الحدث العربي والدولي
تشهد الساحة العربية حالة من التباين، إزاء الموقف من "إسرائيل" ما بين تأييد التطبيع ورفضه.
الجدل الذي أثير مؤخرا جاء إثر مشاركة رئيس الوزراء الإسرائيلي بمؤتمر "وارسو" منذ أيام ولقائه مع بعض المسؤولين العرب، ضمن إطار تكوين جبهة ضد إيران تضم أمريكا و"إسرائيل" وبعض الدول العربية، وهو ما طرح العديد من الأسئلة بشأن إمكانية التطبيع مع "إسرائيل".
يقول الكاتب البحريني عبد الله الجنيد، إنه لا يمكن التطبيع بين دولتين أو أكثر دون اعتراف سياسي وتبادل دبلوماسي، وأن مبادرة السلام العربية التي قدمتها المملكة العربية السعودية وتبنتها الجامعة العربية تشترط قبول "إسرائيل" بها، وتنفيذها شرطا قبل الاعتراف بها، وإقامة علاقات دبلوماسية طبيعية.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن دول الخليج ملتزمة بمبادئ مبادرة السلام العربية، ولن تتخلى عنها، وأن الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأنه عليه الاستثمار في عملية السلام، بدل إهدار المزيد من الوقت في مناورات عبثية، هدفها الأول والأخير تحقيق إرثه السياسي الشخصي، وليس الدفع بعجلة عملية السلام.
موقف الكويت
من ناحيته قال الكاتب الكويتي ظافر العجمي، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول استغلال المشهد الحالي لصالح دعايته الانتخابية.
وأضاف في تصريحات خاصة إلى "سبوتنيك"، أن نتنياهو ينفخ في قضية التطبيع كأداة من أدوات الانتخابات، ليقول أنه أنجز بعض القضايا الهامة، خاصة أنه يستخدم العلاقات التي أقامها مع بعض الدول الإسلامية للترويج والدعاية، كما استخدم حضوره لمؤتمر وارسو في هذا الإطار أيضا.
وتابع أن الانحناءات الدبلوماسية بين الممثلين عن الدول لا تعني بالضرورة إقامة العلاقات أو القيام بالتطبيع، وأن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي جمع لقطات أخرجت من سياقها، وبثت لأهداف بعينها في الداخل الإسرائيلي تتعلق بالانتخابات.
وأوضح أن الموقف العماني وإن كان الأقرب لإقامة علاقات متزنة مع "إسرائيل"، إلا أنه وضع بعض الشروط، كما أنها لم تتحدث عن فتح مكاتب ل"إسرائيل" أو أي تمثيل في هذا الإطار.
وأوضح قائلا: "موقف الكويت يبدو واضحا، فهي ترى أنها ستكون أخر معقل يمكنه السير مع قطيع التطبيع، كما أنها أعلنت أنها لن تطبع إلا من خلال الجامعة العربية، وتنفيذ شروط المبادرة العربية".
وأشار إلى أن الكويت لا يمكن أن تضحي بالقوة الناعمة التي تمثلها في الخارج، بالهرولة وراء عملية التطبيع، وأن الأدوات التي تقرب بعض الدول إلى "إسرائيل" تتمثل في محورين، الأول منها هو الضغوط الأمريكية، والثاني هو إقامة علاقات اقتصادية.
واستطرد أن المحور الآخر الذي يروج له الآن، هو تكوين محور "سني — إسرائيلي" ضد إيران، إلا أنه مفرغ من محتواه، خاصة أن العلاقات الدولية لا تسير بنهج التحالف مع عدو من أجل عدو آخر.
عمان
في وقت سابق قال الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي: "لكن أعتقد أنها (إسرائيل) ربما تتخوف من التبعات التي سوف تتحملها إذا أقرت بأنها دولة من دول الشرق الأوسط". مؤكدا ضرورة التقريب بين وجهات النظر الفلسطينية والإسرائيلية من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط.
الكويت
وفي وقت سابق أعلنت الكويت موقفها من التطبيع مع "إسرائيل"، مؤكدة احترامها لكل المواقف التي تتحدث عن "التطبيع".
وقال نائب وزير الخارجية الكويتي، خالد الجار الله، إن موقف الكويت "واضح ومعروف من رفض التطبيع مع إسرائيل".
وتابع الجار الله، أنه لا خطوات كويتية باتجاه الأمر ولا موقف رسمي "غير هذا الموقف".
وبالأمس علق الجار الله، على الصورة التي جمعته مع رئيس وزراء "إسرائيل" بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمر وارسو.
وبحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، قال الجار الله: "إن الكویت كانت ولاتزال وستظل ضد التطبیع مع إسرائیل، ما لم یتحقق الحل العادل والشامل للقضیة الفلسطینیة".
وأضاف الجار الله، أنه "من المؤلم أن یكون هناك تشكیك في الموقف الكويتي حیال القضیة الفلسطینیة"، مبینا أن "موقف الكویت منذ البدایة كان ولا یزال داعم للقضیة الفلسطینیة على كافة المستویات".