رولا سرحان
ليس المقصود بالسؤال هنا د. صائب عريقات وحده. المقصود أيضاً من يُحاسب القيادة؟ المملكة الأردنية الهاشمية، الظهير الأهم للشعب الفلسطيني عبرت عن استيائها من تصرف رئيس ملف المفاوضات لأنه أعلن عن تقديم مشروع قرار إنهاء الاحتلال لمجلس الأمن عبر الأردن دون تنسيق مع الأردن. وهذا أمر مدعاةٌ للتوقف عنده إن صح. لأنه يعني وجود حالة من التخبط والعشوائية وعدم الاستعداد الجدي في معركة مصيرية بالنسبة لنا كفلسطينيين.
من يُحاسب من؟ هو السؤال الأبرز في هذه المرحلة التي تغييب فيها المؤسسات. فلا مجلس تشريعي، ولا انتخابات برلمانية، ولا دور لمؤسسات المجتمع المدني، والفصائل والأحزاب الفلسطينية في أضعف حالاتها. وجميعنا مرّ مرور الكرام على حادثة التلاسن بين الرئيس محمود عباس والأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي، لأننا ندرك أنها مجرد ذر للرماد في العيون، وليست مسألة مساءلة ومراجعة حقيقية لآلية اتخاذ القرار في السلطة الفلسطينية.
هنالك ضرب من الفنتازيا في إدارة مصير هذا الشعب، نجرب شيئاً هنا, ومن ثم نجرب شيئاً هناك، وبعدها شيئاً ثالثاً في دائرة مغلقة دون رؤية وطنية واضحة ودون مشاركة حقيقية، وهنالك تفرد حقيقي في إدارة مصير هذه القضية.
قيل قديماً إن ما يمنح القديس قيمته التاريخية ليس القديس بما هو، بل ذلك الذي يعنيه في نظر غير القديسين.
وأقول إن ما يمنح القيادة قيمتها التاريخية ما تعنيه في نظر من تقودهم.