صدر حديثا عن "كتاب الجمهورية" كتاب "مصر- أفريقيا.. الطريق إلى المستقبل"، وهو المؤلف الأحدث الصادر بمناسبة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي للعام 2019، للمؤلفين أحمد أبوزيد وبهاء الدين عياد.
ويقول المؤلفان الدكتور أحمد أبوزيد الباحث في إدارة الأزمات والأمن الاقليمي والكاتب الصحفي والباحث بهاء الدين عياد أن انتماء مصر الافريقي يمثل جزء لا يتجزأ من الهوية المصرية، وأحد أعمدة شخصيتها، ودائرة رئيسية لأمنها القومي وسياستها الخارجية، وقد حرصت الدولة المصرية على إعلاء هوية مصر الأفريقية بصورة غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، بداية من إقرار الشعب المصري لذلك في دستور 2014 المعبر عن إرادتنا الشعبية، ومرورا بكافة تحركات القيادة السياسية ومؤسسات الدولة لتطوير التعاون مع الأشقاء الأفارقة واستعادة الدور المصري الرائد في أفريقيا في إطار الاستراتيجية التي تتبناها الحكومة إيمانا منها بأن أفريقيا هي قارة المستقبل.
"تواصل الدولة المصرية نشاطها المكثف لتعزيز أواصر التعاون مع دول القارة الأفريقية ومنظماتها وتجمعاتها الإقليمية فضلا عن توسيع آفاق التعاون بين القارة ومختلف الأطراف الفاعلين على المستويين الاقليمي والدولي، بما يمثل إسهاما حضاريا في تشكيل مستقبل القارة والدفاع عن مصالحها، وقد توجت تلك الجهود لاستعادة الدور المصري الرائد في أفريقيا، باختيار مصر من قبل الأشقاء الأفارقة لتولي رئاسة الاتحاد الأفريقي خلال عام 2019، وهو القرار الذي تم اعتماده في قمة الاتحاد الأفريقي في يناير 2018"، بحسب مقدمة الكتاب.
وأعتبر الكاتب الصحفي والمستشار الاعلامي بهاء الدين عياد إن نجاح رؤية مصر الجديدة نحو القارة، بعد سنوات وربما عقود من فتور العلاقات والحضور، قد أعتمد بصورة اساسية على ترحيب الأشقاء الأفارقة ودعمهم لهذا التوجه المصري، الذي بات راسخا في السياسة المصرية نحو محيطها الأفريقي، ولم يأت هذا الترحيب من فراغ، فمصر أثبتت مصداقية دورها وتأثيره، ومدى تفاعل تحركاتها مع شواغل القارة الراهنة، وهمومها المزمنة، وسعيها الحثيث نحو آفاق التقدم والرخاء والازدهار والسلام والاستقرار والاستقلالية. وهي المصداقية التي ارتكزت إلى أرض صلبة، قوامها الدور التاريخي الذي لعبته مصر في دعم حركات التحرر الوطني خلال الحقبة الناصرية، بل يمتد هذا الحضور إلى آلاف السنين، فمصر هبة النيل، لديها ارتباط قوي ووثيق بالقارة السمراء، تمتد جذوره منذ بدء الخليقة، عبر شريانها الحيوي نهر النيل الخالد، الذي تسعى مصر إلى جعل حوضه، واحة للرخاء المشترك، بدلا من تحوله إلى ساحة للصراع والمنافسة الضارة.
ولفت الباحث المهتم بالشأن الأفريقي أحمد أبوزيد إلى أن تحركات مصر المُتوجة حاليا برئاسة الاتحاد الافريقي خلال العام الجاري 2019، من خلال نشاط الرئيس عبدالفتاح السيسي في أفريقيا الذي شمل نحو 150 اجتماعا وزيارة أفريقية، فضلا عن مبادراته ونهجه الحكيم في التعاون مع دول حوض النيل وتعزيز مشاركة مصر التنموية في دول القارة، والتي كانت أخر خطواتها بدء بناء أكبر سد في تنزانيا بمشاركة أثنين من كبريات الشركات الوطنية المصرية، ومن خلال نحو 50 مؤتمرا ومحفلا أفريقيا استضافتها مصر مؤخرا، فضلا عن نجاح مصر في تمثل القارة في العديد من المنظمات والفعاليات الدولية ومنتديات التعاون مع القارة، بما مكنها من التعبير عن مصالح افريقيا ورؤيتها وتطلعاتها، نحو مستقبل مشرق، وكذا عنايتها واهتمامها البالغ بالشباب الأفريقي وهو ما عكسته قرارات الرئيس خلال فعاليات منتدى شباب العالم الذي أعلن من خلاله عن اختيار مدينة أسوان عاصمة للشباب الأفريقي 2019.
فيما أشار عياد إلى أن "مصر تمكنت خلال السنوات الأخيرة من تقديم نموذجها التنموي المستند إلى أولوياتها الوطنية وحالة الاستقرار والأمن والحراك التنموي الجاد التي تنعم به في عهد فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولعل العديد من الدول الأفريقية في أمس الحاجة للاستفادة من التجربة المصرية، كما أن مصر أيضا حريصة تماما على التعلم والاستفادة من دروس التنمية والبناء في القارة التي باتت تمثل نبراسا مضيئاً تسير بقية القارة على دربه".
ويستهدف هذا الكتاب، استكشاف فرص تعزيز أفاق التعاون بين مصر والقارة الأفريقية، وتعزيز الوعي الثقافي والاعتزاز بانتماء مصر الأفريقي، ومناقشة سبل التعامل مع التحديات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر وقارتها، بما يساهم في خدمة مصالح مصر وأهدافها ورؤيتها الصائبة نحو قارة المستقبل.
ويستعرض الكتاب أفاق التنمية والتقديم في أفريقيا المستقبل في إطار أجندة الاتحاد الأفريقي 2063 التي تمثل رؤية لمستقبل القارة، وخارطة طريق تنموية لتحقيق التقدم، ومبادرة الاتحاد الأفريقي للعمل على إسكات صوت البنادق في القارة في 2020 من خلال العمل على احتواء النزاعات والصراعات داخل القارة.
ويعتبر المؤلفان إن تعزيز الوعي بانتماء مصر الأفريقي يعد أحد أبرز أهداف هذا الكتاب الذي يقدم مصر كنموذج للسلام والتنمية في القارة، كما يتناول الكتاب بالتحليل والتوثيق الدقيق جولات الرئيس عبدالفتاح السيسي ودورها في ترسيخ العلاقات مع القارة، فضلا عن اعادة قراءة "أفريقيا" في خطاب الرئاسة المصرية، واستعراض انجازات القاهرة في مأسسة العلاقات المصرية-الأفريقية، ودور القوى الناعمة المصرية في مد الجسور مع أفريقيا، وتوضيح مكانة مصر كبوابة بين أفريقيا والعالم، ونشاط مصر في الدفاع عن مصالح أفريقيا، واستكشاف خارطة طريق التنمية والتعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية، والتركيز على العلاقات بين مصر ودول حوض النيل، فضلا عن المساهمة في رسم ملامح السياسة الخارجية المصرية تجاه أفريقيا خلال 2019.