الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

رسم الأيقونة المقدسة .. فن الأيقوني المسيحي الفلسطيني

2019-02-20 09:04:37 AM
رسم الأيقونة المقدسة .. فن الأيقوني المسيحي الفلسطيني
الفن الأيقوني

 

الحدث الثقافي 

تفصلنا عن مجموع تراثنا الفني الأول- أكثر من ثلاثة آلاف سنة، كما تفصل بين حاضرنا وتراثنا الذي ينسب إلى الدين المسيحي- والمتمثل بالآيقونة- نحو ألفي سنة؛ وعن التراث الإسلامي العربي مئات من السنين، وذلك مرده غزو فلسطين واحتلالها وحكمها من قبل غرباء على مدى آلاف السنين؛ فانقطعت بسبب ذلك أواصر التواصل بين الطاقات الإبداعية المعاصرة على الأرض الفلسطينية، وبين ذلك التراث على مدى عصور طويلة استمرت قرابة قرنين من الزمن.

لم تكن فلسطين وحدها ضحية الغزوات واحتلال الأجنبي لها؛ بل إن ذلك شمل وعظم بلاد العرب؛ ففي أوائل القرون التاسع عشر؛ بدأت البعثات الاستكشافية الغربية تأتي للمنطقة، وتحديدا لما يعرف بالأراضي المقدسة، يصحبها الفنانون والمهندسون والمنقبون؛ بهدف دراسة الأوضاع العام، وتوثيق ملامح معالمها الفنية والطبيعية.

كان التواصل الثقافي ببين البلدان العربية والغرب أسبق من غيرها. وكانت مصر السباقة في التعرف على بعض مظاهر الثقافة الغربية، فمع غزو نابليون لمصر أواخر القرن الثامن عشر صحب الغزو مستكشفون ورسامون أيقظوا في بعض المصريين مواهبهم

كان الخديوي إسماعيل (حاكم مصر في أواسط القرن التاسع عشر) محبا لمظاهر الثقافة والغربية عاشقا لها، وتحديدا الفرنسية منها؛ فأتي بالفنانين المستشرقة ليثقوا عن طريق الرسم والتصوير معالم منطقة سوريا ولبنان وفلسطين والأردنومصر والمغرب العربي. وقد تفتحت أعين مواهب عربية أخرى ناشئة من العديد من بلداننا العربية على اللوحة والرسم والتماثيل المنجزة بالأسلوب الغربي.

وظل في الأيقونة، الذي نشأ مع انتشار المسيحية، مستمرا على مدى العصور.

وشهدت فلسطين العديد من الفنانين القساوسة والرهاب الذين هاجروا من بلادهم قاصدين مدينة القدس بدافع الإيمان والقداسة لتكملة طقوسهم الدينية في رسم الأيقونة المقدسة. وأنشأ هؤلاء الفنانون من الرهبان والقساوسة في فلسطين وفي القدس تحديدا مع فناني البعثات المستشرقين شبه مدرسة؛ متعرفت بعض المواهب الفلسطينية من خلالهم على الأدوات الفنية الغربية وأشكال التصوير الذين يقمون به.

وانتشر الفن الأيقوني المسيحي في شتى بقاع العالم، وبقي له عطاء مستمر بنهج ثابت وأسلوب واحد وأهداف محددة؛ ومن هنا تبرز عدة أنواع للفن الأيقوني المسيحي في فلسطين وهي:

1. فن العمارة: كان بناء الكنائس من أهم رموز التحرر المسيحي، وكانت "البازيليك" الرومانية أول بناء حول لكي يستعمل كمصليات، ومثال البازيليكات أقيم في القدس وبيت لحم بازيليك الميلاد (كنيسة المهد)

2. فن النحت: ظهرت النواويس المسيحية حول القرن الثاني وتطورت في بداية القرن الرابع وتحررت الايقونات ببطء من التقاليد الوثنية وحلت صورة المسيح ذي اللحية محل المسيح الهلنستي الحليق في النقوش النافرة على النواويس وتنوعت مصادر النحت الحديث حيث سيطر المفهوم العربي للفن.

3. فن التصوير الايقوني: انتعش فن التصوير الأيقوني بسرعة، بعد انتصار الكنيسة؛ فأصبحت الموضوعات الدينية تعتمد على تمثيل قصص السيد المسيح، ثم أضيف إليها قصص القديسيين الذين ظهروا في بداية القرن الخامس، ثم قصص الحج والتضحية والمعجزات. 

وكان اللون الذهبي والصدفي والفضي ألوانًا جديدة ومميزة للفن الجديد الذي انتشر في فلسطين من الفنانين القساوسة والرهبان الذين هاجروا من بلادهم قاصدين مدينة القدس لتكملة طقوسهم الدينية في رسم الأيقونة المسيحية.

المصدر