الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا يحاول الاحتلال السيطرة على باب الرحمة وما علاقة ذلك ببناء الهيكل؟

2019-02-20 05:51:47 AM
لماذا يحاول الاحتلال السيطرة على باب الرحمة وما علاقة ذلك ببناء الهيكل؟
مصلون عند باب الرحمة يوم أمس (تصوير: الحدث)

الحدث - سجود عاصي

تضاعفت محاولات قوات الاحتلال في الأيام الأخيرة للسيطرة على باب الرحمة في مدينة القدس وإغلاقه، ضمن الهجمة الشرسة التي تشنها بحق المقدسيين والأماكن التراثية والتاريخية، والتي كان آخرها أمس الثلاثاء بإعلان الباب ثكنة عسكرية مغلقة، ليظل التساؤل الذي يطرح نفسه مستمراً: ماذا تريد دولة الاحتلال "إسرائيل" من هذا الباب؟

يقول المختص في شؤون القدس جمال عمرو في اتصال مع "الحدث"، إن باب  الرحمة ذو أهمية كبيرة بالنسبة للمسلمين والفلسطينيين، فهو يقع وسط المسجد الأقصى المبارك من الناحية الشرقية، وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى، كما أنه الباب الوحيد المرشح بأن يفتح بوابتيه الكبيرتين المغلقتين، حيث يمكن للمصلين الدخول والخروج منه مباشرة دون المرور بالبلدة القديمة في القدس بأزقتها الضيقة المكتظة.

وأكد عمرو، على أن قدسية الباب مماثلة تماما لقدسية المسجد الأقصى المبارك، لذلك يصر المقدسيون على استعادة الباب من قبضة الاحتلال الذي يلف حبل المشنقة على عنق باب الرحمة.

وأشار عمرو، إلى أن جملة من العوامل شجعت الاحتلال على هكذا خطوة، أهمها الموقف العربي والدولي الهزيل تجاه القضية الفلسطينية والقدس خاصة في ظل وجود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الداعم لـ "إسرائيل" والمستوطنين، وحالة الهلع العربي على "العروش والكروش"، إضافة إلى الموقف السياسي الفلسطيني المتراخي.

وأضاف عمرو، أن من أهم الأسباب للتغول حول باب الرحمة، وجود ما يقارب 26 منظمة يهودية متطرفة في القدس، ضاغطة في هذا الاتجاه.

ويهدف نتنياهو من هذه الاستهدافات للمسجد الأقصى ومحيطه بحسب عمرو، إلى تحقيق نتائج و"إنجازات" في الانتخابات المقبلة المزمع عقدها مطلع نيسان المقبل، حيث إنه يعول على اليمين الإسرائيلي للفوز برئاسة حكومة الاحتلال المقبلة.

ويرى الإسرائيليون في باب الرحمة، طوق النجاة لمشروع الهيكل المزعوم والخطوة الأولى نحو تحقيق ذلك، فهو الباب الأقرب لقبة الصخرة، وهو الوحيد الذي يمكّن المستوطنين من الدخول بسهولة وأمان إلى الأقصى، حيث مهدوا لذلك بالاستيلاء على جزء من مقبرة باب الرحمة قبل عدة أعوام، وفقا لعمرو. وهو الأمر الذي جعلهم يتمسكون بباب الرحمة واعتقال كل من يمر من الباب أو يقترب منه.

وأشار عمرو، إلى أن اتفاقا بين شرطة الاحتلال والأوقاف في القدس قضى بإزالة السلاسل والأقفال التي وضعها الاحتلال ووضع سلاسل وأقفال من قبل وزارة الأوقاف في القدس تحت رعاية شرطة الاحتلال.

وبدوره حذر مفتي القدس محمد حسنين، من خطورة إجراءات الاحتلال مؤكدا على ضرورة عدم السماح له بتمرير مخططاته، وشدد حسنين على أن المسجد الأقصى لن يضم أي كنيس يهودي من خلال الاستيلاء على باب الرحمة.

ويشار أن الاحتلال الإسرائيلي أصدر قرارا بإغلاق باب الرحمة عام 2003، ويقوم بتجديد القرار عسكريا بشكل سنوي ويمنع الفلسطينيين من الدخول منه على الرغم من قرار العاهل الأردني عبد الله الثاني بفتح الباب إلا أن أوامر الاحتلال هي من تسري على أرض الواقع.

يشار أن باب الرحمة يبلغ ارتفاعه 11،5 م، ويوجد داخل مبنى مرتفع وهو مكون من بوابتين الرحمة جنوبا والتوبة شمالا.

وترجع أهمية هذا الباب إلى أنه دمر في أكثر من حرب، ودخل منه هرقل الروم عام 628م، أما البناء الموجود حاليا فيؤكد الباحثون أنه بني بأمر من مروان بن عبد الملك ثم جدد هذا البناء في عهد صلاح الدين الأيوبي، ويظن البعض أنه بني بقطعة واحدة من الحجر.

لباب الرحمة عدة أسماء، منها البوابة الأبدية والبوابة الدهرية وباب توما وباب الحكم وباب القضاء. واستخدم المبنى الواقع داخل الباب من جهة المسجد الأقصى قاعة للصلاة.

ويعتقد، أن هذا الباب يشغل حيزا كبيرا في المعتقدات التوراتية، فهم يعتقدون (التوراتيون) أن المسيح عيسى عليه السلام دخل منه وأنه من سيفتحه في المستقبل، وهو ما يقود لبناء الهيكل المزعوم، وهذا المعتقد سائد لدى  المسيحية الصهيونية.