكومة
  3. تحدد مدة عمل الحكومة بستة اشهر لتنفيذ مهامها ومنها اعتمار غزة وإجراء الانتخابات
  4. التأكيد على أهمية ما ورد في اتفاقية الوفاق الوطني

اتفاق الشاطئ 2014

وقد نتج عن الاتفاق الذي تم في منزل إسماعيل هنية في مخيم الشاطئ في قطاع غزة تشكيل حكومة التوافق الوطني على أن يتبعها إجراء الانتخابات بعد ستة شهور وتم التأكيد على سائر الاتفاقات الموقعة بين الطرفين في السابق.

اتفاق القاهرة تشرين أول 2017

وقد تم الاتفاق على تمكين حكومة الوفاق الوطني من تولي مهامها في غزة

يبدو واضحا أعلاه عدد المرات التي جرى الاتفاق والتوافق عليها وبنفس النصوص والفقرات التي كررت في كل مرة عن الوحدة الوطنية والانتخابات والحوار بديلا للاقتتال والمصلحة في الوحدة وإنهاء الانقسام إلا أن كل ذلك ظل في كل مرة حبرا على ورق وفي كل مرة يتم إعادة تأكيد الاتفاق على ما تم الاتفاق عليه كحكاية إبريق الزيت الفلسطينية التي لا تغني ولا تسمن من جوع ومن كل ما تقدم يظهر واضحا عدد المرات التي جرى الاتفاق والتوافق فيها عبر اتفاقيات معلنة وموقعة من الطرفين أو من سائر الفصائل ناهيك عن عدد جولات الحوار التي جرت للتوصل إلى ما تم التوصل إليه وانشغال الشعب ومؤسساته وقواه بحكاية الانقسام وفي كل مرة جرى فيها الاتفاق جاءت النتائج مخيبة لرمال دون ان يدرك احد أو يعلن احد الأسباب الحقيقية لهذا الفشل المتواصل ولا الأسباب الحقيقة لعدم تنفيذ أي اتفاق على الأرض على الإطلاق ومن مكة إلى الدوحة إلى صنعاء ودائما مرورا في القاهرة إلى أن وصل الأمر بجنيف بشكل حيي وخافت وأخيرا جاءت موسكو لتنضم إلى تلك المحاولات إلا أن ثلج موسكو الأبيض لم يستطع  أن يخفي الحقائق تحته فكان واضحا انه لا بد بدل السفسطات من إعلان الفشل العلني ولأول مرة ورغم إعلان موسكو أهمية التوصل إلى اتفاق يخدم أصدقاء الشعب الفلسطيني ويسهل عليهم مواجهة ألاعيب أعداء القضية الفلسطينية وخاصة صفقة القرن إلا أن أحدا لم يستطع أن يعطي موسكو هذا السلاح لمواجهة واشنطن ولو صوريا أو كذبا حتى, فعلى ما يبدو أن مصلحة موسكو في اتفاق الفصائل الفلسطينية ولو خدمة لأغراضها لم ترق الفلسطينيين وكان أولى لهم مواصلة الانقسام عمليا والاكتفاء بسفسطة معاداة مشاريع أمريكا في المنطقة لفظا وترك الحبل على الغارب لأمريكا وحلفائها دون مواجهة تذكر علما بان اجتماعات موسكو الفاشلة ترافقت مع اجتماعات وارسو التي سعت إلى إعادة تسمية قضية الشرق الأوسط لتخرج منها القضية الفلسطينية وليصبح الصراع حسب الرؤية الأمريكية الإسرائيلية صراعا ضد إيران يعيد إلى الذاكرة حلف بغداد سيء الصيت والذي مضى على إحباطه أكثر من ستة عقود ليعود اليوم علنا في وارسو أو غيرها غدا وتحت العباءة الامبريالية والصهيونية وبغياب الخجل العربي من الاشتراك في المؤامرة علنا بما يخدم مصالح أمريكا وإسرائيل.

كانت الفضيحة من نصيب أصحاب حلف بغداد قبل ستة عقود ولكن لا احد اليوم يصرخ في وجه أصحاب حلف وارسو الامبريالي الجديد ضد إيران بالتحالف مع إسرائيل وأمريكا وخدمة أغراضهما علنا ورغم ضعف الرغبة المعلنة لدى دول أوروبا وغيرها من حلفاء أمريكا الاستراتيجيين من المشاركة في أهداف مؤتمر وارسو إلا أن العرب كانوا الأكثر حرصا على تلك المشاركة ومع الغياب الطبيعي للفلسطينيين الذي جاءتهم فرصة الرد على جريمة وارسو بإعلان الاتفاق في موسكو إلا أنهم فضلوا ترك حق النصر لوارسو والخذلان لاماني شعبهم والعودة من موسكو أكثر انقساما مما مضى فهل سينتصر حلف بغداد الجديد وسيصبح الصراع ضد إيران هو قضية الأعراب الأولى بمشاركة أمريكا وإسرائيل يدا بيد وتنهزم علنا إرادة شعبنا وتتراجع قضيتنا وبأيدينا لتصبح خارج اهتمام العالم الذي سينشغل عنا بالحرب على إيران وشعبها بينما سنواصل نحن انشغالنا بنا ونعاود مرات ومرات التفاوض على التفاوض حول انقسامنا وخلافاتنا من جديد في بلد جديد لخذلان جديد أم أن الأجدى أن نخلع عباءاتنا ونلبسها لشيوخ جبل الخليل " طنيبين عليهم " أن ينصفونا من لعبة الانقسام التي يبدو أن لا احد يريد لها أن تنتهي لعل شيوخ عشائر الخليل وهم أولى بنا من شيوخ موسكو وغيرها يستطيعون عقد راية صلح عشائري فما بين العشائر السياسية فعلى ما يبدو أن الصراع الدائر بيننا لا علاقة له بالوطن ولا بالشعب بقدر ما هو اقتتال عشائري بمسميات سياسية لا علاقة له أبدا بصراع السياسة وقضايا الشعب والوطن فلننشر غسيل عشائرنا السياسية الوسخ في بيوتنا ولنحتكم كعشائر سياسية لقضاء العشائر كي نتصالح مع حقيقتنا بدل نشر الفضائح في كل بقاع الأرض إن كنا لا زلنا ندرك معنى العيب